أول مرة
كامل إسماعيل.. حكاية «صيام العصافير»
منذ أن يعي الطفل في المنزل طقوس شهر رمضان المبارك، يبدأ بطرح أسئلة كثيرة عن هذا الشهر، ويدرك بعقله الصغير أن الصفة الأساسية في هذا الشهر هي الامتناع عن الطعام، فيقف أمام والديه معلناً أنه يريد الصوم، ويريد أن يتشبه بوالديه، وهنا يأتي دور العائلة التي تقوم بتشجيع أطفالها وتحفيزهم مع مراعاة السنّ والقدرة، لذلك شاع مصطلح «صوم العصافير»، وهو عملياً إقناع الطفل الذي يريد أن يجرب الصيام بأنه بسبب عمره الصغير يستطيع أن يصوم لمدة ساعتين في اليوم، وكل فترة يزيد عدد الساعات وهكذا، وعادة يبدأ الطفل بمحاولة تقليد عائلته في الصيام وهو بعمر الخمس سنوات.. حكاياتهم مع الصيام فيها التحدي والفكاهة والمقالب أيضاً، نتعرف إليها من خلال تجاربهم الصغيرة والكبيرة في معناها.
الطفل كامل إسماعيل، يبلغ من العمر ثماني سنوات، وهو في الصف الرابع، بدأ تجربة الصوم عن الطعام العام الفائت، حسب والدته هبة، التي قالت «جاء ابني إليّ يريد تقليد شقيقته الكبرى في الصوم، وليس تقليدي أو تقليد والده». وأضافت «ضحكت في سري، وقلت له: لا ضرر من التجربة، ولكن ثمة طريقة سهلة تجعلك تصوم وتتدرب على الامتناع عن الطعام»، وأضافت «قلت له حكاية صيام العصافير، لكنه اعتبر أنني أهينه واستصغره، خصوصاً أنه دائماً ما يقارن نفسه بشقيقته، فغضب ابني، وقرر أن يصوم مثل شقيقته اليوم كله»، وقالت «كنت أراه دائماً وهو يشرب الماء خفية، أو يأكل خبزاً، وكنت أضحك لكني لم أحرجه بأنني أعلم أنه لا يصوم». بدوره، قال كامل «أريد أن أعترف بأنني لم أصم كل الساعات في اليوم، وكنت أسرق الطعام والماء وأذهب لغرفتي وآكل تحت اللحاف كي لا يراني أحد، خصوصاً شقيقتي». وأضاف «لكنني هذا العام سأحاول قدر استطاعتي أن أصوم كل الساعات المطلوبة، ليس تقليداً لشقيقتي، بل لأنني أصبت أعرف المعنى الحقيقي لشهر رمضان المبارك، وكي يعلمني أن أشعر بالفقراء والمحتاجين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news