مسلسلات كوميدية وتاريخية وحكايا من واقع الناس
الدراما التونسية: «نجومية محلية» تبحث عن جمهور عربي
رغم قلة الإنتاج الدرامي التونسي الذي تشهده الساحة الفنية، فإن صناع الأعمال التونسية استطاعوا التأسيس لضرب من ضروب «النجومية المحلية» التي يلمس آثارها الشارع التونسي بمختلف شرائحه وتوجهاته، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة نسبة متابعة عالية لأغلب الأعمال المعروضة، سواء كانت دراما واقعية من الحياة اليومية للمجتمع المحلي، أو دراما تاريخية، أو حتى جرعات كوميديا خفيفة ترسم الابتسامة على الوجوه، في الوقت الذي لايزال طموح صناع هذه الأعمال الخروج من الإطار المحلي والانطلاق نحو الفضاء العربي الذي احتضن عدداً من نجومها ومازال لا يعلم الكثير عنها.
«المايسترو»
يتصدر قائمة الأعمال الدرامية التونسية لشهر رمضان هذا العام، المسلسل الاجتماعي «المايسترو»، الذي تعود من خلاله التلفزة الوطنية التونسية من جديد إلى الإنتاج الدرامي، وتدور أحداثه حول قضايا الأطفال ومآسيهم وأحلامهم الضائعة التي تلقي بها الحياة في مطبات النسيان فتحولهم لضحايا أو مذنبين في مراكز إصلاح الجانحين وبين قضبان السجون. العمل من بطولة درة زروق التي تعود هذا العام للدراما التونسية لتتقاسم البطولة مع أحمد الحفيان وفتحي الهداوي، في الوقت الذي يتولى الأسعد الوسلاتي مهمة الإخراج إلى جانب عماد الدين الحكيم الذي أوكلت له كتابة السيناريو والحوار الدرامي للعمل.
ورغم ردود الأفعال والضجة الإعلامية في رمضان الماضي، إلا أن صناع «شْوِرِّب» أصروا هذا العام على مواصلة مشوار الشخصية الشعبية الشهيرة، وتقديم موسم ثان تحت إدارة المخرج مديح بالعيد بدلاً من مخرجه السابق ربيع التكالي، عن سيناريو وحوار يسري بوعصيدة وبطولة كل من الفنان لطفي العبدلي، دليلة المفتاحي، محمد السياري. ويتناول الموسم الدرامي التونسي، قصة حياة أشهر سجين في تاريخ تونس، شغل الناس لفترة طويلة حيث حوكم في ما يزيد على 1500 قضية، بين عنف وسرقة وبلطجة وتعكير للصفو العام، إلى أن مات مقتولاً عام 1972.
كما يتابع الجمهور في رمضان مسلسل «النوبة» لمخرجه الشاب عبدالحميد بوشناق، وأبطاله جميلة الشيحي والشاذلي العرفاوي وعزيز الجبالي وهالة عياد وبلال سلاطنية وياسمين الديماسي ومغني الراب «كافون»، في عودة إلى سنوات التسعينات وتحديداً إلى عام 1991، للدخول في عالم فن «المزود» الشعبي في تونس.
«أولاد مفيدة 4»
واستمراراً لنجاح المواسم الثلاثة السابقة، يتابع الجمهور الموسم الرابع من المسلسل الاجتماعي التونسي «أولاد مفيدة» للمخرج سامي الفهري، الذي حافظ على أبطال المسلسل الأساسي: وحيدة الدريدي وهشام رستم ونضال السعدي وياسين بن قمرة ونسيم زيادية، إلى جانب مجموعة من الوجوه الجديدة التي انضمت إلى أحداث هذا الموسم يتقدمهم النجم التونسي المعروف عربياً فتحي الهداوي، ومعز القديري، والفنان الشعبي الشاب بشير، وعارضة الأزياء مريم بوقديدة.
الكوميديا أولاً
للكوميديا حصة كبيرة في خارطة الإنتاج الدرامي التونسي، حيث سيتابع الجمهور السلسلة الرمضانية الجديدة «زنقة الباشا»، بمشاركة أبرز أبطال الكوميديا والدراما التونسية أمثال كمال التواتي ودرصاف مملوك وفيصل بالزين، إضافة إلى عدد من الوجوه الفنية الشابة تحت إدارة المخرج نجيب مناصرية وتأليف سميرة بوعمود. وتعالج السلسلة بشكل هزلي الواقع اليومي للمجتمع التونسي من خلال يوميات عائلة تقطن أحد منازل المدينة العتيقة في علاقتها بالجيران وخاصة بالشخصية المحورية «فرملي الحومة/ ممرض الحي» الذي لا تخلو حياته من المفاجآت بسبب تشابك علاقات أفراد أسرته الكبيرة.
في الوقت الذي انتهى فريق عمل «نسيبتي العزيزة» من تصوير الموسم التاسع من السلسلة الكوميدية الأشهر تلفزيونياً للكاتب والممثل يونس الفارحي والمخرج صلاح الدين الصيد، والذي انطلق موسمه الأول عام 2010 ليحقق نجاحاً جماهيرياً كاسحاً شارك في صياغته على الشاشة كل من الراحل سفيان الشعري الذي توفي بعد المشاركة في الأجزاء الأولى من السلسلة. وتروي أحداث العمل قصة الزوجين «حسّونة» و«حياة» اللذين يعيشان في هدوء ببيت جميل بالمدينة العتيقة، وتنقلب حياتهما رأساً على عقب مع حلول «النسيبة» فاطمة (أم الزوجة حياة) مع ابنها المتخلف عقلياً «المنجي»، دون سابق إعلام، لقضاء بعض الأيام لدى الزوجين السعيدين. من جهة أخرى، يقدم المخرج سامي الفهري، سلسلة كوميدية جديدة بعنوان «قسمة وخيان» من بطولة كريم الغربي، وبسام الحمراوي ومرام بن عزيزة، وعايشة الفهري، وسيكون الجمهور على موعد جديد مع الضحك والكوميديا الساخرة التي أعلنها مخرجها على صفحته الرسمية على «انستغرام» قائلاً «سيتكوم مع البقرة أميرة وابنتي عايشة».
«ممالك النار»
يشهد الموسم الرمضاني هذا العام عودة المسلسلات التاريخية العربية التي يتم تصويرها في تونس، مثل مسلسل «ممالك النار» للمخرج البريطاني بيتر ويبر، الذي تدور أحداثه حول الفترة الأخيرة من حكم المماليك في مصر قبل سقوط حكمهم على يد الخلافة العثمانية في القرن السادس عشر. والعمل عن نص للسيناريست المصري محمد سليمان عبدالمالك، وإنتاج تونسي، فيما يتكون الفريق التقني للعمل الدرامي الجديد من تقنيين كولومبيين وأستراليين وإيطاليين، على أن يبث العمل على شبكة «نتفليكس».
أما المخرج الليبي أسامة رزق، فقد انتهى من تصوير أحداث المسلسل الدرامي «زنقة الريح» الذي تدور أحداثه في مدينة تونس العتيقة، لمؤلفه الكاتب عبدالرحمن حقيق، ومشاركة فنية استثنائية لأكثر من 270 فناناً وفنانة من ليبيا وتونس ومصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news