تحلم بالوصول إلى منصّات الجوائز العالمية باللقطة المميّزة

آلاء الحارثي توثّق بـ «العدسة» تعابير الوجوه والتسامح

صورة

بالعدسة توثّق المصورة الإماراتية آلاء الحارثي، تعابير الوجوه وتاريخ المعالم والشوارع،

إذ عشقت الكاميرا منذ سن مبكرة، وأصبحت هوايتها التي لا تعرف سواها، واستطاعت في فترة قصيرة أن تمتلك سجلاً حافلاً بالصور المميزة، التي نالت إعجاب متابعين كثيرين على منصّات التواصل الاجتماعي، وأغلفة المجلات.

ولا تخفي الحارثي إعجابها بمعالم وشوارع العاصمة الإماراتية، وافتتانها بالتصاميم المعمارية لبناياتها الشاهقة والجسور والمواقع التراثية، وسحر التباين لوجوه سكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين من كل الجنسيات. وعن رحلتها مع التصوير، قالت الحارثي، لـ«الإمارات اليوم»: «إن انطلاقتي الحقيقية كانت بمجرد انتهائي من دراستي الجامعية في مجال الهندسة المعمارية، حين طرقت باب عالم الصورة، من خلال اطلاعي على أسرار وتعليم فنون التصوير في المواقع الإلكترونية المتخصصة». وأوضحت: «إنها بدأت الرحلة بالتقاط الصور الفوتوغرافية للمعالم الأشهر في أبوظبي، من جسور وبنايات شاهقة ذات تصاميم مميزة، إضافة إلى المواقع الأثرية، والمعالم التراثية التي تتنشر على امتداد الإمارة من أسواق وشوارع ومساجد».

لحظات مميّزة

وأشارت الحارثي إلى أنه على الرغم من استخدامها كاميرا بسيطة تفتقر للإمكانات الحديثة، فإن صورها اجتذبت العديد من روّاد منصّات التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك التي تعكس التسامح التي تتميز به الإمارات، الذي يظهر بوضوح في تعايش 200 جنسية باختلاف دياناتهم وخلفياتهم الاجتماعية في أمان وسلام وتناغم.

ولفتت إلى أنه رغم صغر سنها، فإنها استطاعت أن تكتسب مهارات تصويرية عدة جعلتها قادرة على قراءة التفاصيل الجمالية، التي تجعلها تقتنص الوقت المناسب لأخذ اللقطة المميّزة التي ترصد اللحظات المميّزة.

بداية المشوار

بدايات الحارثي مع هذه الهواية، كانت عندما أهدتها إحدى صديقاتها، كاميرا من نوع D90 Nikon، ما شجعها على الالتحاق بدورات تدريبية لتعليم فنون التصوير، والمشاركة في ورش عمل لاكتساب مهارات عدة، منها كيفية استخدام إضاءات الاستوديو ورسم الضوء والظل لالتقاط ملامح الوجه وتعابيره بطريقة فنية محترفة، باستخدام تقنيات الإضاءة الساقطة وخيال الظل، مضيفة: «بمجرد انتهائي من فترات التدريب، رأيت عالم التصوير بطريقة مختلفة وأكثر مهنية، لأمتلك الإمكانات التي تجعلني قادرة على تثبيت أقدامي في مشوارالتصوير الاحترافي».

فن الوجوه

وذكرت الحارثي أنها كانت ترتكز على تصوير الأشخاص معتمدة على فن «البورترية»، الذي يعكس علاقة الفرد والمجتمع. وترى أن فن تصوير بورتريهات الأطفال يعدّ واحداً من أجمل وأصعب فنون التصوير، لأن على حامل الكاميرا أن يجمع بين عفوية الطفل وبراءته من جهة، والقواعد والأساسيات المدروسة والثابتة لتصوير البورتريهات من جهة أخرى.

وتابعت: «البورتريه هو تجسيد للملامح الشخصية، من خلال عين المصور ورؤيته للشخصية، وهنا يأتي دور الإبداع لحظة أخذ اللقطة التصويرية، لذلك أعتز ببورترية خاص بالطفلة (ميرة) الذي التقطته في إحدى الحدائق العامة مع إضاءات النافورة الزرقاء ولاقى إعجاب كثيرين، وعرض بمعرض (عيون لغة العيون)، الذي تنظمه جامعة الشارقة، وطبع في كتاب المعرض الدولي للتصوير بالشارقة إكسبوجر».

ولفتت إلى أن طموحها لم يتوقف عند فن البورتريه، لكن أتسع ليشمل الصور التي تحمل المعاني الإنسانية والحياتية والواقعية التي لا يمكن وصفها إلا بلغة العدسة.

لغة للتواصل

وقالت الحارثي: «إنها جعلت من الصور التي تلتقطها بعدسات كاميراتها لغة للتواصل مع كل أفراد مجتمعها، خلال مشاركتها التطوعية التي ترصد عبرها لحظات الفرح والحماس، التي أتضحت بشكل بارز خلال دورة الألعاب الأولمبية العالمية الخاصة بأبوظبي 2019، التي شارك بها كثيرون من أصحاب الهمم الخاصة من كل أنحاء العالم».

وأضافت أن «الطريق أمامها مازال طويلاً، لذلك فهي تسعى دائماً إلى تطوير مهاراتها، لتوازي المصورين العالميين في الأفكار والمضمون، من خلال حرصها على المشاركة في الدورات التدريبية، ومواكبة كل ما هو حديث في هذا العالم، ومتابعة المصورين العالميين والاستفادة من تجربتهم وخبراتهم والأطلاع على أعمالهم».

وأكملت: «هناك فارق شاسع بين الصور التي التقطتها في بداياتي، وما وصلت إليه اليوم من حيث الجودة، والزوايا التي ألتقط منها الصورة، والتكوين نفسه الذي أصوره، إذ أصبحت موضوعاتي أكثر تنوعاً، لتصبح صوري تنبض بالحياة، والفضل يعود إلى التدريب والممارسة عن فهم».

مليون إعجاب

عن الصور المحببة إلى قلبها، أشارت الحارثي إلى أن هناك كثيراً من الصور التي التقطتها، التي تظهر مدى التناغم بين الشخص والطبيعة والألوان والحركات العفوية، وفي كل صورة كانت تلتقطها تجد أن لها بريقاً خاصاً يظهر ملامح جمالها، ولكن لقطة عرض الفرسان الذي نظم بسماء أبوظبي في اليوم الوطني الإماراتي للعام الماضي، هي الأقرب إلى قلبها، إذ اختارتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك ضمن الصور اليومية بموقعها الإلكتروني، وأعادوا نشرها في حسابات المجلة الإلكترونية على منصّات التواصل الاجتماعي، لتنال إعجاب أكثر من مليون متابع، وتكون من أبرز الصور التي نقلت هذا العرض المميّز.

وحول إقبال شباب المواطنين على التصوير الفوتوغرافي، قالت إنها «لم تكن تتوقع وجود هذا الإقبال الكبير من الشباب والشابات على التصوير، إذ أتاح لها الانخراط في هذا المجال التعرف إلى عدد من الفنانين الذين يتمتعون بحسّ مرهف تجاه الصورة الفوتوغرافية، والذين يحتاجون إلى مزيد من الدعم والاهتمام للارتقاء بفنهم».

مجرد أداة

رأت آلاء الحارثي أن الكاميرا مجرد أداة يحركها إبداع المصور وحسّه الفني، لذلك اختارت من كاميرات «الفوجي» فيلم XT2، رفيقاً لها في مشوارها في عالم الصورة، لما تتسم به من صغر الحجم والوزن، متمنية أن تنجح في أن تصل بصورها إلى منصّات الجوائزالعالمية والمعارض الدولية.

كما تطمح إلى أن تكون واحدة من المصورات المتميّزات في مجال الأعراس، لأنها تجد أن الصورة يجب أن توثق أهم اللحظات، وليس هناك أهم من توثيق ليلة العمر للعروسين وهما يتلمسان خطواتهما الأولى في القفص الذهبي.

آلاء الحارثي:

• «لدينا شباب مواطنون يتمتعون بحسّ مرهف تجاه الصورة، ويحتاجون للدعم».

• «جعلت من الصور التي ألتقطها لغة للتواصل مع كل أفراد مجتمعي».

تويتر