أسرار الشيلة الإماراتية وتفاصيل لا يعرفها غير نساء الزمن الجميل
الجدة زينب عبدالله: نساء الفريج يستقبلن رمضان بـ «شيل الخيوط المعدنية»
«الوجاية»، «الملافع»، «الغشوة»، أو «البوشية»، جميعها مصطلحات تشير إلى الأغطية التي كانت تستخدمها المرأة الإماراتية لرأسها وشعرها، وتُعدّ «الشيلة» التي تستخدم في تغطية الرأس والوجه من أبرز القطع التي تستعين بها المرأة الإماراتية لإكمال طلّتها، التي غالباً ما تصنع من قماش خفيف، يتزيّن بخيوط ذهبية أو فضية.
أسرار الشيلة
عن أسرار الشيلة الإماراتية وبعض التفاصيل التي لا يعرفها غير نساء الزمن الجميل، تقول الجدة زينب علي عبدالله، التي تعمل في صناعة الشيل بكل تصاميمها منذ 35 عاماً، إن «أغطية الرأس التي كانت تستخدمها نساء الإمارات تتميز بخصائص عدة منها، التنوع والكثرة، حيث توجد شيل خاصة بشهر الصوم والصلاة والعيد والعرس والحفلات، أضافة إلى تلك التي تستخدمها الإماراتية في بيتها وحياتها اليومية».
وتتابع: «تعدّ الشيلة المطرّزة بالخيوط المعدنية من أبرز الشيل التي تقتنيها كل نساء الإمارات، باختلاف مستوياتهن الاجتماعية، ويُعرف هذا النوع من التطريز بـ(النقد)».
أنواع ومسميات
وتوضح الجدة زينب أن «هناك أنواعاً عدة من الشيل التي كان معظمها يغطي رأس المرأة ووجهها بطرفه، والتي منها شيلة النيل الهندية، والشيلة السوداء، وشيلة أبو قفص، والميدة».
وتكمل: «كانت الشيلة في الماضي كبيرة، ويصل طولها إلى المترين، وكذلك يبلغ عرضها حدود المتر الواحد، وتضعها المرأة على رأسها خلال خروجها من المنزل، حيث تغطي وجهها بالشيلة قبل أن ترتدي العباءة».
وتوضح الجدة زينب أن «هناك أربعة أنواع للشيلة هي: الساري، والسمة، والغيل، والتورة، وقد ذكرت الشيلة أو الوقاية كثيراً في الشعر الشعبي، فكان المسافرون في رحلات الغوص يرمزون باستخدامهم لكلمة الشيلة إلى الشوق إلى الأهل والأحبة».
وتتابع: «أغطية الرأس تتنوّع تبعاً لنوع القماش المستخدم في صنعها، فهناك ما يُعرف باسم (الملافع)، و(البرقع البدوي) و(الغشوة) أو (البوشية) التي تتكون من قماش حريري أسود مطرز الحواشي».
وتشير الجدة زينب إلى أن «الأقمشة التي كنت تستخدمها المرأة الإماراتية كانت تجلب من الهند، وتحديداً مدينة بومبي، التي تعدّ من أشهر المدن التي تصدر الأقمشة النسائية والأحذية للإمارات، حيث كانت دبي ميناء مهماً لاستيراد هذه الأقمشة، التي يقصدها التجار للحصول علي هذه النوعيات من الأقمشة وتوزيعها إلى بقية الإمارات بالدولة، وكذلك إلى عُمان، ويوزعونها على السيدات، حيث يدورون على المنازل وينتقلون من منطقة إلى أخرى لتتلقف النساء هذه البضاعة من هولاء الأشخاص، الذين كان يسمون بالحواة أو الدوارة أو الحواطة لكونهم يمتلكون جميع البضائع التي تحتاجها المرأة من أقمشة وعطور وغيرهما».
أدوات تطريز الشيلة
وعن الأدوات التي تستخدمها النساء في تطريز شيلهن، تقول الجدة زينب: «إن أدوات الخياطة والتطريز كانت عبارة عن المطوي (المطوه) المقلمة، والدحروي (بكرة الخياطة)، والقفة، والإبر، والمصقلة، ولوح المصقلة، والمقص، والخيوط القطنية (اللهدوب)، وكانت اليد هي أساس القياس والذراع أو الشبر أهم مقاييس القماش الخام».
وتتابع: «كانت استخدامات الشيلة القديمة كثيرة، إذ إن المرأة كانت ترتديها أثناء العمل في الحقول الزراعية وفي حلب الأبقار، وتلبسها الفتاة الصغيرة لتعويدها على لبس الشيلة، وتربط علي رأسها غطاءً واقياً عند البرد».
شيلة رمضان والعيدين
وتذكر الجدة زينب أن «الأقمشة التي كانت تستخدمها المرأة لصناعة شيلة شهر رمضان والعيدين والأعراس تمتاز بغلاء ثمنها وألوانها اللامعة والزاهية، منها أطلس وسلطاني ومزراي وبوجليم وبونسيعة وصالحني بوطيرة وأبوشيرة بريسم وأبودكة وأبوالمقص ليلاً، وبرشوت نهاراً». وتكمل: «تطور تصميم الشيلة اليوم، حيث أصبحت تغطي الشعر وتصنع من خامة سوداء اللون ورقيقة مثل القطن الشفاف الشاش أو قماش التور (التول)، لكن في السابق كانت عبارة عن قطعتي قماش تتم خياطتهما لتشكلا قطعة واحدة كبيرة الحجم تؤدي دور العباءة فتغطي معظم جسم المرأة عند خروجها من المنزل، أما الشيلة التي تستخدم في المنزل أو عند الصلاة، فتعرف باسم (الوجاية) وتكون مصنوعة من القطن الملون».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news