في مسقط رأس صاحب «الموناليزا».. الطبيعة على حالها
قد تكون بلدة فينشي منطقة فاتنة ساحرة، ومسقط رأس أحد أكثر الفنانين شهرة في العالم، حيث استقى منها لقبه، غير أن زائرها لن يجد فنادق كبيرة في هذه البلدة الناعسة، التي تقع في إقليم توسكانا، بمنتصف الطريق بين مدينتَي فلورنسا وبيزا في إيطاليا.
وهذه المدينة الصغيرة، التي يبلغ تعداد سكانها 15 ألف نسمة، ربما لا تستطيع التعامل مع أعداد كبيرة من السياح، وعلى الرغم من الافتقار إلى أماكن الإقامة، فإنها يمكن أن تحدث جواً من الإثارة والاهتمام والنشاط بين محبي الفنون الإيطاليين، وذلك باستضافة معرض خاص ينظم بمناسبة مرور 500 عام على وفاة الفنان الشهير ليوناردو دافنشي.
وحتى 15 أكتوبر المقبل، ستعرض لوحة «منظر طبيعي لسانتا ماريا ديلانيفي»، التي تعد أول عمل فني معروف لدافنشي ويرجع تاريخه لعام 1473، كما ستعرض جميع أنواع النماذج والوثائق ومخططات ومسودات الرسومات، بـ«متحف ليوناردو» في بلدته الهادئة التابعة لإقليم توسكانا.
وقالت عضو المجلس المحلي لشؤون التعليم والثقافة بحكومة فينشي المحلية، كلوديا هيميز، إن «الطبيعة التي صورها ليوناردو واعتاد أن يراها، لم تتغير كثيراً في أيامنا هذه».
وأضافت «ربما كان عدد المنازل أقل في عهد ليوناردو، وربما كانت المناظر الطبيعية أكثر تنوعاً وحافلة بالحدائق وحقول القمح، لكن لم يتغير الكثير من المعالم»، وفي تلك الأيام كانت أشجار الزيتون والكرم تنمو بشكل شبه حصري على التلال المحيطة بالبلدة.
وبالمقارنة بالمدن الأكثر حيوية وشهرة من إقليم توسكانا، مثل لوكا وسيينا، والمدينة الصغيرة سان جيميجنانو، تبدو فينشي غافية في النعاس اللذيذ بعذوبة، وكأنها في حالة من السبات الشتوي، وذلك في أنظار السياح، على الرغم من حلول ذكرى وفاة فنانها الكبير.