160 مؤلفاً إماراتياً يوقّعون إصداراتهم في «الكتاب الإماراتي»
في مشهد ثقافي يعدّ الأكبر من نوعه في تاريخ الأدب الإماراتي، وقّع 160 كاتباً إماراتياً إصداراتهم، خلال مشاركتهم في «معرض الكتاب الإماراتي»، الذي يعتبر الحدث الأول من نوعه في الدولة والمنطقة، والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مبنى مدينة الشارقة للنشر، بمشاركة 25 دار نشر إماراتية.
تجربة فريدة من نوعها، يمنحها المعرض للكاتب والقارئ والإماراتي، ليتمكنا من خلال منجزاتهما الأدبية رصد مسيرة الكتابة المحلية بشتى أنواعها.
«الإمارات اليوم» تجولت بين أركان المعرض، لتنقل لقرائها أبرز فعالياته، والمحطات الأهم والمفاجآت التي حملتها الأمسية الثانية له.
الوقفة الأولى كانت مع «معرض خطوط الأدباء»، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والذي يضم أرشيفاً مبهراً، يجمع عوالم سر الإبداع، وجمالياته، التي هي بمثابة توثيق بصري لخطوط أيدي المبدعين والرواد الإماراتيين، ونافذة تطل على كواليس المنجزات التي قاموا بتأليفها وصياغتها. وعن معرض المخطوطات، قال رئيس مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، حبيب الصايغ: «حرصنا على أن يكون المعرض أبرز محطات معرض الكتاب الإماراتي هذا العام، ليضم أكثر من 80 مخطوطة وصفحة ملهمة، على رأسها صفحة مكتوبة بخط يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لقصيدته التي ألقاها في الدورة الـ30 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت عنوان (منابع العز)».
وأضاف: «هناك منشورات قام بخطها شعراء وكتاب وأدباء الإمارات بأياديهم، لتكون بمثابة الوثائق الشاهدة والمؤرخة لكيفية عمل هؤلاء المبدعين المنتمين لجيل الريادة وما تلاه من أجيال، ليتسنى للزائر التعرف إلى خطوط يدهم، والتقنيات التي كانوا يستخدمونها في كتابة منجزاتهم الإبداعية، وأبرزهم الكاتب نجيب الشامسي، ورفيعة غباش، وحصة لوتاه».
متحف
وتابع الصايغ «المعرض يخصص متحف (الكاتب الإماراتي)، الذي ينظم بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ويضم في ثناياه ملامح وحياة وإبداعات نخبة من الكتاب الإماراتيين الرواد، والمعاصرين أمثال الماجدي بن ظاهر، وحميد الشامسي، وسالم العويس، وغيرهم، حيث يستعرض المتحف المتميز والفريد من نوعه مجموعة من نماذج العطاء الثري الذي خلّفوه، حيث يعرض المتحف المقتنيات الشخصية للأدباء والمبدعين من محابر وأقلام ومخطوطات، وغيرها».
وأوضح أن المتحف يضم مختارات شعرية تضمها الدواوين ومؤلفات الكتب والمقالات الخاصة بالمبدعين الإماراتيين، ومجموعة من الإصدارات الصوتية التي تضم تسجيلات إبداعية بمثابة الأرشيف المسموع لأولئك الروّاد، حيث يعدّ هذا الركن جهداً استثنائياً قامت به الهيئة بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث للحفاظ على تلك المقتنيات، وعرضها، وإتاحة المجال أمام الأجيال للتعرّف إليها عن قرب، وملامسة تاريخها، وعلاقة أصحابها مع الأشياء.
مرحلة جديدة
من جهته، قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، إن «الهيئة من خلال تنظيمها لهذا المعرض، تسعى إلى مضاعفة حضور الإنتاجات المحلية من المؤلفات والروايات والكتب التاريخية والمعارف بأنواعها، حيث يقدم المعرض آلاف الإصدارات للكتاب الإماراتيين، إضافة لإتاحة الفرصة لزواره للمشاركة في عدد من الندوات والجلسات الحوارية، التي تستضيف عدداً من الكتاب والمبدعين الإماراتيين». وأضاف أن الأمسية الثانية للمعرض شهدت محطة مهمة، هي ذلك المشهد الثقافي الذي يعدّ الأكبر من نوعه في تاريخ الأدب الإماراتي، الذي وقع فيه 160 كاتباً إماراتياً إصداراتهم خلال مشاركتهم في فعاليات الدورة الأولى، والذي يعتبر الحدث الأول من نوعه في الدولة والمنطقة. وأشار إلى أن حضور الكتاب والمثقفين الإماراتيين من مختلف إمارات الدولة إلى إمارة الشارقة، وفي مدينة الشارقة للنشر، يعبر عن مرحلة جديدة في واقع الثقافة الإماراتية، تلتقي فيه جهود الكتّاب والمبدعين الإماراتيين مع الناشرين وصناع الكتاب وما يقابلهم ويدعمهم من مؤسسات رسمية.
وأكد أن «هذا التجمهر الأدبي والإبداعي يعكس الواقع الثقافي الذي تعيشه دولة الإمارات، وما تقوده إمارة الشارقة خلال عام تتويجها العاصمة العالمية للكتاب، إذ يجمع حفل التوقيع تجارب إبداعية من مختلف الأجيال، وحقول المعرفة».
مشروع منصة
ومن أكبر محطة لتوقيع الإصدارات الإماراتية الجديدة إلى محطة من نوع آخر، مشروع «منصة»، الذي أطلقته جمعية الناشرين الإماراتيين، ويضم في هذه الدورة إصدارات 12 ناشراً، وأكثر من 12 كاتباً إماراتياً، والتي تضمّ 66 عنواناً، ونحو 600 كتاب، في مختلف الحقول والمجالات الأدبية والمعرفية. وقال المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، راشد الكوس: «لقد حرصت جمعية الناشرين الإماراتيين، عبر مشروع (منصة) على أن تشارك بشكل فاعل في فعاليات الدورة الأولى من معرض الكتاب الإماراتي، الذي نعتبره فرصة مهمة وثرية للتعريف بالإبداع المحلي».
وأضاف: «يلعب المعرض دوراً مهماً في إتاحة الفرصة للمؤلفين والناشرين المحليين لتوسعة نطاق حضور إنتاجاتهم الأدبية، والتعريف بمنجزاتهم بشكل أكبر، كما أنه يسهم في فتح أسواق جديدة لهم، ويحقق دخلاً مضاعفاً للناشر الإماراتي، ويمضي في تنمية قطاع النشر المحلي في الدولة».
وأوضح أن«(منصة) تعد أحدث مشروعات جمعية الناشرين الإماراتيين التي أطلقت بالتعاون مع شركة تلال العقارية، بهدف إتاحة الفرصة لأعضائها لعرض إصداراتهم وأعمالهم الأدبية في مختلف المحافل».
أهداف
قال المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، راشد الكوس، إن «أهداف (منصة)، خلال مشاركتها في الحدث: تنمية قطاع النشر داخل دولة الإمارات، وفتح المجال أمام المبدعين المحليين لاستعراض أعمالهم وتجاربهم وإبداعاتهم الأدبية أمام الجمهور المحلي، والتعريف بتجاربهم النوعية والفريدة، إلى جانب إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب الأدبية مع نظرائهم، بما يسهم في الارتقاء بالمستوى الأدبي والمحتوى الذي يقدم للقراء، ويشجع الكتّاب والمبدعين الإماراتيين على مواصلة إنتاج المواد الإبداعية المتنوعة».
«منصة» أحدث مشروعات جمعية الناشرين الإماراتيين.
«معرض خطوط الأدباء» يضم أرشيفاً مبهراً بأيدي الروّاد.
25
دار نشر إماراتية مشاركة في الحدث.
600
كتاب ببصمات إماراتية شابة واعدة.