أكدت أن هناك خطوطاً حمراء على صنّاع الدراما الخليجية عدم تجاوزها
صمود الكندري: أنا مُحافظة.. وتفاصيل حياتي ليست للنشر
أكثر من 42 مسلسلاً و11 مسرحية، تشكّل رصيد الممثلة الكويتية صمود الكندري على مدار 12 عاماً، منذ انطلاقتها وتقديمها لعشرات الأدوار الدرامية والكوميدية، قبل أن تقرّر خوض غمار الإنتاج وتجربة نفسها في هذا الميدان.
توظّف الفنانة موهبتها لتقديم صورة حقيقية للمرأة الخليجية المتمسكة بالعادات والتقاليد، وبخصوصية المجتمع الخليجي والعربي على حد تعبيرها، مؤكدة أنها ضد الجرأة المبالغ فيها «فهناك خطوط يجب على صنّاع الدراما الخليجية عدم تجاوزها»، وحتى على الصعيد الشخصي، ترفض الفنانة نشر تفاصيل حياتها على الفضاء الرقمي، واصفة نفسها بأنها محافظة نوعاً ما.
وتتوقف صمود في بداية حوارها مع «الإمارات اليوم» عند ردود الأفعال التي حصدها مسلسلها الرمضاني الأخير «مني وفيني» الذي أنتجته الفنانة الكويتية، محققة به إشادة جماهيرية، ولذا تفكر في خوض تجربة الإنتاج السينمائي بعد التلفزيون.
ورأت أن السر في متابعة الجمهور لعملها الأخير هو المضمون المحمّل بباقة من الرسائل الاجتماعية المهمة التي شكلت عودة صريحة إلى ألق الماضي على حد تعبيرها.
وأضافت: «أعترف بأنني اشتقت إلى الأعمال الدرامية البسيطة في مضمونها، والتي تميل إلى تمثيل المجتمع الخليجي ببساطة حكايات الجيران والبيوت المتجاورة بأسرارها ومجموعة علاقاتها المتشابكة، التي تكشف عن النماذج التي يمكن أن تطالعها في (الفريج) الواحد: الغني والفقير والساعي إلى الكسب الحلال ومبذر الأموال دون طائل وغيرها».
وتابعت صمود: «حاولت توصيف هذا المسلسل (مني وفيني) منذ البداية بالعمل التراجيدي الذي يضم بعض اللمسات الكوميدية، خصوصاً أنه تضمن خطاً كوميدياً جمعني بمحمود بوشهري الذي عملت معه سابقاً في العديد من الأدوار الجادة، ولم نلتقِ وفق مبدأ (الدويتو الكوميدي)، الذي أضاف إليه الكثير من ناحية الشخصية المقدمة على الشاشة».
موقع المنتجة
وعن موقعها كمنتجة للعمل الدرامي، أشارت الفنانة الكويتية إلى إصرارها على إشراك أكبر عدد من المواهب الشابة الواعدة في العمل الجديد، وذلك، من منطلق إيمانها بطاقات الشباب المتجددة، وضرورة إفساح المجال أمامهم لطرح مواهبهم وإبداعاتهم وتقديم الفرصة الحقيقية لهم كي يشقوا طريقهم نحو النجاح، الذي بدأته صمود بدورها قبل 12 عاماً.
وقالت: «أحب التعامل مع الشباب، كما أسعدني التعامل مع الكاتبة الهنوف التي تطرح بدورها أولى تجاربها الدرامية في هذا العمل، بعد أن جمعتني بها جلسات مطولة ونقاشات مكثفة حول الخطوط الدرامية والأفكار التي يجب أن يتضمنها المسلسل. كما سعدت كذلك بالعمل مع المخرج عبدالرحمن السلمان الذي قدم رؤية أشاد بها الجميع على ما أعتقد». وأكملت: «أحرص على الوجود في موقع التصوير كمنتجة وممثلة لأهتم بكل التفاصيل في محاولة لتقديم عمل درامي يحترم ذائقة الجمهور الخليجي والعربي، ويحاول قدر الإمكان تلافي بعض الثغرات والمشكلات التي تعانيها الدراما الخليجية والعربية على صعيدي النص وعمليات الإنتاج والإخراج على حد سواء، بما يتماشى طبعاً مع طموحاتي ورؤيتي الفنية في هذه الفترة».
دعم معنوي
وحول عقبات إنتاج مختلف الأعمال الدرامية، بعد تجربة مسلسلها «عطيتك عيوني» العام الماضي، و«مني وفيني» هذا العام، تتحدث صمود بحماس عن تقبّل الوسط الفني لتجربتها الجديدة، وتفاعله معها عبر تقديم كل أشكال الدعم المعنوي الضروري، مستشهدة بموقف الفنان الكويتي القدير حسين منصور، الذي حرص على الوجود في موقع التصوير رغم عدم ارتباطه في أغلب تلك الأوقات بمواعيد تصوير مشاهد تخص مشاركته في هذا العمل.
وتوقفت صمود الكندري عند بعض العقبات التي يمكن إدراجها تحت بند «الخطوط الحمراء» في الدراما العربية، التي ترى أنها ضرورية أحياناً، تحت راية احترام خصوصية المجتمع الخليجي المحافظ، مقارنة بما تقدمه الدراما العربية والدراما التركية المدبلجة: «فهناك خطوط يجب على صنّاع الدراما الخليجية عدم تجاوزها، وتنسحب على الممثلين وأدوارهم التي يجب أن تبتعد عن الجرأة في التطرق إلى موضوعات حساسة يمكن أن يتم الحديث عنها أو معالجتها بطريقة غير مباشرة، خصوصاً أن الأعمال التلفزيونية تتوجه إلى شرائح متنوعة من الجمهور، تتباين طريقة تعاطيها مع المشكلة الاجتماعية المطروحة»، مؤكدة أنه «يجب الاعتراف بأن هناك نصوصاً درامية لا ترقى إلى احترام ذائقة الجمهور، وتتسم بنوع من الجرأة المبالغ فيها، لذلك أنا مع الرقابة التي لا تسمح لهذه النوعية من النصوص بالظهور على شاشات التلفزة الخليجية».
أدوار الشر
مشروعات الفنانة صمود الكندري المستقبلية بعد انتهاء الماراثونات الرمضانية، تتجّه إلى خوض غمار إنتاج الأفلام السينمائية التي تحمل أفكاراً ومعالجات مختلفة عما هو متداول في الساحة الفنية.
وقالت عن طبيعة الأدوار الدرامية التي تتمنى تقديمها: «أتمنّى دائماً أن أؤدي شخصية المرأة الكويتية الحقيقية التي يمكن أن نقابلها في حياتنا اليومية، كما أتمنّى أن تتاح لي الفرصة مستقبلاً لتقديم نوعية معينة من أدوار الشر التي أستطيع الخروج بها من عباءة الأدوار التقليدية المتداولة في أغلب الأعمال المعروضة على شاشة التلفزيون».
تواصل رقمي
أكدت صمود الكندري ميلها إلى العلاقات الإنسانية الأكثر انفتاحاً على الحياة اليومية، وتوقها الدائم إلى إنشاء علاقات اجتماعية حقيقية مع شرائح إنسانية بعيدة عن الوسط الفني، من دون أن تنفي علاقاتها «الممتازة» مع الوسط الفني في الكويت ومنطقة الخليج العربي.
أمّا على صعيد شائعات العالم الافتراضي ومطباته، فأشارت الفنانة إلى أنها تعتبر نفسها محافظة نوعاً ما، «لأنني أمتنع في غالب الأحيان عن الرد على الشائعات والأخبار المختلقة، في الوقت الذي قررت تخصيص موقع (إنستغرام) لنشر مقاطع من كواليس الأعمال التي أشارك فيها، رافضة بشكل قاطع نشر تفاصيل حياتي اليومية عبر الفضاء الإلكتروني».
42
مسلسلاً و11
مسرحية، رصيد
الممثلة الكويتية
على مدار 12 عاماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news