في معرض «بيت العود» المستمر حتى نهاية يوليو الجاري
أقدم آلة موسيقية تتمرد على شكلها التقليدي
رغم أن آلة العود تعد من أقدم الآلات الوترية التي صنعها الإنسان، حيث يرجع تاريخها إلى الإمبراطورية الأكادية (نحو 2350 قبل الميلاد) في بلاد الرافدين القديمة (العراق)، إلا أنها مازالت تبوح بأسرارها لتقدم نفسها بشكل جديد من وقت لآخر ليواكب ما تشهده الموسيقى من تطور وتجديد، وفق ما كشفه «معرض بيت العود» الذي تم افتتاحه مساء أول من أمس في فندق «بارك حياة أبوظبي» بجزيرة السعديات، وينظمه الفندق بالتعاون مع «بيت العود العربي» التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حيث ضم المعرض أنواعاً جديدة من العود تختلف عن التقليدي المتعارف عليه.
وأوضح مدرس صناعة الآلات الموسيقية في «بيت العود العربي» بأبوظبي عمرو فوزي، أن المعرض يقدم لأول مرة آلة موسيقية شرقية جديدة تنتمي إلى عائلة العود، لكنها تختلف عنه في أن العزف عليها يتم باستخدام القوس، مثل آلات الكمان والتشيلو والكونترباص، وليس بطريقة النقر مثل معظم الآلات الوترية الشرقية كالقانون والعود التقليدي، مشيراً إلى أن فكرة الآلة الجديدة تعود إلى الفنان نصير شمة، وقام هو بتنفيذها.
4 عائلات
وأضاف عمرو فوزي: «نفذنا أربع عائلات من الآلة الجديدة هي العود لين، والعود لا، والعود لو، ودبل باص، كما قدمناها للجمهور لأول مرة في العام الماضي ببرشلونة خلال حفل أقيم ضمن برنامج (مهرجان أبوظبي 2019)، وقام بالعزف فيه أوركسترا بيت العود العربي الذي يجمع عازفين من مختلف الدول العربية، كما شاركت الأوركسترا في ثلاث حفلات تالية أقيمت في السعودية، استخدم فيها الآلات الجديدة».
وعن الاختلاف بين العود التقليدي والآلة الجديدة من جهة وبينها وبين الآلات الغربية المشابهة مثل الكمان من جهة أخرى؛ أوضح فوزي، الذي يمتلك خبرة في مجال صناعة الآلات الموسيقية تمتد 20 عاماً، أن الاختلاف في خامة الصوت، فهي شرقية عربية، وفي «الدوازن» والمسافات، فهي تعتبر المقابل الشرقي لآلة الكمان، كذلك تصميم الآلة مختلف عن الآلات الغربية الموازية لها مثل الكمان والفيولين والتشيلو والباص.
5 قطع
يضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية يوليو الجاري، خمس قطع: ثلاث منها جديدة هي لين ولا ولو، وقطعتان من العود التقليدي، حيث يعتبر «العود لين» الشكل الأول من الآلة الجديدة، وهو الأصغر حجماً بينها، وكذلك مقارنة بالعود التقليدي، ويصل طوله إلى 62.25 سم، وعرضه 19.50 سم. أما «العود لا»، فهو أكبر حجماً ويتميز برنة صوته العميقة القوية التي يمكنها أن تلفت انتباه المستمع منذ النغمة الأولى. في حين يتشابه «العود لو» مع آلة التشيلو الغربية، حيث يتميز بحجمه الكبير، وانحناء الجهة الخلفية منه.
وشهد افتتاح المعرض، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الثقافة الغنية لدولة الإمارات، وعلى الدور الذي يلعبه «بيت العود العربي» في توثيق روائع الموسيقى العربية وإحياء دورها كعنصر حيوي في ثقافة المجتمع، إلى جانب تسليط الضوء على الآلات الموسيقية المتنوعة؛ المشرف على بيت العود بأبوظبي الفنان نصير شمة، ومجموعة كبيرة من المهتمين بالفنون والموسيقى من جنسيات مختلفة. وسبق افتتاح المعرض فقرة موسيقية قدمها عدد من أعضاء التدريس في بيت العود هم: شيرين التهامي وبسام عبدالستار وعلي الدريب.
بيت العود العربي
يهتم بيت العود العربي بحفظ الأغاني وأساليب العزف على آلة العود والآلات الموسيقية الأخرى التي تمثل أهمية كبيرة في الإمارات العربية المتحدة، مثل القانون والتشيلو والربابة، بالإضافة إلى دراسة الغناء العربي، والكورال الإماراتي، والموشحات العربية. كما يستضيف البيت عروض الأداء، ويقدم الدروس الموسيقية، ويمنح شهادات استكمال دورات التدريب على الآلات الموسيقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news