«مليحة» غداً.. كسوف جزئي للقمر لن يتكرر حتى عام 2025
على بعد 45 دقيقة من مدينة الشارقة، تتلألأ رمال الصحراء لزوّارها التوّاقين لعيش تجربة مثالية في مكان يرتاح على إرث تاريخي يعود إلى ما قبل 130 ألف عام، فهنا أرض عاش عليها الأجداد، وشكّلت في حضورها بوابة ربط بين الحضارات والثقافات العالمية بين الشرق والغرب.
وفي تجربة استثنائية تأخذ عشّاق صيد النجوم والكواكب إلى آفاق رحبة، تقدّم «صحراء مليحة» فرصة مثالية للاستمتاع بالسماء الصافية ومراقبة حركة النجوم، إلى جانب ما يميز المكان من موقع يأخذ زوّاره إلى أجواء بعيدة عن التلوث وصخب الحياة، حيث توفر مليحة مجالاً استثنائياً لاستكشاف ما تحتضنه السماء ليلاً بالعين المجردة، وعيش العديد من التجارب المثيرة بين كثبانها المترامية الأطراف، من خلال باقة مراقبة النجوم المخصصة، إلى جانب العروض الأخرى التي ترصد في فترات متفاوتة من السنة الظواهر الفلكية، مثل كسوف الشمس وخسوف القمر، وتساقط الشهب واقتران الكواكب. حول هذه العروض التي يوفرها المكان، قال منسق البرامج التعليمية في مركز مليحة للآثار، برابهاكاران، إن «صحراء مليحة، مع حلول الليل تتحول إلى واحة مدهشة تجمع تحت قبتها السماوية عشاق الطبيعة، وتسمح لهم بتصوير النجوم والكواكب، والاستمتاع بباقة مراقبة النجوم، وخوض مغامرة ليلية مثيرة تحمل لهم الكثير من التجارب الغنية».
وتابع: «بدأت العمل في مركز مليحة للآثار منذ أكثر من عامين، بصفة مشرف على البرامج السياحية المتخصصة في مراقبة النجوم والتصوير الفلكي، وبالنسبة لي تحمل لي هذه المهنة تجربة متميزة أتعلم منها شيئاً جديداً كل يوم، كما أن العمل في هذا المجال ومشاهدة النجوم والمجرات يجعلان الإنسان يدرك عظمة هذا الكون وروعته، ويستشعر صغر حجمه مقارنةً بهذا الفضاء اللانهائي، وضآلة همومه واحتياجاته أمام هذا المشهد المهيب». وتتغير طبيعة السماء، حسب برابهاكاران، على مدى شهور العام تبعاً لموقع كوكب الأرض من الشمس، وبالتالي فإن السماء في فصل الصيف تتمتع بمزايا فريدة لا نراها في أوقات أخرى من السنة، إذ يمكن لزوار مليحة في هذه الفترة رؤية مركز مجرّة درب التبانة بشكل واضح ومثالي، ما يمنح عشاق الفلك تجربة أكثر متعة وإثارة، حيث يوفر المكان إمكانية مشاهدة سحابات الغبار المحيطة بكوكبة القوس، ونجوم مثلث الصيف (ذنب الدجاجة والنسر الواقع والنسر الطائر)، والأجرام السماوية مثل السديم، ومجموعات النجوم والكواكب والقمر، عبر المنظار الفلكي المتطور المتوافر في موقع التخييم.
10:43 مساء غد
دعا برابهاكاران عشاق الصحراء والنجوم وأسرار الكون إلى مشاهدة ظاهرة الكسوف الجزئي للقمر، التي تتجلى في سماء الإمارات، غدا، في تمام الساعة 10:43 مساء، والتي تمتد حتى الساعة 4:17 صباحاً، وهو الحدث الذي لن يتكرر حتى عام 2025، ومتابعة هذه اللحظات الفلكية الفريدة وتصويرها لتبقى ذكرى لا تنسى.
المكان يوفر إمكانية مشاهدة سحابات الغبار المحيطة، ونجوم «ذنب الدجاجة» و«النسر الواقع» و«النسر الطائر».