الأفلام تنمي الشعور الجماعي لدى القردة
المشاهدة الجماعية للفيديو تقوي الأواصر، ليس فقط بين البشر، بل أيضاً بين القردة العليا، حيث تبين أن هذه القردة تتصرف في ما بعد بشكل اجتماعي أكثر، وذلك وفقاً للدراسة التي أجريت على الشمبانزي في حديقة حيوانات لايبتسيج الألمانية، وفي إحدى المحميات الطبيعية في أوغندا.
وكانت نتيجة الدراسة مفاجئة للخبراء المعنيين، حيث كان الباحثون يعتقدون حتى الآن أن الشعور الجماعي للحيوانات شديدة الذكاء لا يتغير بالأنشطة السلبية، مثل مشاهدة الأفلام، خلافاً للبشر.
وأجرى الباحثون تجربتين في الأولى شاهد 17 من قردة الشمبانزي و7 قردة من فصيلة بونوبو من حديقة حيوان لايبتسيج، بشكل منفرد مع باحث، أي أن كل قرد من هذه القردة كان يجلس وحده مع أحد الباحثين في غرفة، لمشاهدة فيديو يظهر فيه قرد شمبانزي صغير يلهو ويلعب. ثم أبدت جميع القردة مزيداً من الاستعداد للتواصل مع الباحث، سواء التواصل بالنظرات، أو بالتقارب منه.
وكان ينتظر من التجربة الثانية أن توضح هذا الأمر، لذلك أجريت في إحدى المحميات الطبيعية في أوغندا، حيث شاهد أكثر من 20 قرد شمبانزي، كل قردين معاً، مقطع الفيديو نفسه، وكانت النتيجة مشابهة لنتيجة التجربة السابقة، حيث تبين أن الحيوانات كانت في ما بعد حريصة على القرب من بعضها أكثر مما كانت عليه قبل هذا الحافز الخارجي.
ومع ذلك فإن الباحثين يؤكدون أنه «على الرغم من ذلك فإن النتائج الحالية تؤكد أن العلاقات الاجتماعية التي تتمخض عنها تجارب مشتركة على صعيد أساسي، ليست حكراً على البشر وحدهم، بل يبدو أنها متجذرة في تاريخ التطور البشري».