كولاج ومنحوتات ولوحات وأعمال تركيبية
14 فناناً يستكشفون روح المدن في «الفن والمدينة»
لطالما كان للمدن وحكاياتها ويومياتها نصيب وافر من إنتاج الفنانين في مختلف أنحاء العالم، وعلى مر التاريخ انعكست المدن وعلاقتها بالفن في أعمال اختلف طابعها بين التوثيق والنقد وإعادة تخيل الماضي واستشراف المستقبل، وعن هذه العلاقة وتأويلاتها المتعددة جاء معرض «الفن والمدينة»، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي خلال الفترة ما بين 17 الجاري ولغاية 6 أكتوبر المقبل، في منارة السعديات بأبوظبي، ليقدم مجموعة مختارة من الأعمال الفنية من مقتنيات الدائرة تجسد معاني الثقافة الشعبية وارتباطها الوثيق بالمدينة.
المعرض الذي افتتحه صباح أمس وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سيف سعيد غباش، يضم 14 فناناً من جنسيات مختلفة، تتجاوز أعمالهم المفهوم المادي للمدن سعياً لاستكشاف روح هذه المدن وطباع سكانها عبر الثقافة الشعبية السائدة فيها، تلك الروح التي تمنح المدن طابعها الخاص وهويتها المتفردة التي تبرز في عناصر عدة من الثقافة السائدة في المجتمع مثل الأصوات والصور والحركة، سواءً كانت من الإعلانات أو عمليات إنتاج المنتجات الاستهلاكية أو الموسيقى أو الفن أو الأدب أو الطعام أو التكنولوجيا أو المساحات الحضرية.
دلالات وتأويلات
يجمع المعرض وجهات نظر مختلفة بعضها يتقارب والبعض الآخر يتباين، ويتسم بعضها بالوضوح والبعض الآخر يحمل دلالات متعددة يصعب كشفها من النظرة الأولى، ولا تقل الأدوات الفنية المستخدمة في هذه الأعمال في تنوعها عن تنوع الأفكار التي تعبر عنها، فالزائر يجد أعمال الكولاج والمنحوتات واللوحات والأعمال التركيبية وغيرها، كما تمتد الأعمال لتغطي جوانب مختلفة في حياة الناس والمدن مثل السياسة والاقتصاد وطباع الجمهور، فنجد أعمالاً للفنانين جيف كونز وحسن شريف، تتمحور حول آليات النزعة الاستهلاكية الضخمة التي تنتقد الثقافة الشعبية وتتحداها وتحتفي بها في آن واحد، ولا يبتعد الفنان جاك فيليجلي في أعماله عن هذا المفهوم، حيث يعتمد أسلوبه على جمع ملصقات إعلانية من شوارع باريس لابتكار تقنية خاصة به تدعى «أفيش لاسيريه» أي الملصقات الممزقة، والتي تعتمد على مواد اعتيادية لابتكار أعمال فنية متميزة عبر اجتزاء هذه المواد من سياقها الحضري وجمع قطعها الممزقة لإبداع أعمال تشير إلى الوضع السياسي الراهن. يستوحي الرسام الأميركي كيف هارينغ أعماله من الشارع أيضاً، حيث استلهم أسلوبه المميز من شوارع نيويورك وثقافة الرسم الغرافيتي في الثمانينات، ليصبح شخصية محورية في نهضة فن «البوب آرت» الأميركي.
للسياسة نصيب
الأوضاع السياسية في المنطقة كان لها نصيب من الحضور في الأعمال الفنية في المعرض، من أبرزها عمل فني للفنان الفلسطيني وفا الحوراني، وهو عبارة عن مجموعة صور بعنوان «قلنديا 2047» التي تصور الحياة اليومية في المخيم الفلسطيني الملاصق لأبرز حاجز تفتيش عسكري يتحكم بالدخول إلى رام الله. بينما جمع الفنان الفلسطيني تيسير بطنيجي، المقيم في فرنسا، في عمله «عاشقان لا يلتقيان»، الذي نفذه بأضواء النيون كلمتي «ثروة وثورة»، في تعبير عن الاضطرابات التي شهدتها مدن عربية مختلفة، والواقع الذي تعيشه المدن في العالم العربي والعالم، فعلى الرغم من تقارب الكلمتين بشدة في الشكل حيث لا يفصل بينهما سوى حرف واحد، يتباعد تحققهما على أرض الواقع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news