قدموا عروضاً بحضور وفود أجنبية في غزة
5 شباب وفتيات يرقصون الدبكة على الكراسي المتحركة
عندما كانت الفتاة الفلسطينية عبير الهرقلي (25 عاماً)، من قطاع غزة، في سن الثامنة، تمنت أن ترقص الدبكة الشعبية على أنغام الدلعونا والميجانا، في الاحتفالات التي كانت تنظمها مدرستها، لكنها بفعل الإعاقة التي لازمتها منذ الولادة لم يلامس حلمها أرض الواقع.
كبرت عبير وحلمها لم يفارقها لحظة، لتخطو بواسطة كرسيها المتحرك نحو تحقيقه، حيث نجحت في تشكيل فرقة للدبكة الشعبية على الكراسي المتحركة، بمشاركة أربعة شباب وفتيات من أصحاب الهمم، الذين يتقاسمون معها ما تمنته منذ 17 عاماً.
فداخل صالة رياضية في نادي السلام الرياضي تجتمع الفتاتان عبير ورئيسة برفقة الشباب الثلاثة نور وعلي وحسام بشكل يومي، وعلى أنغام أغاني «على العين موليتي»، و«على دلعونا» التراثية يدبكون من فوق كراسيهم المتحركة، إذ يدفعونها بأجسادهم، فيما يلوحون بأيديهم، في خطوة لتحقيق طموحاتهم وتغيير واقعهم الأليم، إلى جانب الحفاظ على هوية ذلك الفن الشعبي كجزء من تراث وطنهم.
فكرة الحلم
فكرة إنشاء فرقة دبكة شعبية خاصة بأصحاب الهمم راودت الشابة عبير قبل عام مضى، لدمجهم في المجتمع في المجالات كافة، وإثبات إرادتهم الصلبة في إيجاد بصمة خاصة لهم في الحياة كغيرهم من المواطنين.
عرضت عبير الهرقلي الفكرة على زملائها في نادي السلام لأصحاب الهمم، واستطاعت إقناعهم بشكل كبير، لتباشر الفرقة التدريبات مطلع عام 2019 الجاري، بإشراف مدرب خاص بالدبكة الشعبية، للمباشرة بشكل سريع وتنفيذ فكرتها التي لطالما حلمت بتحقيقها.
وتقول الشابة الهرقلي لـ«الإمارات اليوم» أثناء راحة قصيرة اقتطعتها أثناء التدريبات، «إن فكرة إنشاء فريق دبكة لأصحاب الهمم لم تكن صعبة بالنسبة لي أنا وأعضاء الفريق من أصحاب الهمم، فنحن نمتلك طموحات كبيرة وإرادة قوية، تجعلنا تتفوق على الصعاب، لكنها كانت شبه مستحيلة من وجهة نظر الأصحاء، الذين لا يدركون قدرتنا على إثبات ذواتنا».
مشيرة إلى أن التدريبات على إتقان الدبكة الشعبية استغرقت وقتاً طويلاً تجاوز الشهرين، حيث كان أعضاء الفريق يجتمعون ثلاث مرات أسبوعياً، لتلقي التمارين اللازمة بإشراف المدرب هاني فطاير، بواقع ثلاث ساعات متواصلة.
وتتابع الشابة عبير قولها «مع مرور الوقت أصبح الأمر ممتعاً، حتى استطعت أنا ورفاقي الوصول إلى مستويات متقدمة تدريجياً في ممارسة الدبكة، حيث امتلكنا القدرة من التحكم بالكراسي المتحركة، وتعلم حركات الأقدام في الدبكة، وتعويضها بحركات بواسطة المقاعد حتى استطعنا رفع العجلة عن مستوى الأرض وإعادة إنزالها، كبديل الأقدام التي تستخدم في رقص الدبكة».
من جهته، يقول مدرب فريق الدبكة الشعبية لأصحاب الهمم هاني فطاير، الذي يشرف على تدريب الفريق «خلال الحصص التدريبية لم ألاحظ نقصاً في أعضاء الفريق، فكانت إرادتهم قوية للتغلب على الإعاقة، وهممهم عالية جداً لتعلم كل الحركات والمهارات الخاصة بفن التراث الشعبي، وفي فترات قياسية تمكنوا من إتقانها كافة».
ويشير إلى أن الإرادة القوية للفريق جعلته يقدم عروض رقص أمام جمهور محلي وأجنبي من بينها عرض بمناسبة افتتاح «صالة رياضية» بحضور وفد أجنبي، وعرض آخر في صالة سعد صايل الرياضية المغطاة، أثناء بطولة كرة السلة على الكراسي المتحركة للفتيات، وعرض آخر جاء للمشاركة في عروض ترفيهية على شاطئ البحر.
ويعتزم فريق الدبكة الشعبية، بحسب فطاير، دمج أشخاص من أصحاب الهمم مع أشخاص أصحاء، لتقديم عروض وفقرات فنية مشتركة.
إرادة صلبة
في حصة تدريبية للفرقة، وعلى أنغام أغنية «يا حلالي يا مالي»، للمطرب الفلسطيني النجم محمد عساف، كان الشاب علي جبريل يرقص بواسطة كرسيه المتحرك، لتطبيق حركات جديدة خاصة في فن الدبكة الشعبية.
ومن الحركات التي تعلمها الشاب جبريل تعويض حركة الوحدة ونصف برفع الإطارات الصغيرة للكرسي المتحرك إلى الأعلى، ومن ثم إلى الوراء، بينما تم تعويض حركة «التشييلة» برفع الإطارات الكبيرة للكرسي المتحرك يساراً ويميناً.
ويشير جبريل الذي يعاني إعاقة حركية منذ عام 2010 بفعل حادث مروري، أنه التحق بالفريق منذ اللحظة الأولى لتكوينه، حيث باشر تدريباته من أجل تحقيق حلمه، والتغلب على التحديات التي تعارضه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news