الحفاظ على شباب البشرة هوس لدى النساء والرجال

شيخوخة الجلد تبدأ من سن 25

صورة

الحفاظ على شباب البشرة وتفادي الشيخوخة من الأمور التي تشكل هوساً لدى النساء والرجال في العصر الراهن. وأكد الأخصائي في الجراحة التجميلية والترميمية، الدكتور مازن عرفة، أن بداية الشيخوخة تكون من عمر مبكر.

وقال الدكتور مازن عرفة لـ«الإمارات اليوم»، إن «الإنسان يعرف شيخوخة البشرة من عمر مبكر بيولوجياً، بينما الملامح الظاهرة للشيخوخة تبدأ من سن 25 سنة وما فوق، علماً بأن هناك من تظهر على ملامحهم علامات الشيخوخة قبل 25 سنة، بسبب العوامل البيولوجية».

أما علامات الشيخوخة فهي تتكون من مجموعة علامات، أوضحها عرفة بالقول إن أول العلامات هي جودة الجلد نفسه، والتجاعيد، ومن الممكن بعدها ملاحظة الجفاف، وفقدان الجلد مرونته، أما المجموعة الثانية فتشمل فقدان امتلاء الوجه، وترهل الجلد بسبب ذلك، بينما تتمثل المجموعة الثالثة في فقدان الهيكل الأساسي للوجه، إذ يكون الوجه مائلاً إلى الشكل المثلث في سن الشباب، بينما مع العمر تترهل الأنسجة، ويميل الوجه إلى شكل المستطيل أو المربع أو حتى الدائري، لأن الترهل يزيد من عرض الجزء السفلي من الوجه.

عامل وراثي

وأكد دكتور عرفة أن العوامل التي تؤثر في الشيخوخة تبدأ من العامل الوراثي، ولهذا من الجيد أن يستشير المرء طبيب الجلدية ليرى إن كان جلده يتميز بمقاومة عوامل الشيخوخة أم لا، ثم الصحة، فالجلد مرآة صحة الجسم، ويمكن الحفاظ على صحة الجسم والجلد من خلال تناول كمية كافية من الماء، والتغذية الصحية، وعدم التدخين، وتجنب التعرض للرطوبة والهواء الذي يجفف الجلد. ولفت إلى أن العوامل البيئية تؤثر في صحة الجلد وشيخوخته، ومنها الشمس والحرارة والبرودة والهواء، فالبرودة والحرارة تؤديان إلى التهاب الجلد، والالتهاب المزمن يؤدي إلى تليف تدريجي وضرر في الجلد وفقدان المرونة، وحين يتضرر الجلد تصبح التجاعيد واضحة أكثر.

أما الحماية من هذه العوامل، فتكون باستخدام الكريمات الواقية من الشمس، ووضع الشال على الوجه عند التعرض للبرودة مع الكريمات المهدرجة القوية، وتفادي أماكن التلوث البيئي.

أنواع ومستويات

وقسم الدكتور عرفة العناية بالبشرة بهدف تأخير لشيخوخة إلى أنواع، تبدأ من العناية المنزلية، التي تتضمن الكريمات والسيروم والتقشير، دون أن يستثني بعض الخلطات الشعبية، كخلطات البيض والخيار التي تعد مغذية للجلد وتمنحه الرطوبة. أما من الناحية الطبية، فأشار إلى وجود ثلاثة مستويات للعناية، ويكون المستوى الخفيف مع خبير التجميل، وعلاجات بسيطة كالتقشير وحقن الفيتامينات، والكريمات المقشرة، والأنواع الخفيفة من الليزر كالليزر الكربوني. في حين أن المستوى الثاني يكون مع العلاجات التي يمكن أن يقوم بها طبيب الجلدية وطبيب التجميل، ومنها علاجات التقشير العميق وإزالة التصبغات، أو حقن البوتكس والفيلرز، موضحاً أن البوتكس يحمل الكثير من الفوائد في تأخير ومنع الشيخوخة، كونه يخفف طي الجلد بعد ارتخاء عضلات الوجه، كما أشاد بحقن الفيلرز التي يمكنها أن تكون حشوات أو مواد مهدرجة تزيد من مرونة الوجه.

أما المستوى الطبي الثالث فيكون مع جراح التجميل، حيث تتم إعادة الوجه إلى شكله في الشباب، وذلك مع إجراء جراحة شد الوجه، إضافة إلى عملية نقل الدهون التي تعوض الوجه الدهون التي فقدت عبر الزمن.

نقل الدهون

وعن كيفية إجراء نقل الدهون الذاتية، لفت عرفة إلى أنها تتم من خلال شفط الدهون من الجسم، لتعويض النقص في الوجه، مؤكداً أن نتائج نقل الدهون للوجه تعد الأكثر إرضاء للمرضى من بين عمليات نقل الدهون. ونوه إلى أن نقل الدهون الذاتية يستمر فترة طويلة، فنظرياً هي خلايا حية يجب أن تعيش مدى الحياة، ولكنها فعلياً يمكن أن تبقى ثماني سنوات، موضحاً أن عملية نقل الدهون تتم عبر أنابيب، وليس عبر حقن، ولكن هذه الأنابيب لا تحدث أي ندب، مشدداً على أهمية نقل كميات طبيعية من الدهون، لأن المبالغة في حقن الدهون تغير ملامح الوجه.

أما جراحة شد الوجه فهي من الجراحات المتقدمة، وأشار عرفة إلى أنها لا تقتصر على إزالة الجلد كما يعتقد البعض، بل هي عبارة عن عملية شد ورفع العضلات، وشد الطبقة العميقة من الوجه، مشيراً إلى أن هبوط العضلات هو السبب الأساسي لترهل الوجه، وعند رفع العضلات تكون النتيجة طويلة الأمد، وتعطي الرفع للوجه، فيما الندبات تكون مخفية وقريبة من مناطق الشعر وخلف الأذن أو أمام الأذن. وأشار عرفة إلى أن شد الوجه من العمليات المركبة والكبيرة، وتستغرق نحو ثماني ساعات في حال الشد العميق، وساعتين في شد الوجه الخفيف. ويمكن أن تقتصر عملية شد الوجه على إزالة الجلد الزائد فقط، أو شد الطبقة السطحية من العضلات، أو شد الطبقة العميقة من العضلات، أو شد كامل للبنية العضلية، بحيث يتم فصل العضلات عن أماكن ارتباطها ونقلها إلى أماكن أخرى، علماً بأن هذه الإجراءات العميقة جداً تغير من ملامح الوجه، لافتاً إلى أن ربط عمليات شد الوجه بنقل الدهون يمكن أن يجعل الطبيب يتفادى الشد العميق. أما اللجوء إلى هذه الجراحة فيكون في عمر متوسط، إذ من الممكن اللجوء إليها من سن 50 وحتى 65، ولكن كلما تقدم السن تصبح لدى المرء مشكلات صحية أخرى تمنع اللجوء إلى إجراء هذه الجراحة.


هوس تفادي الشيخوخة

لفت الأخصائي في الجراحة التجميلية والترميمية، الدكتور مازن عرفة، إلى أن هوس تفادي الشيخوخة مصدره الإنترنت بشكل أساسي، إذ إن الصور وطريقة تمثيل الجراحات التجميلية والدعاية لها تعطي صورة مثالية عن النتائج، إلى جانب الخلل المجتمعي الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي، وما يقدم من محتوى، وهذا أدى إلى حالة مزمنة من عدم الرضا عن النفس، والبحث المتواصل عن التغيير من خلال التجميل، كما أن عدد الرجال ليس قليلاً مقارنة بالنساء، وهو في تزايد مستمر. وأشار إلى أن الخط الفاصل بين الهوس والتجميل الطبيعي رفيع جداً، والطبيب يجب أن يكون موضوعياً ومهنياً مع المرضى.

مازن عرفة:

«شد الوجه من العمليات المركبة والكبيرة، التي تستغرق نحو ثماني ساعات في حال الشد العميق».

«من الجيد أن يستشير المرء طبيب الجلدية ليرى إن كان جلده يتميز بمقاومة عوامل الشيخوخة أم لا».

تويتر