مواطن قاده شغفه بـ «القهوة المختصة» لتأسيس مقهى

عبدالله المهيري: فنجان القهوة في دبي من بين الأغلى عالمياً

المهيري أسَّس شركة لتقديم الاستشارات للمقاهي حول كيفية تقديم وصناعة القهوة. تصوير: أشوك فيرما

بدأت رحلة عبدالله المهيري مع عالم القهوة أثناء دراسته في أستراليا في مدينة ملبورن، التي تعتبر عاصمة القهوة المختصة، حين تعرَّف الى هذا النوع من القهوة، قبل أن يعود الى الإمارات ليكتشف عدم وجود أي مقهى يقدم القهوة المختصة، فعمل على تأسيس شركة بمساندة شريكه سعيد الكتبي، تعنى بتقديم الاستشارات في مجال تأسيس المقاهي وتقديم القهوة المختصة. المهيري يرى في حديثه لـ«الإمارات اليوم»، أن القهوة المختصة تختلف في مذاقها عن التجارية، ولها معاييرها في الإعداد والتحميص، مشيراً الى أن فنجان القهوة في دبي يعتبر من بين الأغلى في العالم.

المهيري وفي بداية الحديث راح يشرح عن القهوة المختصة التي قادته لدخول هذا العالم، فقال: «تتميز القهوة المختصة بجودتها العالية والعناية التي تلقاها، بدءاً من المزرعة حيث يتم الاعتناء بطريقة الزرع والري والقطف، وبعدها تتم معالجة حبوب القهوة، ويتم أخذ حبيبات القهوة الخضراء، وبعدها تحمص مع المختص الى درجة محددة دون حرقها، ثم تؤخذ الى المقهى وهنا يتم اعدادها وفق معايير خاصة ترتبط بالوزن، فكل هذه العناصر تمنح القهوة الأرقام العالية في الجودة عند تقييمها من قبل الخبراء».

المهيري، الذي عمل على تأسيس شركة تعنى بتقديم استشارات لمجموعة كبيرة من المقاهي حول كيفية تقديم وصناعة القهوة بالشراكة مع المهندس سعيد الكتبي، أوضح أن الاستشارات التي تقدمها الشركة لا تتعلق بدراسة الجدوى الخاصة بمشروعات المقاهي، وإنما ترتبط بالعمليات المتعلقة بالإنتاج، إذ يعمل على تحديد طبيعة المعدات التي يمكن ان تحتويها المساحة المخصصة للمقهى، وما هي القائمة التي يمكن أن تنتجها هذه المعدات، وغالباً ما يتم اختيار المعدات من خلال الميزانية التي يضعها صاحب رأس المال.

«202» هو اسم الشركة، وهو رقم منطقة ديرة، وقد أطلقه المهيري على الشركة لأن أصوله من ديرة، مؤكداً أنه تلقى حتى الآن ما يقارب 26 مشروعاً، موضحاً أنه أحياناً لا يستكمل المشروعات حتى النهاية، فالهدف الأساسي من الاستشارات هو نقل المعرفة والتعليم في مجال القهوة المختصة.

وحول العوامل التي تحكم نجاح المقهى، أشار المهيري الى أنه يعتمد على المكان المميز الذي تقدم فيه القهوة، لأن الناس لا تأتي بهدف تناول القهوة فقط، بل لتعيش التجربة كاملة، مقسماً النسب في نجاح المقهى للعوامل التالية، 50% تكون لصناعة القهوة، و25% للخدمات، و25% للبيئة وما يتم توفيره في المقهى من موسيقى ومقاعد مريحة.

ولفت المهيري الى أن سوق الامارات تعدّ من بين أغلى الأماكن التي تباع فيها القهوة عالمياً، وانه بالنظر الى كلفة فنجان القهوة، فقد تكون كلفة القهوة بسيطة جداً، ولكن الايجار المرتفع في مراكز التسوق او أماكن أخرى هو الذي يؤدي الى ارتفاع السعر. أما سبب ارتفاع ثمن القهوة المختصة عن القهوة التجارية، فرده المهيري الى جودة حبوب القهوة أولاً، والمعايير التي تحكم إعدادها ثانياً، اذ يجب أن يتم وزن القهوة المطحونة قبل وضعها في آلة تقديم القهوة، كما يجب ان تكون القهوة متوازنة المذاق بين الحموضة والمرارة والحلاوة. وشدد على أنه لا يمكن القول بوجود مزارع تتميز عن غيرها أو بلدان تتفوق على أخرى، لأن شجرة القهوة تأخذ من مذاق ما هو مزروع حولها، فالقهوة البرازيلية تحمل مذاق الكاكاو والمكسرات، بينما في إثيوبيا يظهر طعم الفواكه، لتبقى في الأخير القهوة المميزة هي القهوة المقدمة بالطريقة التي يحب المرء تناولها.

أما المقهى الخاص بالمهيري، فقد افتتحه في جامعة حمدان التي يدرس بها حالياً، وعن تجربته في المقهى الخاص به قال: «أسست المقهى بسبب عدم وجود قهوة مختصة في هذه الجامعة، وما نقدمه هو مذاق خاص من القهوة التي تحمص بدرجة معينة، بخلاف القهوة التجارية التي تحمص بدرجة عالية جداً، وذلك كي لا يظهر الاختلاف في الطعم، فهي دائماً ذات مذاق محروق». هذا الشغف بعالم القهوة استكمله المهيري مع تعلم طريقة تقديم القهوة، اذ يرى ان الالمام بإعدادها يتبع الجودة وتحقيق المذاق المتميز.

يدرس المهيري، اليوم، الجودة، مشيراً الى انه ذهب الى هذا المجال لأنه يحب النظر في الجودة، ويقول: «كما أن هذا ما يميز حكومة دبي، فجودة الخدمة عالية في مختلف المجالات، خصوصاً أنه من المطلوب المنافسة مع أفضل الجهات في العالم، والتي وصلت الى الريادة العالمية من خلال الجودة».


أخطاء المقاهي

أكد عبدالله المهيري وجود مجموعة من الأخطاء التي يمكن أن يشاهدها المرء في المقاهي، وتمييز القهوة التجارية عن المختصة، ومنها أولاً عدم وزن القهوة، اذ يوجد وزن لكمية القهوة التي توضع في الكوب بحسب نوع القهوة المطلوبة. بالإضافة الى ذلك، أن النقطة الأولى من القهوة، يجب أن تسقط من وقت يراوح بين أربع و10 ثوانٍ من تشغيل الآلة. أما صوت الحليب الصارخ فهو يدل على احتراق الحليب، لأن الحليب يحتوي بطبيعته على سكر، وفيه بعض النقاط الحلوة، والصوت الصارخ يعني حرق هذه الحلاوة، لذا يجب أن يسمع صوت الحليب عند أول تعرضه للحرارة فقط.

«شجرة القهوة تأخذ من مذاق ما هو مزروع حولها، فالقهوة البرازيلية تحمل مذاق الكاكاو والمكسرات، والإثيوبية يظهر فيها طعم الفاكهة».

عوامل نجاح المقهى: 50% لصناعة القهوة، و25% للخدمات، و25% للبيئة والموسيقى والمقاعد المريحة.

تويتر