مناظر طبيعية كأنها مصمّمة بحاسوب لأحد أفلام هوليوود
ساحل الشمس المشرقة.. جمال بطول 180 كيلومتراً
تعد مدينة فانكوفر الكندية مقصداً سياحياً عالمياً؛ وعلى الرغم من تزايد أعداد السياح خلال فصل الصيف، إلا أن ساحل صن شاين يكون هادئاً نسبياً.
وليس لاسم ساحل صن شاين علاقة بالسكان الأصليين؛ إذ حاول أحد المستوطنين الأوائل خلال عام 1914 جذب السياح إلى الشريط الساحلي، الذي يبلغ طوله 180 كيلومتراً، من خلال شعار: «حزام الشمس المشرقة»، ودشنت خدمة العبَّارات في عام 1951، وبالتالي تبنت شركة باسيفيك كوستال آيرلاينز الفكرة، وروّجت للوجهة السياحية الجديدة من خلال اسم ساحل «صن شاين».
وإذا لم يستقل السياح طائرة مائية أو طائرة مروحية تابعة للشركة، فإنهم يحتاجون إلى سيارة وعبَّارتين وخمس ساعات للوصول إلى مدينة فانكوفر، الواقعة في جنوب غرب مقاطعة كولومبيا البريطانية، على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال الحدود الفاصلة بين كندا والولايات المتحدة الأميركية.
وقال القبطان لانس هوليرود: «يمكن للعزلة هنا أن تكون ميزة». ويحب القبطان هذا المضيق، الذي يمتد هو ونهر بويل ولوند في شمال المدينة مثل أذرع الأوناش العملاقة في عمق البلاد.
وأضاف هوليرود على متن الباخرة «باسيفيك بير»: «عندما ترتفع درجات الحرارة خلال الصيف، تزداد أعداد السياح في القوارب السياحية، وبخلاف هذه الفترة يسود المنطقة هدوء تام». وعادة ما ينطلق قارب الصيد، الذي حوّل إلى باخرة سياحية، من ميناء لوند.
مسار الرحلة
وعلى الشاطئ يشاهد السياح العديد من المناظر البديعة؛ إذ تتناوب المنازل الخشبية ظهورها مع الفيلات الفاخرة، كما يمكن للسياح مشاهدة الحيتان الحدباء أو الدلافين أو عجول البحر. وكثيراً ما يغير القبطان لانس هوليرود مسار الرحلة لكي يقترب من الحيتان، التي تعلن عن نفسها من نوافير المياه المندفعة منها، بسبب زعانف الذيل القوية، وهناك يتسارع السياح لالتقاط الصور الفوتوغرافية لهذه المشاهد الرائعة. وتبدو المناظر الطبيعية في منطقة «ديسولاشن ساوند» في غاية الروعة والجمال كأنها مصممة بواسطة الحاسوب لأحد أفلام هوليوود؛ إذ تتساقط مياه الشلالات فوق المنحدرات الحادة، وتنمو الغابات الكثيفة على جوانب الجبال الشاهقة، التي غالباً ما تكون قممها مغطاة بالثلوج.
عند سفح جبل
وبعد ذلك تنطلق الباخرة السياحية إلى «هومفراي لودج»، الذي يقع عند سفح جبل «ماونت دنمان» بارتفاع يبلغ 2000 متر تقريباً، ويعتبر الميناء الرئيس لشركة باسيفيك كوستال آيرلاينز وسط البراري. ويمكن للسياح الانطلاق في جولات تجديف بواسطة قوارب الكاياك في قناة همفراي ذات المياه الهادئة الرقراقة أو ركوب القوارب لمشاهدة دلافين الأوركا والدببة الرمادية. ويعيش السياح في شاليهات خشبية تطل على المضيق مباشرة، ويتناولون الطعام معاً على طاولة طويلة بجانب المدفأة المكشوفة. وتقترب دلافين الأوركا من القوارب المطاطية حتى تصبح على مسافة أمتار قليلة.
وتعتبر منطقة المشاهدة هذه الواقعة على نهر كلايت واحدة من أروع المناطق في كولومبيا البريطانية، والتي تشغل بواسطة السكان الأصليين في كندا، ويقلل عدد الزوار عن عمد، حتى لا تعتاد الدببة على وجود الأشخاص.
وأشارت أليستا، التي تنحدر من السكان الأصليين في كندا، إلى أنه توجد أربعة أبراج للمراقبة على طول النهر. وبمجرد أن تصل أليستا ومجموعتها السياحية إلى الجسر فوق نهر كلايت، يظهر أول دب رمادي يتجول عبر المياه الضحلة، وبعد ذلك يسبح مع تيار النهر، وتبدو أنثى الدب متوسطة الحجم، وتتجول في مياه النهر لصيد أسماك السلمون.
ويشاهد السياح الدببة الرمادية مرة أخرى على مسافة 200 متر؛ إذ تظهر أمام أحد أبراج المراقبة وهي تسحب أسماك السلمون بمخالبها القوية الواحدة تلو الأخرى، إذ تحتاج إلى نحو 20 ألف سعر حراري في اليوم، ولذلك فإنها تقوم بصيد ما يصل إلى 20 سمكة.
إبداع على جذوع الأشجار
ساحل صن شاين كوست من المراكز الثقافية، التي تضم فنانين أكثر من أي منطقة أخرى في كندا، ويكشف المبدعون عن تواجدهم من خلال الأعلام ويرحبون بالزوار.
ومن أكثر الأعمال الفنية، التي تلقى إقبالاً، المنحوتات المصنوعة من جذوع الأشجار، التي لا تعد مجرد أعمال فنية فحسب، بل توفر الكثير من المعلومات عن مبدعيها.
1914
العام الذي حاول فيه أحد المستوطنين الأوائل الترويج للمنطقة بشعار «حزام الشمس المشرقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news