5 سنوات في عالم ماكياج الرعب والزومبي والمؤثرات السينمائية

فطيم شايع.. أنامل ناعمة تحوّل الجروح إلى لوحات حية

صورة

فنانة إماراتية تخطت الصورة النمطية لعالم الرسم والألوان، لتوظفها ليس في الرسم على الورق كبقية الفنانين، ولكن سَخّرتها في تصميم لوحات حية من الجروح والتشوهات والحروق، التي توظف درامياً في الأعمال السينمائية.

هي فطيم شايع واحدة من الفتيات المواطنات القليلات، التي اختارت عالم الماكياج السينمائي المرعب، أو ما يسمى بماكياج المؤثرات الخاصة، درباً لها لتخطو خطواتها في عالم الفن.

البداية

عن تفاصيل تجربتها في عالم الماكياج المرعب تقول شايع لـ«الإمارات اليوم»: «لم أتخيل أن فكرة قدمتها ضمن مشروع مدرسي في المرحلة الثانوية، ستكون نقطة انطلاقي في عالم كنت أجهل كل تفاصيله، فحاولت أن أستخدم الماكياج بشكل مغاير لما اعتاده الجميع، بمشاركتي في تصميم جرح دموي».

وتابعت: «عندما عرضت مشروعي فوجئت بردة فعل من حولي، ورأيت نظرات الإعجاب في عيون معلمتي وزميلاتي، وتصفيقهن الحار أمدّني بطاقة تشجيع كبيرة، ومدحن كثيراً ما قدمت من عمل فني مميز ولافت، ونصحتني معلمتي بأن أستثمر موهبتي في عالم المؤثرات الخاصة».

أفلام الرعب و«اليوتيوب»

تقول شايع إنها حرصت، منذ أول يوم لمعرفتها هذا العالم، على التعمق في أسراره، والبداية بتثقيف نفسها عبر مشاهدة أفلام الرعب، لكن ليس بعين المشاهد العادي، فركزت في كل تفاصيل الوجوه والجروح والتشوهات التي تراها، ثم اطلعت على عالم «اليوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعي، والكتب التي تقدم كل التفاصيل الدقيقة في ماكياج الخدع.

واعتمدت شايع في بداية طريقها بعالم الماكياج على الأدوات البسيطة، من الشمع والمحارم الورقية والصلصال، لتطبيق ما شاهدته في الأفلام، لكن مع إجادتها تصميم كل أشكال الجروح والتشوهات، واحترافها هذا النوع من الفن غير التقليدي، لجأت إلى استخدام السيليكون، بالإضافة إلى بعض المواد التي يستغربها البعض، مثل الأرز وبعض أغراض المطبخ.

رفض عائلي

تذكر شايع أنها رغم الرفض الذي واجهته من كل أفراد أسرتها لاقتحامها هذا المجال الفني غير التقليدي، تمسكت بممارسة هوايتها التي تؤمن بها، وعندما تأكد المقربون منها من تمسكها بموهبتها وإجادتها لها، تحول هذا الرفض إلى دعم وتشجيع لاستمرارها في تقديم الجديد والمختلف في ماكياج الخدع السينمائية، مؤكدة أن هوايتها ملأت فراغها، وجعلتها تتعلق بها، «فهذه الموهبة مجال واسع ورحب يتداخل فيه الكثير من الجوانب الإبداعية».

وحي الخيال

وتضيف شايع أن جميع أفكارها من وحي الخيال الذي يجرفها إلى الكثير من الأشكال المختلفة، ففي بادئ الأمر ترسم الشخصية في ذهنها، ثم تطبق ذلك على الواقع، لافتة إلى أن عملها في قسم الطوارئ في أحد المستشفيات بإمارة أبوظبي، ساعدها على الاقتراب من عالم الجروح، ما أمدها بكثير من الأفكار التي دفعتها لتنفيذها على أرض الواقع.

وتقول شايع إنها لا تنسى أول جرح قامت بتصميمه على يد إحدى زميلاتها في العمل، حين قامت بالتوجه به إلى أحد الأطباء الموجودين معها في المستشفى، الذي ظن في بادئ الأمر أنه جرح غائر، لكن سرعان ما اكتشف أنه مجرد مزحة، وأثنى كثيراً على دقة تنفيذ الجرح وكأنه حقيقي، وبمعرفة المدير موهبتها طلب منها تصميم بعض الجروح للشرح عليها خصوصاً للأطباء الجدد.

أفلام وورش

وتشير شايع إلى أن مشاركتها في هذا المجال اقتصرت على بعض المسرحيات التوعوية، التي أشرف عليها الإعلام الأمني للتحذير من مخاطر الإرهاب على المجتمع، بجانب بعض الأفلام القصيرة، لافتة إلى أنها استطاعت خلال رحلتها، التي تمتد لأكثر من خمس سنوات في هذا المجال، أن تنظيم العديد من الورش في مهرجانات عدة لتعليم الصغار والكبار فن الخدع، مثل عمل جرح أو كدمة زائفة، أو قطع الأيدي والأرجل، وغيرها من الخدع التي يُعتقد منذ الوهلة الأولى أنها واقعية وحقيقية، رغم أنها مجرد خدعة عن طريق دم زائف مثلاً يتغير لونه حسب أماكن الإصابات في الجسد.


تحلم بفيلم رعب عالمي

تحلم شايع بأن تشهد الفترة المقبلة إنتاج فيلم رعب عربي عالمي، تقوم هي بكل المؤثرات الخاصة به، وأن تفتح لها الأبواب إلى العالمية لتضيف اسم بلادها في مجال فني مازال يفتقر إلى البصمات الإماراتية فيه. ودعت فطيم شايع أبناء جيلها إلى استغلال مواهبهم، مؤمنة بأن لدى كل شخص موهبة بداخله، ويحتاج فقط إلى الإيمان بها لكي يبدع ويبتكر في مجال عمله ولا يشعر بالملل منه.

موهبتها بدأت من مزحة مع طبيب المستشفى، الذي لم يصدّق أن الجرح مزيف، فانطلقت في تصميم الجروح لتدريب الأطباء الجدد.

تويتر