مهندسان يُدخِلان الذرة الملونة إلى الأردن
أدخل المهندس الزراعي مديَن علي الصرايرة، وشقيقته المهندسة المتخصصة بالحاسوب والشبكات صفاء علي الصرايرة، حديثاً، الذرة الملونة، للمرة الأولى، إلى المملكة الأردنية وعموم العالم العربي.
ونجح الشقيقان في زراعة الذرة الملونة، في بيئة بعيدة عن منشئها الطبيعي في القارة الأميركية، وتمكنا من إنتاج بذورها في بلدة مؤتة التابعة لمحافظة الكرك جنوب الأردن. وقالت صفاء؛ المهندسة الحاصلة على شهادة ماجستير في هندسة الحاسوب والشبكات من الجامعة الأردنية، في حديث خاص لمرصد المستقبل: «شاهدنا زراعة الذرة الملونة لأول مرة حين كان يطبقها مزارع تركي فألهمتنا تجربته للبدء بمشروعنا، إذ كنت أبحث مع أخي مديَن عن مشروع إبداعي رائد غير مطروق سابقاً في الأردن والعالم العربي لنتخلص من البطالة، فتوجهنا لإنجاز هذا المشروع الفريد». وأضافت «ما زاد من حماسنا للمشروع أنه يدخل في صلب تخصص أخي كمهندس زراعي، وكانت فكرتنا أن نجمع خبرته الأكاديمية، مع مجال تخصصي في هندسة الحاسوب والشبكات، لإدخال التقنيات الحديثة في مشروعنا».
وتابعت «كانت أهم تقنية استخدمناها في تجربة زراعة بذور الذرة الملونة وإنتاجها، نظام التسميد بشاي الكمبوست؛ وهو منقوع السماد العضوي أو الطبيعي الذي يتكون بتحلل المواد العضوية بالبكتيريا حين تجمع المخلفات الحيوانية، مثل روث الأبقار والمواشي في وعاء التحلل، وهو من المحاليل المغذية المهمة التي تحتوي على كثير من المواد الطبيعة الناتجة عن التخمر الهوائي التي تمد النبات باحتياجاته الغذائية والبيولوجية. هذه الطريقة غير معروفة في الأردن، وتعتمد على وضع مادة شاي الكمبوست ضمن كيس من الخيش ووضعه في خزان مياه لمدة ثلاثة أيام مع مصدر هواء مستمر من خلال مضخة هواء مستوردة من الولايات المتحدة، للمحافظة على البكتيريا الهوائية النافعة حية. واستخدمنا هذا المنقوع في سقاية الذرة خمس مرات؛ مرة كل ثلاثة أسابيع».
وقال المهندس مديَن، لمرصد المستقبل: «الهدف الأول لمشروعنا زراعة بذور الذرة الملونة وإنتاجها للمرة الأولى في الأردن والعالم العربي، لتصبح متوافرة على نطاق واسع ومناسبة لزراعتها في بيئة المنطقة ومناخها دون الحاجة لاستيرادها. أما الهدف الآخر فهو يتعلق بالإبداع وطموحنا الرامي إلى تنفيذ وإنجاح مشروع رائد نتصدى من خلاله لمشكلة البطالة».
وأضاف أن «مشروعنا يمثل خطوة أولى في طريق إنتاج هذا النوع من الذرة النادرة، وبكميات كبيرة ذات جدوى اقتصادية، إذ تمتاز الذرة الملونة باحتوائها على نسبة مرتفعة من النشا، ولهذا تصلح لاستثمارها في إنتاج نشا الحلويات وبعض أنواع الأطعمة. وتمتاز كذلك بصلابتها، مقارنة بالذرة الصفراء والبيضاء، ما يجعلها مُقاوِمة للأمراض، وتحتاج إلى كمية مياه أقل، وهذه مزايا جيدة، إذ يُصنَّف الأردن ضمن الدول قليلة المياه، فضلاً عن إمكانية استخدامها علفاً للدواجن».
تغلب الشقيقان على مجموعة من المعوقات خلال تنفيذهما للمشروع؛ منها النظرة الاجتماعية لعمل المرأة في مجال الزراعة، وبشكل خاص أن تخصص المهندسة صفاء الأكاديمي بعيد عن مجال الزراعة، لذلك كان دورها مقتصراً على مجال البحث وتحصيل بذور نقية، وقراءة الأبحاث وترجمتها على أرض الواقع، ما شكل خطوة أسهمت في إنجاح زراعة البذور، بعد أن واجها صعوبة في الحصول عليها من موطنها الأصلي في الولايات المتحدة.
ووقف المهندسان أمام عقبة أخرى، تمثلت بالتطبيق العملي للمشروع، إذ زرعا البذور على مراحل ثلاث؛ في المرحلة الأولى زرعا 10 بذرات فقط نجح بعضها، وأخذا تلك البذور من الذرة الناجحة ثم زرعاها في المرحلة الثانية وحصلا على بذور أكثر، وفي المرحلة الثالثة زرعا أكثر من 1000 بذرة، وحصلا على إنتاج جيد وألوان جذابة ومختلفة.
مدين وصفاء: «شاهدنا زراعة الذرة الملونة للمرة الأولى حين كان يطبقها مزارع تركي، فألهمتنا تجربته».