محمد هنيدي: أخيراً قاموا بتكريم ممثل كوميدي!
هجوم شرس ناله النجم الكوميدي المصري محمد هنيدي، بسبب تكريمه في مهرجان الجونة السينمائي بالجائزة نفسها التي تم تكريم النجم عادل إمام بها منذ عامين، وفي حوار لـ«الإمارات اليوم» تحدث هنيدي عن ذلك الهجوم، وأسباب استحقاقه الجائزة من وجهة نظره، ورأيه في التكريم بعد نحو 25 عاماً من الكفاح، كما تحدث عن أعماله الجديدة، ورجوعه إلى المسرح، وتجربته الجديدة في مسرحية ثلاثة أيام في الساحل، ورأيه في مدارس الكوميديا الحديثة وتقلبات الزمن في الفن. في البداية قال هنيدي إنه سعيد جداً بتكريمه بمهرجان الجونة، ونيله درع الإنجاز الابداعي. وأضاف «الحمد لله أن المسؤولين أخيراً فكروا في تكريم ممثل كوميدي، لأن الكوميديا حقها مهدور في المهرجانات، رغم أنها من أهم الفنون التي لا يهزمها الزمن، والدليل أن الافيهات الكوميدية من أيام إسماعيل ياسين ونجيب الريحاني مازالت تستخدم حتى الآن».
وعن الهجوم الذي ناله بسبب التكريم، أوضح هنيدي أنه لم يكن هجوماً عنيفاً يستحق الالتفات، وهي «مجرد آراء على منصات التواصل الاجتماعي فقط.. ثم إن النقد لا يفسد للود قضية»، ولا توجد مشكلة في رأي هنيدي بوجود آراء مخالفة، فقد تعود على ذلك منذ بداياته وحتى الآن. وأوضح هنيدي أنه قدم على مدار تاريخ طويل يقترب من 25 عاماً أعمالاً طرح فيها وجهات نظر وقضايا اجتماعية، وهذا كله يجب أن يراه المهاجمون بعين الاعتبار، واعتبر هنيدي تكريمه «إنصافاً للكوميديا ونجومها».
الجمهور طالب واستجبنا
عن أعماله الجديدة، وحكاية وجود جزء جديد من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، ومشاركة نجوم الجزء الأول في البطولة، مثل منى زكي وأحمد السقا وهاني رمزي وغادة عادل. قال هنيدي «بالفعل هناك مشروع لجزء ثان من (صعيدي في الجامعة الأميركية)، لكن الموضوع جاء من دون تخطيط مسبق، حيث وجدنا أن الجمهور على (تويتر) قام بحملة للمطالبة بعمل جزء ثان من العمل، وبناءً على هذه الحملة فكرت أنا والمؤلف مدحت العدل، مؤلف الجزء الأول، بعمل جزء ثانٍ، ويقوم العدل بكتابته حالياً»، أما بالنسبة لقيام نجوم الجزء الأول بأدوار البطولة في الجزء الثاني فلا إمكانية لذلك، حسب هنيدي، و«قد يظهرون في مشهد في البداية، ثم تدور الأحداث الجديدة، ويتغير مسار الدراما».
وعلّق هنيدي على توقف التحضيرات للجزء الثاني من مسلسل «أرض النفاق»، الذي قدم الجزء الأول منه في العام قبل الماضي، وقال «تحمسنا لعمل جزء ثان أنا ومؤلف ومنتج المسلسل بعد نجاح الجزء الأول، وشرعنا بالفعل في التحضير، لكن حدثت ظروف أدت لانشغال كل أسرة المسلسل، وتأجيل الموضوع بعض الشيء، لكنه سينفذ في أقرب فرصة ممكنة».
المسرح الأب الروحي
عاد هنيدي إلى المسرح بعد غياب نحو 16 عاماً بمسرحية «3 أيام في الساحل»، وحول تقييمه لهذا العمل، قال «تحمست جداً للعودة إلى المسرح بعد غياب طويل منذ مسرحية طرائيعو، لأن المسرح هو الأب الروحي لي ولما وصلت إليه، وكنت أبحث عن النص المناسب حتى عرض علي المخرج مجدي الهواري هذا العمل وقدمناه، وحقق نجاحاً جيداً، وعرضنا في فصل الشتاء، وقدمنا عدداً كبيراً من الحفلات بإيرادات كبيرة جداً».
وحول ارتفاع أسعار التذاكر في المسرح، ووصولها إلى آلاف الجنيهات، ما يبرر ارتفاع الإيرادات، أوضح هنيدي أن «ارتفاع الأسعار ظاهرة عامة في كل شيء، ففي السينما مثلاً التذكرة يصل سعرها إلى 20 ضعف السنوات الماضية، وقياساً على ذلك فالمسرح أغلى من حيث الكلفة، ولهذا فمن المنطقي أن يزيد سعر التذكرة»، وأضاف هنيدي «لا أنكر أنني كنت خائفاً من ارتفاع سعر التذاكر، لكن المنتج قال لي هذا ليس شأنك، اهتم فقط بالعرض والجمهور سيحضر لا تقلق.. وفي النهاية حاولنا عمل تذاكر متوسطة لتناسب الجميع».
مدارس جديدة
هل يرفض هنيدي الوقوف على خشبة المسرح القومي؟ وهل له تحفظات على هذه التجربة؟ وهل هناك فرق بين المسرح القومي والخاص؟ أجاب الكوميدي المصري على ذلك بقوله «بالعكس، أنا أتمنى الوقوف على خشبة المسرح القومي، فهو مكان العظماء، ووقف عليه أكبر نجوم مصر الذين أفتخر بهم، وليس لدي أي تحفظات، وكانت هناك تجربة مع الفنان أحمد عبدالعزيز، لكنها للأسف لم تكتمل»، وأوضح هنيدي أنه لا يجد فرقاً بين القطاعين العام والخاص «فالجمهور يذهب إلى المسرحية الأفضل والعمل الجيد». وحول التغيرات الجذرية التي طرأت على الكوميديا ونجومها وكتابها في السنوات الأخيرة، وكيف سيحافظ على المنافسة في ظل تغير ذوق الجمهور، أجاب هنيدي «لا أنكر أن الكوميديا تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، وهناك العديد من المدارس الكوميدية الجديدة، لكنني دائماً أقول إن اختلاف المدارس الكوميدية والنجوم في صالح الفن والمشاهد.. وفعلاً النجوم الجدد خفيفو الظل جداً، وقدموا أفلاماً فيها إبداع مختلف.. وأنا أحبهم جداً»، لكن هنيدي يستدرك بالقول «لكل شخص مدرسة في الإضحاك.. وطبعاً أراعي الاختلاف والتطور، ولكل منا لمسته الخاصة.. وأنا عموماً تهمني الكوميديا التي تقدم رسالة وتعيش وتؤثر، وليس الكوميديا التي تُضحك فقط، فإن لم أقدم فكرة ورسالة اعتبر نفسي فشلت، ولا يكفيني الإضحاك من أجل الإضحاك، ثم يكون مصيري النسيان.. وعموماً أنا أثق بالجمهور وبنفسي، ولا أخشى تقلبات الزمن طالما أقدم فناً محترماً وبنّاءً».
لا أتخيل نفسي بعيداً عن الضحك
هل يمكن أن يقدم الفنان محمد هنيدي عملاً بعيداً تماماً عن الكوميديا، ويكتفي بالتراجيديا أو التمثيل الجاد فقط، طرحنا هذا السؤال على الكوميديان المصري الذي رفض الفكرة فوراً. وقال «الناس أحبوني ككوميدي، وأقدم الجاد بأسلوب خفيف الظل، ولا أتخيل نفسي ممثلاً بعيداً عن الضحك أبداً، لذلك لا يوجد سبب يجعلني أقدم عملاً تراجيدياً، خصوصاً أن الناس تحتاج إلى الضحكة حالياً أكثر من أي وقت مضى».
- «الكوميديا حقها مهدور؛ رغم أنها من أهم الفنون التي لا يهزمها الزمن، والدليل أن إفيهات إسماعيل ياسين والريحاني مازالت تستخدم».
- «على مدار 25 عاماً قدمت في أعمالي وجهات نظر وقضايا اجتماعية.. وتكريمي إنصاف للكوميديا ونجومها».