«إم أي تي» تقنية جديدة للتحكم بموجات الدماغ
أعلن فريق من باحثي معهد ماساتشوستس للتقنية أنهم تمكنوا من تدريب المشاركين في دراسة على كيفية التحكم بموجات ألفا لأدمغتهم، بهدف تحسين أدائهم في تنفيذ مختلف المهمات. وكان المفتاح إلى ذلك توفير معلومات النشاط الدماغي للمشاركين لحظيّاً.
ونُشرت الدراسة في دورية نيورون في الرابع من ديسمبر الجاري، وتتمحور حول قابلية تعليم البشر كيفية تحسين تركيزهم بالتغذية الاسترجاعية العصبية، خصوصاً من يعاني منهم صعوبات التعلم.
وصرّح مدير مركز الدماغ للأبحاث في ماك جوفرن روبرت ديسمون «لدينا اهتمام كبير باستخدام التغذية الاسترجاعية العصبية لمساعدة المصابين بالاضطرابات الدماغية والمشكلات السلوكيّة، فهي طريقة لا تتطلب جراحة للتحكم واختبار أدوار مختلف الموجات الدماغية.»
ووجد العلماء أنّ كبت موجات ألفا في نصف القشرة الجداريّة لأدمغتهم - وهو المسؤول عن اللمس والحس المكانيّ والاتجاه والانتباه - لنصف كرة دماغيّة يتيح للمشتركين زيادة الانتباه على الأهداف الظاهرة على الشاشة.
واكتشف فريق العلماء العلاقة بين الانتباه وموجات ألفا من خلال دراسات سابقة، لكن لم يكن واضحاً إن كان التأثير ناتجاً عن عمليات جانبية أم أنه تأثير مباشر لموجات ألفا على الانتباه، وفق تصريح الفريق البحثي.
وأعطي المشاركون في التجربة تغذية استرجاعية عصبية لحظية عن موجات ألفا الخاصة بهم، وطُلب منهم النظر إلى نمط في مركز الشاشة، لتكون مهمتهم التركيز وبذل الجهد العقلي لزيادة وضوح هذا النمط.
وزاد الوضوح بنقصان التناسق بين موجات ألفا الدماغية الصادرة عن النصفين اليميني واليساري للقشرة الجداريّة، أيّ أنّ موجات ألفا كُبتت في نصف كرة دماغية وحفزت في الآخر.
وتعلمت مجموعة من المشاركين كبت موجات ألفا في نصف الكرة الدماغية الأيسر، والأخرى كبتت الموجات ذاتها في النصف الأيمن. وأظهرت التجربة زيادة التركيز على الومضات الضوئية على الشاشة في القسم المعاكس للقسم الذي كُبتت موجات ألفا الخاصة به.
وبعد 10 دقائق من التجربة، استطاع المشاركون فعلاً تعلم هذه المهارة لكبت موجات ألفا وزيادة الانتباه.
ولم يدرس الباحثون بعد إمكانية تطبيق هذه التقنية في الحياة اليومية، كأن يُدرب المصابون باضطرابات التعلم على أساليب زيادة انتباههم. وتُظهر الدراسة قدرة اللاوعي الهائلة على التحكم بالدماغ.