«ليالي الطرب».. غناء صوفي على أطراف المدينة المقدسة
أحيت الفنانة الفلسطينية الشابة دلال أبوآمنة، الليلة الرابعة من أمسيات مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب»، بمقطوعات من الأغاني الطربية والروحانية من الموروث العربي وعدد من الأغاني الوطنية.
وينظم معهد إدوارد سعيد للموسيقى المهرجان في دورته العاشرة هذا العام بمشاركة محلية ودولية.
وقالت دلال، الحاصلة على شاهدة الدكتوراه في علوم الدماغ والأعصاب، التي أطلت على جمهورها الليلة الماضية في مسرح مركز يبوس الثقافي الواقع على بعد مئات الأمتار من أسوار المدينة المقدسة «القدس بالنسبة لي أم البدايات وكل مشروعاتي بدأت منها، لهذا أنا دائماً أتفاءل خيراً بالقدس وأهل القدس».
وأضافت قبل أن تبدأ أمسيتها التي امتدت إلى ما يقارب الساعة والنصف بمرافقة فرقتها الموسيقية «عرضنا اليوم عبارة عن حالة بدنا نحاول مع بعض نوصلها، وهي حالة جماعية من التجلي والانتشاء بالنغم لنتجلى ونتغنى في الأرض والإنسان».
وتنقلت دلال ابنة مدينة الناصرة وسط تفاعل الجمهور بين العديد من المقطوعات الغنائية من أغاني أم كلثوم والشيخ إمام وأخرى لملحنين فلسطينيين.
وذكرت نشرة صادرة عن المهرجان، أن دلال صاحبة الصوت المخملي أنهت تسجيل ألبومها الجديد (نور)، وهو عبارة عن رحلة موسيقية في الشعر الصوفي.
وأضافت النشرة أن الألبوم الجديد «يضم مقطوعات قديمة لكبار الشعراء الصوفيين، مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي ورابعة العدوية والحلاج وابن الفارض، بألحان وتوزيعات حديثة وضعت خصيصاً لهذا المشروع».
ووصفت النشرة عرض (تجلي) الذي قدمته دلال الليلة الماضية على خشبة مسرح يبوس، بأنه «رحلة عبر الموسيقى إلى خبايا الروح.. في (تجلي) تربط دلال ما بين اللحن والكلمة إلى حالة استحضار صوتها المترنم سيراً عالياً نحو سدة الروح وتجلياتها».
وقالت مديرة مركز يبوس الثقافي رانيا إلياس «أبدعت دلال بحضورها وصوتها وطلتها وقدمت الأغاني الجديدة، وبألحان وتوزيع ملحنين عرب وفلسطينيين غناء وعزفاً وتلحيناً وتوزيعاً وكلمات بمستوى فني عالٍ يليق بها وبنا».
وأضافت بعد العرض «استطاعت دلال جذب الجمهور لساعة ونصف الساعة واختتمت بأغانٍ وطنية وتراثية بمشاركة الجمهور، وأبدع الجمهور المقدسي الفلسطيني بالمشاركة والغناء وهذا ما تحتاجه القدس ونحتاجه جميعاً لنبقى صامدين». وقال سهيل خوري مدير عام معهد إدوارد سعيد للموسيقى «إن مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب منصة لكل الموسيقيين، وأيضاً لكل الذين يهتمون بالموسيقى الأصيلة التي تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي العربي في ظل احتلال وتهويد لمدينة القدس».
وأضاف في نشرة للمهرجان أنه «يهدف أيضاً إلى تشجيع الطاقات الشبابية الجديدة من أجل إنتاجات موسيقية متخصصة بالموسيقى العربية الأصيلة الهادفة لتحسين جودة الإصغاء، وليست الموسيقى التجارية الهادفة للرقص».
وتُقام فعاليات المهرجان هذا العام في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مركز يبوس الثقافي، التي أقيمت حديثاً وتتسع لما يقارب 400 شخص وسبق أن أقيم في موقع قبور السلاطين الأثري.
- دلال أبوآمنة: «القدس بالنسبة لي أم البدايات وكل مشروعاتي بدأت منها، لهذا أنا دائماً أتفاءل خيراً بالقدس وأهل القدس».