محمد السركال.. إماراتي يحترف «باليه الخيــول»
ما يزيد على 20 عاماً أمضاها الفارس الإماراتي، محمد جاسم السركال، في التعلم والتدرب وسبر أغوار الخيل وعوالم الفروسية، ومن ثم تفاصيل وخصوصية رياضة ترويض الخيول تحديداً، التي تعرف برياضة «الدريساج» أو فن ركوب الخيل، وتُعنى بتدريب الخيل بطريقة منهجية منظمة، تمكن الفارس من التواصل مع خيله، وتعدّ إحدى رياضات الفروسية التنافسية، وتمثل، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للفروسية، أسمى تعبير عن تدريب الخيول، كما يشار إليها بمصطلح «باليه الخيول»، حيث يتوقع أن يؤدي كل من الفارس والحصان سلسلة من الحركات المحددة مسبقاً والمعتمدة بالدرجة الأولى على «لغة الجسد»، وفنيات التواصل الحقيقي بين الحصان والفارس، فيما تعمل هذه المنافسات على تطوير القدرة الرياضية الطبيعية لدى الحصان، واستعداده للأداء وتحقيق أعلى مستوياته فيه.
شغف الطفولة المبكرة
السركال تحدث عن بدايات تعلقه بهواية ركوب الخيل، عائداً إلى الطفولة المبكرة، حيث تعلق بهذه الهواية منذ أن كان في التاسعة من عمره، ليستمر في ممارستها وفهم تفاصيلها على مدى 10 أعوام متواصلة، قبل أن يتوقف عن ممارستها لمدة ستة أعوام، أمضاها الفارس الطموح في الدراسة والتحصيل العلمي، لنيل شهادة البكالوريوس في مجال إدارة الأعمال من كليات التقنية العليا، ليعود بعدها إلى شغفه القديم بالخيول التي لازمه عشقها، فلم يجد خلاصاً منه، في ظل دعم والده المتواصل له منذ الصغر للإقبال على هذه الهواية النبيلة عبر بعد اصطحابه مرات عديدة إلى هولندا، التي اكتشف فيها محمد أصول وقواعد التدريب على ركوب الخيل وتقنيات ترويضها، ويقول «مازلت أستذكر إلى اليوم بداياتي الأولى في نادي الشارقة للفروسية، الذي انتقلت إثره للتدرب بنادي (ديزرت بالم للفروسية) في دبي، ليتاح لي في وقت لاحق فرصة التدرب في هولندا».
مجهودات فردية
رغبة جاسم، وحماسه الكبير لإتقان فنون رياضة «الدريساج»، دفعاه طوال الوقت إلى المواظبة على التدريبات، والتعلم بشكل فردي وبمجهودات وكذلك ميزانيات خاصة، إذ يعترف الفارس الإماراتي في الوقت نفسه بصعوبة الاستمرار بهذا المجال في غياب الدعمين المادي والمعنوي، اللذين يتمثلان في اهتمام الجهات الرسمية والخاصة بالترويج لهذه الرياضة المهمة على حد تعبيره، والتي يصفها قائلاً «يبرهن الفارس في مسابقات ترويض الخيول الحديثة على مدى قدرته على التدريب في كل المستويات، من خلال أداء مختلف مستويات الاختبارات المطروحة عليه، التي تصنف على أنها مجموعة محددة من التحركات التي ينبغي أن يؤديها الحصان في حدود مساحة معينة، حيث يقيّم الحكام كل حركة على أساس معيار موضوعي مناسب لمستوى الاختبار، ليتم إعطاء كل حركة درجة في مقياس درجات، يحدد بين الصفر و10، فيما يحق للمتسابق، الذي يحقق ست درجات على الأقل، الانتقال إلى المستوى التالي»، لافتاً إلى أنه «رغم وجود عشرات المسابقات والجوائز الخاصة بسباق الحواجز وسباقات القدرة، على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن عدد مسابقات (الدريساج) يبدو قليلاً، وخارج نطاق الاهتمام الشعبي مقارنة بالمسابقات الأخرى وبقية مجالات التنافس».
حلم العالمية
من جهة أخرى، يتحدث السركال عن تحضيراته الحالية، واستعداداته الحثيثة من الآن للمشاركة في ألعاب آسيا 2022، التي حشد لها الفارس طاقته وأحلامه الكبيرة بالفوز، ونيل لقب عالمي يمكن أن يفتح له الباب واسعاً أمام حلم أكبر، هو تأسيس نواة أولى لمجتمع يعنى بهذه الرياضة، ويسعى إلى تكريس هذه الفكرة الرائدة على مستوى الدولة «سأبقى مواظباً على التعلم والتقدم وتحقيق الأفضل، وتواقاً إلى كل أشكال الدعم من مختلف الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات، للتعرف إلى مشروعاتي في هذه المجال، وخططي لتعميم ثقافتها في الدولة»، لافتاً إلى تجربته المتميزة في مجال رياضة «الدريساج» التي تمتد إلى ما يزيد على 20 عاماً، تعلم من خلالها الصبر والتريث والجدية، ومختلف المهارات الاجتماعية وفنيات التواصل المجدي مع الناس، عبر تجارب التنافس في الخارج، مع عدد من المهارات الأجنبية في مجال الخيل، لتحقيق الفوز ورفع راية الإمارات في الخارج.
دعم أسرة العمل
تحدث السركال عن الدعم الكبير الذي تلقاه من عائلته، وأسرته الصغيرة ممثلة في والده، منوهاً في الوقت نفسه إلى دور بيئة العمل الكبيرة في نجاحه عبر تقديم مختلف أشكال التحفيز «أشغل حالياً منصب مدير تطوير الأعمال بإحدى الدوائر الحكومية في الشارقة، ولا أخفي سعادتي بالتسهيلات التي تلقيتها من بيئة عملي التي ساعدتني كثيراً في مسألة التنسيق بين عملي وبين هوايتي والتزاماتي، ومنها السفر للمشاركة في مختلف المسابقات في هولندا، وإتمام مراحل تدريبي في أكاديمية «بارتل» المتخصصة في فن ركوب الخيل، والتي يتولى الإشراف عليها نخبة من المدربين الأولمبيين، القادرين على تدريب الفرق والأفراد للمشاركة في المنافسات الأولمبية».
جوائز متعددة
يفخر محمد جاسم السركال بقائمة من الجوائز والتقديرات التي حصدها في السنوات الأخيرة الماضية، بداية من فوزه بالمركز الأول في بطولة ترويض الخيول الوطنية عن الفئة التمهيدية (نوفمبر 2017)، وعن الفئة الابتدائية في البطولة نفسها (أكتوبر 2018)، وفوزه في بطولة دبي لترويض الخيول عن الفئة التجريبية (مارس 2018)، وبطولة ديزرت بالم عن الفئة الابتدائية (أبريل 2019)، وتحقيقه المركز الثاني في الترتيب العام لدولة الإمارات العربية المتحدة عن الفئة الابتدائية لموسم (2017/2018)، والمركز الثالث في بطولة ترويض الخيول الوطنية عن الفئة الابتدائية (فبراير 2018)، وعن الفئة التمهيدية (أكتوبر 2017)، وعن الفئة الابتدائية (نوفمبر 2018).
«في الإمارات عدد مسابقات (الدريساج) قليل وخارج نطاق الاهتمام الشعبي».
«تجربتي وخبرتي لأكثر من 20 عاماً، علَّمتني الصبر والتريث والجدية».