حورية فرغلي: قاطعتُ أدوار الإغراء للأبد
بين الوجود والاختفاء تتأرجح علاقة الفنانة حورية فرغلي بالوسط والأعمال الفنية، فتارة هي موجودة بقوة، وتارة تفضل الابتعاد، رغم أنها منذ بدايتها صنعت لنفسها مكانة مهمة بأدوار مؤثرة في أعمال كبيرة، وفي حوار مع «الإمارات اليوم» تحدثت حورية عن أسباب اختفائها، ومشاركتها الأخيرة في مسلسل «مملكة الغجر» مع فيفي عبده، وكذلك كشفت سبب قبولها دور ضيفة شرف في فيلم «حملة فرعون» مع عمرو سعد وروبي. وكشفت حورية عن قرارها عدم تجسيد أي دور إغراء بعد الآن، لأنها تعرضت لظلم كبير بسبب مشهد الإغراء في فيلم «كلمني شكراً»، موضحة أن مشهد الإغراء الذي جسدته في الفيلم «لم يكن موجوداً في السيناريو، لكن المخرج خالد يوسف أصر على تصويره»، حيث تسبّب لها هذا المشهد في حالة من الهجوم، «والخسائر الإنسانية والفنية» كما سمتها، وأجبرها على أن تحاول تغيير صورتها أمام الجمهور، واجتهدت في ذلك سنوات طويلة، وقررت من بعدها عدم تقديم مثل هذه المَشاهِد مرة أخرى، ورغم ذلك أكدت حورية أنها ليست نادمة على فيلم «كلمني شكراً» لأنها وقتها كانت «قليلة الخبرة».
«مملكة الغجر»
«لن أوجد إلا إذا كان وجودي مؤثراً، ولا أقبل المشاركة إلا بما يوافق قناعاتي»، هكذا فسرت حورية فرغلي أسباب ابتعادها لفترات عن الأعمال الفنية، وقالت إن هناك الكثير من المسلسلات والأفلام التي تعرض عليها، لكنها تجد أنها قدمت أدواراً مشابهة لها، لذلك تفضل أن توجد في عمل قوي ومختلف، حرصاً على التراكم الذي حققته بأعمالها السابقة «خصوصاً أن الجمهور أصبح شديد الصراحة في النقد، ولا يقبل أن يرى ممثلاً في عمل يستهين بذكائه» حسب فرغلي. وعن تجربتها في مسلسل «مملكة الغجر»، ومدى صحة ما تردد عن وجود خلافات بينها وبين فيفي عبده، البطلة المشاركة لها، قالت الفنانة المصرية «هذا المسلسل حقق معادلة صعبة جداً كنت أبحث عنها، خصوصاً أنه جمع بين موضوع قوي وجذاب، وفريق من الممثلين على قدر كبير جداً من التميز، بالإضافة إلى أن منطقة حياة الغجر غير مستهلكة في الدراما أو السينما، ولهذا وجدت كل العناصر الفنية التي يمكن أن تجعلني شديدة الحماس لخوض التجربة والعودة بعد غياب»، مضيفة أنها كانت سعيدة للغاية بالوجود مع كل أبطال العمل، خصوصاً الفنانة الكبيرة فيفي عبده «وهي المرة الأولى التي يجمعني بها عمل، وهي إنسانة رائعة وفنانة كبيرة، تغمر الجميع بالحب والدفء، وليس حقيقياً أن هناك خلافات دبت بيننا أثناء التصوير، فقد سمعنا هذه الشائعات وضحكنا وتعجبنا من الذين يحاولون بث فتن غير حقيقية، ونشر هذه النوعية التي توحي بأن هناك كواليس مزعجة وهذا غير حقيقي، وأنا شخصياً لا أقبل المشاركة في عمل غير مريح إنسانياً، فهذا ما يهمني في المقام الأول». وأضافت فرغلي: «أظن أن المسلسل نجح وكوّن قاعدة كبيرة من المشاهدين، وكان واضحاً على الشاشة تناغم مشاهدي مع فيفي عبده، خصوصاً أن أغلب مشاهدي في العمل كانت معها». وعن نجاحها في تقمص دور الغجرية، وما يقال عن أنها تعرضت للكثير من الأخطار أثناء التصوير، قالت الممثلة المصرية: «طبعاً التجربة كانت شديدة الصعوبة، فجميع الأبطال يتحدثون بلهجة معينة، ويرتدون ملابس وإكسسوارات مبالغاً فيها أحياناً، لكن ساعدنا بدرجة عظيمة السيناريو، والتفاصيل التي قدمها المؤلف محمد الغيطي، ولم أكن أعرف الكثير عن حياة الغجر، وقرأت بعض المعلومات المهمة حتى أتقمص الدور»، لافتة إلى أنها بالفعل «تعرضت مع بعض الأبطال للخطر أثناء تجسيد بعض المشاهد في أماكن وعرة، والقفز من مناطق عالية، وركوب خيل، والتصوير أثناء الليل والبرد الشديد، وكنا نرتدي ملابس صيفية لدرجة أننا كدنا نتجمد في بعض الأحيان، ومع ذلك كان يجب أن نقدم الشخصيات دون وضوح أي أثر للعوامل الجوية».
«المهم هو التأثير»
حورية فرغلي، التي شاركت أخيراً ضيفة شرف في فيلم «حملة فرعون» مع عمرو سعد، علقت على قبولها ذلك قائلة: «أنا أحب عمرو سعد على المستويين الفني والإنساني، فهو فنان مميز ومهموم بالفن، ويمتلك موهبة حقيقية، وطبعاً عندما عرض علي الدور كنت سعيدة جداً، ووافقت رغم صغر المساحة، لأني أحكم على أي عمل بقيمته وليس بمساحته، ولم أندم على المشاركة، بالعكس سعدت جدا بنجاح الفيلم، وشعرت أنني وفقت جداً في دوري، وحقق صدى جيداً على المستويين النقدي والجماهيري، وكل الموجودين في الفيلم بذلوا مجهوداً لا يستهان به حتى يظهر بشكل لائق، خصوصاً أن الفيلم أكشن ودراما، ولا أبالغ إن قلت إنني أعتبر هذا العمل نقلة في تاريخ السينما»، وزادت فرغلي على ذلك بالقول: «أعشق السينما، وبداياتي كانت سينمائية، ولن أتردد في قبول أي فيلم جيد، بغض النظر عن المساحة وعدد المشاهد فالمهم هو التأثير».
«براءة ريا وسكينة»
عن تجربة فيلم «براءة ريا وسكينة» وأسباب توقفه، قالت حورية «بدأنا بالفعل منذ فترة تصوير الفيلم، لكن فجأة توقف دون معرفة الأسباب، وأنا شخصياً صوّرت يوماً واحداً فقط، وبعدها سافر مخرج العمل عبدالقادر الأطرش، ولا أعرف تفاصيل أخرى، وهل سنعود للتصوير أم انتهى المشروع إلى هذا الحد»، مضيفة أن «موضوع الفيلم أثار الكثير من الجدل، خصوصاً أنه يتناول حياة السفاحتين الشهيرتين ريا وسكينة، اللتين تخصصتا في قتل النساء بالإسكندرية وسرقة مصوغاتهن الذهبية كما نعرف جميعاً، لكن الفيلم يتعرض للأمر بشكل مختلف، ويدور حول محاولة إثبات براءتهما، وأنهما كانتا تقتلان عساكر الاحتلال الإنجليزي وليس النساء مثلما عرف عنهما»، كاشفة أنه «تمت كتابة الفيلم استناداً إلى مجموعة من المراجع التاريخية الموثقة».
- الجمهور أصبح شديد الصراحة في النقد، ولا يقبل أن يرى ممثلاً في عمل يستهين بذكائه.
- مشهد الإغراء لم يكن موجوداً في السيناريو، لكن المخرج خالد يوسف أصرّ على تصويره.