توفر اختبارات طبية سريعة منخفضة التكلفة

عالم مصري يستخدم النانومترية للكشف عن الأمراض

صورة

يطوّر الدكتور حسن عزازي طرائق جديدة للكشف عن المؤشرات البيولوجية للأمراض الفيروسية والبكتيرية والأورام السرطانية، مستخدماً الجزيئات النانومترية، لتوفير اختبارات طبية سريعة منخفضة التكلفة.

ويشغل عزازي منصب أستاذ دائم في قسم الكيمياء في كلية العلوم والهندسة في الجامعة الأميركية في القاهرة، ويعمل وفريقه البحثي على استخدام تقنية الجزيئات النانومترية، للكشف عن الإصابة ببعض الأمراض، مثل مرض السل ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي (سي)، أو الأورام السرطانية مثل سرطاني الثدي والمثانة.

وقال عزازي في حوار خاص لمرصد المستقبل، إن «أحد تطبيقاتنا في هذا المجال يعتمد على استخدام جزيئات الذهب النانومترية، للكشف عن الحمض النووي الريبي لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي)، في خطوة واحدة بدلاً من خطوتين، دون الحاجة إلى مضاعفة مادة الفيروس الوراثية».

ويختلف الاختبار المطور عن الاختبارات الحالية، التي تستخدم تفاعل البولميراز المتسلسل لمضاعفة مادة الفيروس الوراثية، ما يسرع الحصول على نتائج الاختبار، إذ تتمتع جزيئات الذهب النانومترية، التي يصل قطرها إلى نحو 15 نانومتر، خصائص لونية فريدة جداً، تعرف باسم رنين البلازمون السطحي.

وأضاف عزازي «عندما تنتشر جزيئات الذهب النانومترية في المحلول، فإنها تعكس الضوء، وتظهر باللون الأحمر، أما إن تجمعت مع بعضها بعضاً، فستبدو باللون الأزرق، لذا اعتمدت التقنية المطورة على خاصية تغير لون جزيئات الذهب في المحلول».

وكشف عزازي عن خطوات الاختبار قائلاً «تؤخذ عينة من دم المريض، تخضع لعملية طرد مركزي لفصل مصل الدم، واستخراج الحمض النووي الريبي للفيروس، ثم يضاف إليه شريط قصير من النوكليوتيدات المتتابعة والمكملة له، ليضاف إليها بعد ذلك المحلول المحتوي على جزيئات الذهب النانومترية».

فإن كان الشخص غير مصاب بالفيروس، فإن شريط النوكليوتيدات القصير سيلتصق بجزيئات الذهب النانومترية، وسيظهر المحلول باللون الأحمر، أما في حال وجود الحمض النووي الريبي للفيروس، فسيرتبط معه شريط النوكليوتيدات تاركاً جزيئات الذهب لتتجمع مع بعضها بعضاً، ويتحول لون المحلول من الأحمر إلى الأزرق، وهذا دليل على الإصابة بالمرض.

وأوضح عزازي في حواره للمرصد «نبعت فكرة تقنية جزيئات الذهب النانومترية من تصدر مصر قائمة الدول التي تعاني معدلات عالية من الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، وعلى الرغم من توافر أدوية فعالة ورخيصة لعلاج المرضى، إلا أن اختبارات الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس مرتفعة التكلفة، ودعانا هذا إلى تطوير طرائق جديدة منخفضة التكلفة، وفي متناول الجميع تساعدنا على تشخيص الإصابة بالمرض».

سجل عزازي براءة اختراع عن تقنية جزيئات الذهب النانومترية في مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، ولم يصدر الابتكار في الأسواق إلى الآن، وحصد عنه العديد من الجوائز.

يعمل عزازي أيضاً على تطوير اختبارات تشخيصية باستخدام جزيئات الحديد المغناطيسية النانومترية، لفصل الأحماض النووية لمجموعة كبيرة من الأهداف، تشمل الفيروسات والبكتيريا والأدلة الجينية على الإصابة ببعض الأورام من الدم.

وأسهم عزازي في تأسيس شركة دي-كيميا للتحاليل المتطورة، بدعم من الجامعة الأميركية في القاهرة، وهي أول شركة مصرية أنشأتها الجامعة، وتركز على تطوير طرائق مبتكرة وفعالة لتشخيص أمراض متعددة.

- استخدام جزيئات الذهب النانومترية للكشف عن فيروس الكبد الوبائي «سي».

تويتر