باحثون يستعرضون ملامح مسيرة حفلت بالعطاء
سلطان بن زايد.. شهادات عن رجل التراث وحارسه
أكد باحثون ومهتمون بالتراث أن المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بذل كثيراً من الجهود لأجل صون تراث الإمارات، وتكريسه في نفوس الأجيال المقبلة، وهو ما جعل منه رجل التراث العربي وحارس الموروث، مشيرين إلى أن مسيرته حفلت بالعطاء والبذل، كما شهدت العديد من المنجزات والمبادرات في مجالات الثقافة والتراث والبحث العلمي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أول من أمس، بعنوان «سلطان بن زايد.. فقيد الوطن والتراث العربي». وأشار عضو مجلس إدارة الاتحاد الإعلامي، عبدالرحمن نقي، خلال تقديمه الندوة، إلى أن الشيخ سلطان كانت له بصمات واضحة في خدمة وطنه وجهود راسخة، مضيفاً أنه «كانت بينه وبين التراث الإماراتي صلة لم تنقطع، فقد كان داعماً له ومشجعاً لأجيال اليوم على تعلم تراث آبائهم في البر والبحر». من جهته، قال مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، سعيد علي المناعي، إن «الشيخ سلطان، رحمه الله، تربى في مدرسة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنه تعلم حب التراث وأهمية التمسك به وزرعه في نفوس الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية الإماراتية، ولتحقيق هذا الهدف، أطلق العديد من الفعاليات والمهرجانات، وكان يتابع كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها بشكل شخصي»، مشيراً إلى أن الشيخ سلطان كان أيضاً شاعراً قدم العديد من القصائد القوية.
محاضن تربوية
استعرض المناعي أبرز المبادرات التي أطلقها الشيخ سلطان لصون التراث، في مقدمتها نادي تراث الإمارات، الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد، وتعهده بالرعاية الشيخ سلطان، منذ تأسيسه في عام 1993، وكان يُطلق عليه في البداية اسم نادي التراث البحري، وتطور ليصبح مؤسسة عريقة تضم العديد من الإدارات، وثمانية مراكز هي بمثابة محاضن تربوية لتدريس التراث والتدريب عليه.
توقف المناعي أمام جهود الشيخ سلطان، رحمه الله، لتطوير جزيرة السمالية وتحويلها إلى مركز للتدريب على التراث وممارسة الأنشطة والرياضات التراثية، عبر مشروعات في مقدمتها «دروب المعاني»، الذي يهدف إلى تعريف النشء بالسنع والتقاليد وأصول الضيافة الأصيلة.
تدوين
من جانبه، قدم رئيس قسم البحوث والدراسات في مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات، الدكتور حمدان الدرعي، مداخلة بعنوان «سلطان بن زايد والجهود العلمية لتدوين وتوثيق التراث العربي - مركز الدراسات والبحوث نموذجاً»، موضحاً أن «الشيخ سلطان أسس المركز لسد فجوة في دراسة التاريخ وتوثيقه وتدوينه، وهو ما يعكس اهتمامه الكبير، رحمه الله، بالبحث وتحقيق التاريخ وجمعه من الحفّاظ، وكان يقول: (إن وفاة شخص كبير تعني ضياع 1000 صفحة من التاريخ)».
وتناول الدرعي أبرز الإسهامات التي قدمها المركز في هذا المجال، في مقدمتها معجم اللهجة الإماراتية، الذي أشرف عليه الأديب محمد المر، وشارك فيه 15 باحثاً بمتابعة من الشيخ سلطان، كما جمع المركز عدداً كبيراً من الصور المرتبطة بتاريخ الإمارات والمنطقة من مصادرها الأصلية الموثوقة، مثل أرشيف شركة أدكو، وأرشيف الرحالة الشهير مبارك بن لندن، بعنوان «رحلة في صور».
وأوضح أن «الشيخ سلطان حرص على التركيز على الاستثمار في الكوادر البحثية وتدريبها وإعدادها، وتوفير الأدوات اللازمة للبحث، كما وفر للمركز مكتبة تضم العديد من المراجع والوثائق، إذ تحتوي على نحو 7000 عنوان في فروع مختلفة من العلوم، إضافة إلى إصدارات النادي التي يتجاوز عددها 150 كتاباً، بينما يحتوي قسم المخطوطات في المكتبة على 60 مخطوطة نادرة، منها مصاحف يرجع بعضها إلى القرنين السادس والسابع الهجريين، أيضاً حقق المركز العديد من المخطوطات، من أهمها (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) في 27 مجلداً، إلى جانب جمع دواوين يصل عددها إلى 60 تقريباً».
مزيد من الإنجازات
سلط مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، سعيد علي المناعي، الضوء على مزيد من الإنجازات التي شهدتها مسيرة المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، مثل مركز زايد للدراسات والبحوث في العين الذي تأسس عام 1999، وأصبح منارة للعلم والبحث، وقرية بو ذيب للقدرة التي بدأت بثمانية طلاب، وأصبح لديها 160 فارساً يشاركون في مختلف السباقات بالدولة.
كانت بين الشيخ سلطان والتراث صلة لم تنقطع، فقد كان - رحمه الله - مشجعاً للأجيال على تعلم تراث أجدادهم.
أطلق المغفور له فعاليات ومهرجانات تراثية، وكان يتابع كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها بشكل شخصي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news