عُقد على مدار يومين بمقر نادي دبي للصحافة
«الإعلام الإلكتروني» توصي بتعزيز دور الإعلام الرقمي العربي
اختتمت في دبي أمس أعمال الاجتماع الخامس عشر للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، التي أقامتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من خلال الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، بالتعاون مع نادي دبي للصحافة ومؤسسة وطني الإمارات، بحضور مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب الوزير المفوض فوزي الغويل، وممثلي الدول الأعضاء بالجامعة، وعدد من المنظمات والهيئات الممارسة لمهام إعلامية في منظومة مجلس وزراء الإعلام العرب. وأوصت الاجتماعات بالتعجيل بمشروع إنشاء المنصة العربية للبث الرقمي التي تضمن مختلف البلدان العربية، والدعوة لاعتبار التجارب الناجحة المقدمة من الإمارات في مجال الإعلام الإلكتروني منهاج عمل للجنة، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بتعميمها على الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية للاستفادة منها.
وناقشت الاجتماعات التي عُقدت على مدار يومين بالمقر الجديد لنادي دبي للصحافة آليات تنفيذ القرارات الصادرة عن الدورة العادية (50) لمجلس وزراء الإعلام العرب التي جرت خلال يوليو الماضي، بشأن «اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني»، بالإضافة إلى عدد من البنود المتعلقة بقضايا الإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية، من بينها مشروع «مدوَّنة سلوك للإعلام الإلكتروني»، أعدتها لجنة من الخبراء والأكاديميين والجمعيات الأهلية الإعلامية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في سياق التشاور للتصدي لما ينتج عن الإعلام الرقمي من قضايا تؤثر سلباً على الأمن المجتمعي العربي.
كما تضمنت الاجتماعات متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الحلقة النقاشية البحثية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب وتأثيرها على المجتمع العربي، والتوصيات المعنية بدراسة المشروعين المقدمين من الهيئة العربية للبث الفضائي المشترك حول إثراء المحتوى الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت، ومنصة البث الرقمي ضمن مركز البيانات الإلكترونية العربية.
وأشار إلى أهمية النتائج والتوصيات المقدمة من ممثلي الدول المشاركين في اجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني وانعكاسها الإيجابي على تعميق الحوار بين الكوادر الإعلامية العربية، لاسيما الخبراء المتخصصين في مجال الإعلام الإلكتروني.
وأكد مواصلة الجهود من أجل إيجاد الضمانات التي تحفظ على المنطقة أمنها المجتمعي، والوقوف في وجه التداعيات السلبية الناجمة عن الممارسات الخاطئة في مجال الإعلام الرقمي، خاصة في ما يتعلق بحماية الثروة الحقيقة للعالم العربي المتمثلة في الشباب، الذين يمثلون الجانب الأعظم من جمهور الإعلام الرقمي.
بدوره أكد المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات ضرار بالهول الفلاسي أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الإلكتروني في ظل التطور الهائل لتقنية المعلومات، وقال إن هذا الملتقى يحمل بصمة مختلفة، لا تنبع من أهمية العنوان الذي ينعقد تحته، والنقاشات المطروحة من خلاله وحسب في ظل الأهمية الكبيرة للإعلام، وإنما بكونه يأتي أيضاً احتفاءً بفوز دبي عن استحقاق وجدارة بلقب عاصمة الإعلام العربي للعام 2020.
وأوضح الفلاسي أن قيم التسامح والسلام في مواجهة الغلو والتطرف، قواعد ومرتكزات تعد من أسس رؤية الإمارات، التي ترى في الرسالة الإعلامية خطاباً حضارياً موجهاً إلى الإنسانية جمعاء، وأن الإعلام على اختلاف منصاته يمثل مختبر المستقبل الإنساني.
وأكد المدير بالإنابة لنادي دبي للصحافة سالم باليوحة، أن استضافة النادي لاجتماعات اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني التي تتخذ من دبي مقراً دائماً لها، تفتح المجال لزيادة مساحة إسهامات النادي في دعم التأثير الإيجابي للإعلام الإلكتروني على الصعيد العربي، امتداداً لنهج دبي ودولة الإمارات في ريادة التطوير الإيجابي ومواكبة المستجدات العالمية في مختلف المجالات ومنها المجال الإعلامي، في الوقت الذي يتطلع فيه النادي لرفع سقف التعاون مع اللجنة وعبر اجتماعاتها الدورية لطرح المزيد من الأفكار التي تحقق الأهداف الاستراتيجية المرجوة وتدعم الرؤية المشتركة في خدمة صالح المجتمعات العربية.
وتوصل أعضاء اللجنة العربية للإعلام الاكتروني وممثلو المنظمات العربية المشاركون في الاجتماعات إلى جملة من التوصيات تضمنت الإشادة بالتجارب الناجحة المقدمة من دولة الإمارات في مجال الإعلام الإلكتروني، والدعوة لاعتبارها منهاج عمل للجنة، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بتعميمها على الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية للاستفادة منها، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بمتابعة تنفيذها مع كافة الجهات المعنية.
كما تضمنت التوصيات الموافقة على المقترح المقدم من الهيئة العربية للبث الفضائي حول تشكيل فريق عمل مفتوح العضوية يعنى برصد ودراسة جميع الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب، وتأثيرها على الأمن المجتمعي العربي، ورفع المشروعين المقدمين من الهيئة حول إثراء المحتوى الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت، ومشروع منصة البث الرقمي ضمن مركز بيانات إلكترونية عربية إلى الدورة العادية (94) للجنة الدائمة للإعلام العربي لاتخاذ القرار المناسب حيالهما.
كما شملت التوصيات التعجيل بمشروع إنشاء المنصة العربية للبث الرقمي والتي يضمن مختلف البلدان العربية من خلالها توزيع المحتويات والمضامين الإعلامية الرقمية دون المرور بوسطاء من أوروبا أو غيرها من البلدان الغربية، إضافة إلى الموافقة على مقترح العراق بشأن تحديث النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الإلكتروني وبالشكل الذي يضمن لها مواكبة التطور الهائل الذي شهده مجال الإعلام، فضلاً عن الترحيب بمقترح الجزائر بشأن إنتاج إشعارات إعلامية توعوية للتنبيه إلى خطورة بعض الألعاب الإلكترونية، ودعوة وزارات الإعلام العربية والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية لإنتاجها على أن يتم بثها عبر التلفزيونات والإذاعات العربية الرسمية والخاصة، كما تضمنت التوصيات دعوة مؤسسات التربية والتعليم العربية لإدراج مواد علمية ومناهج تعليمية للتربية على وسائل الإعلام (التقليدية والإلكترونية)، لتحصين الأطفال والشباب من مخاطر سوء الاستخدام.
الاجتماعات ناقشت على مدار يومين بالمقر الجديد لنادي دبي للصحافة قضايا الإعلام الإلكتروني في المنطقة العربية.
مواجهة الإرهاب الإلكتروني
شهد اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإكتروني في يومه الثاني اجتماعاً مع مؤسسات التواصل الاجتماعي العالمية «فيس بوك»، و«لينكد إن»، و«انستغرام»، لبحث سبل تعزيز التعاون من أجل مواجهة الإرهاب الإلكتروني عبر المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي وحماية المجتمع من مخاطر النشر السلبي فيها، نظراً للدور المحوري لهذه المنصات في التصدي للأفكار الهدامة ومكافحة الإرهاب، والترويج لمفاهيم التسامح والتعايش السلمي، كما خلص الاجتماع الذي جمع الجانبين إلى النظر في عقد اتفاقية مشتركة للنظر فيها واعتمادها من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، وكذلك بحث إمكانية بدء التعاون من خلال عقد دورات تدريبية موجهة للإعلاميين العرب حول كيفية مواجهة الأفكار الكاذبة والتطرف، وتصحيح الصورة النمطية المنتشرة حول المنطقة العربية.
«الجيل الخامس لتمكين المستقبل»
قدّم النائب الأول للرئيس للاتصال المؤسسي مجموعة اتصالات، الدكتور أحمد بن علي، ورقة عمل بعنوان «الجيل الخامس لتمكين المستقبل»، تناول فيها دور قطاع الاتصالات في خدمة الإعلام، مبيناً أن الإحصاءات تؤكد أن شبكة الجيل الخامس ستسهم إيجابياً في زيادة العوائد المالية وظهور مصادر جديدة للإعلان والمحتوى، حيث وصل إجمالي عائدات قطاع الإعلام العالمي المعتمد على شبكات الجيل الثالث والرابع في العام 2016 إلى 150 مليار دولار تقريباً، ومن المتوقع أن تصل عائدات قطاع الإعلام الجديد والإعلام الإلكتروني المدعوم بتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وقطاع الدعاية عبر الهواتف الذكية، والبث التلفزيوني عبر شبكات النطاق العريض، والمحتوى التلفزيوني عبر شبكة الجيل الخامس إلى ما يقارب الـ350 مليار دولار في العام 2025، وإلى 450 مليار دولار في العام 2028.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news