أول مفتشة نووية إماراتية تعمل 10 ساعات يومياً
أمل لوتاه: حان الوقت لنرد لوطننا جزءاً من الجميل
إيمانها بأن حب الوطن والانتماء له لا يتوقف فقط على الكلام، وأنه يجب أن يتحوّل إلى أفعال تهدف إلى الإسهام في نهضة البلاد وتطورها، قاد المهندسة الإماراتية أمل بن لوتاه، لأن تكون أول إماراتية تعمل مفتشة نووية في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وتنتقل إلى العمل في موقع براكة بأبوظبي منذ عام 2015 حتى الآن، حيث ترى أن «وطننا منحنا الكثير، وأن الوقت قد حان لنرد له جزءاً من الجميل».
لوتاه - التي درست الهندسة المدنية ثم حصلت على درجة الماجستير في الهندسة النووية - قالت في حوار لـ«الإمارات اليوم»: «إن عملها يتمثل في التأكد من تطبيق قوانين واشتراطات الأمن والسلامة في الموقع، ورغم صعوبته، فإنها سعيدة وفخورة لأنها جزء من هذا المشروع الضخم، ويزداد هذا الشعور بالفخر والحماس مع اقتراب تشغيل أول محطة نووية في الموقع في وقت قريب من هذا العام».
وعن التحديات والصعوبات التي تواجهها في عملها، الذي يمتد إلى 10 ساعات يومياً، أضافت لوتاه: «هو عمل يحتاج إلى تركيز ودقة لأني مسؤولة عن موقع له طبيعة خاصة، ويضم عدداً كبيراً من العمال»، مشيرة أن عليها متابعتهم والتفتيش عليهم، والتأكد من التزامهم بشروط السلامة، وكثيراً ما يكون عملها تحت أشعة الشمس القوية، ويمتد أحيانا إلى أربع ساعات، وقد تضطر إلى تسلق أماكن أو مبان مرتفعة، وهو ما يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، إلى جانب أن المنطقة نائية وتبعد عن دبي ست ساعات، ولذلك تعتبر ذهابها إلى منزل الأسرة في دبي بمثابة سفر، ما يمثل مشقة عليها.
حب الوطن.. أفعال
وتقول لوتاه: «عندما عرض علينا العمل في الموقع وجدت أن كثيراً من الشباب يفضّل العمل في المكاتب، لكنني طلبت أن أذهب إلى براكة، وأن أعمل في الموقع، لإيماني بأن وطننا منحنا الكثير، وأن الوقت قد حان لنرد له جزءاً من الجميل، وأن الجميع يمكنه أن يتحدث عن حب الوطن، لكن تظل الأفعال هي المحك الرئيس للتعبير عن هذا الحب». وتوضح لوتاه: «في الوقت نفسه أنا استفدت كثيراً من عملي رغم صعوبته، حيث أصبحت شخصيتي أكثر قوة، واكتسبت ثقة كبيرة بالنفس، ورغم أن العمل أخذني من حياتي الاجتماعية، فإنني لست منزعجة، لأن الإقامة بمفردي في الموقع منحتني الوقت لممارسة هواياتي المختلفة، مثل تسلق الجبال والقراءة والرسم، وأصبحت أشعر بأنها فرصة لأركز على تنمية ذاتي وهواياتي وتطويرها».
وأكدت لوتاه على ترحيب أسرتها بعملها، وتشجيعهم الدائم لها، وسعادتهم بالتغييرات الإيجابية التي اكتسبتها منه، مثل الثقة بالنفس وقوة الشخصية. لافتة إلى أن الحياة والمفاهيم تغيرت كثيراً، ولم يعدّ هناك فرق بين الشباب والفتيات من حيث الكفاءة والقدرة على الإنجاز، «فالإنسان هو من يحدد قدراته، وهو الذي يضع الحواجز أمام نفسه وأمام ما يستطيع تحقيقه وما لا يستطيع، وأنا أؤمن بأن إيمان الإنسان بقدراته وبحلمه هي أولى خطوات تحقيق هذا الطموح، مثل السحر والقصص الخيالية».
لوحة غيَّرت حياتي
ترى أمل بن لوتاه، في الفن والرسم تحديداً، وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية لدى الإنسان، لافتة إلى أن أول لوحة زيتية رسمتها كانت في الفترة التي سبقت التحاقها بالعمل، وكانت في تلك الفترة تمر بمرحلة تشعر فيها بعدم الاستقرار والرضا عن النفس، فرسمت في اللوحة فتاة تعبّر ملامحها عن قوة الشخصية والثقة بالنفس، وهي الصورة التي كانت تحلم بأن تكون عليها في المستقبل. وأضافت: «بعد أن انتهيت من رسم اللوحة، وأخرجت فيها كل ما بداخلي من إحباط، تغيّرت حالتي والتحقت بالعمل، وزاد اهتمامي بنفسي.. كما أشارت اللوحة إلى حرصي على أن أظل اتمسك بعادات وتقاليد الإمارات، حتى عندما أحقق كل طموحاتي وأصل إلى أعلى المراتب».
«كثير من الشباب يفضّل العمل في المكاتب، لكنني طلبت أن أذهب إلى براكة، وأن أعمل في الموقع».
«الجميع يمكنه أن يتحدث عن حب الوطن، لكن تظل الأفعال هي المحك الرئيس للتعبير عن هذا الحب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news