«رحلة إلى مصر».. برؤية 3 مثقفين
ضمن مشاركة نادي «كلمة» للقراءة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، نظم مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أول من أمس، جلسة نقاشية حول كتاب «رحلة إلى مصر»، لمؤلفه تيوفيل غوتييه.
وشارك في النقاش المترجم الدكتور محمد الخولي، والروائي إبراهيم عبدالمجيد، والكاتب والإعلامي محمد شعير، وقدم الجلسة الباحث رأفت السويركي.
وقال السويركي إن الكتاب يعد واحداً من سلسلة طويلة من الكتب التي صدرت عن تاريخ مصر، بداية من هيروديت وابن بطوطة، وغيرهما من الرحالة الذين كتبوا تاريخ الإنسان على الأرض، وصولاً إلى كتابات المؤرخين المعاصرين.
من جانبه، أوضح محمد الخولي أن كتاب «رحلة إلى مصر» أُلّف في أواخر القرن الـ19، ويمثل صفحة من صفحات كتاب أعمق، وهو كتاب الشغف بمصر، وتحديداً شغف الفرنسيين بمصر التاريخ والحضارة، وإسهاماتها في تقدم الجنس البشري.
وذكر أنّ مؤلف الكتاب، تيوفيل غوتييه، جاء إلى مصر عام 1869، وهي سنة افتتاح قناة السويس، إذ أصابه الانبهار من المظاهر التي صاحبت افتتاحها، لكنه لم يهتم بالإشارة إلى معاناة الفلاحين المصريين في حفر القناة، كذلك اهتم في الكتاب بوصف الحارة المصرية، وأهم مظاهر الحياة اليومية بها، فوصف حتى «القرداتي» و«الحاوي»، لكنه نظر إلى هذه المظاهر بنظرة شمولية، فكان يشير أيضاً إلى ما قيل عن مصر من أشعار، وما رسم عنها من لوحات المستشرقين، كما انبهر بخط السكة الحديد المصرية، وهي الثانية على مستوى العالم، فكتب عنها، كما كتب عن الطقس والصحراء والزراعة في خلطة ضمّها الكتاب. من جانبه، قال الروائي إبراهيم عبدالمجيد: «خلال قراءتي للكتاب، تساءلت لماذا لم يكتب غوتييه عن الظلم الذي كان يعانيه الشعب المصري، والضرائب الباهظة التي فرضت عليه لتغطية النفقات الضخمة، التي أنفقها الخديوي إسماعيل على حفلات افتتاح قناة السويس وتطوير البلد، لكن رغم ذلك يظل الكتاب ممتعاً جداً، وإضافة مهمة في هذا المجال».
من جهته، طرح الكاتب، محمد شعير، في مداخلته، تساؤلاً حول ما إذا كان الكتاب استشراقياً أم لا، وإذا كان مؤلفه يعد مستشرقاً؟ مجيباً بأن الكتاب يحمل نوعاً من الفرح بالإنسانية أكثر من كونه ينتمي لأدب الاستعمار، إذ يُقدم صورة مُحِبة لمصر، يحاول بها تصحيح الصورة الاستعمارية التي رسمها المستشرقون من قبل.
وأشار إلى أن المؤلف جاء محملاً بصور رسمها في خياله عن المنطقة من أعمال المستشرقين، ومن قراءته لكتاب «ألف ليلة وليلة».
من تجليات الولع الفرنسي
قال المترجم، الدكتور محمد الخولي، إن «الكتاب يمثل جزءاً من تجليات الولع الفرنسي الذي كانت بدايته، حسب تصوري، في أواخر القرن الـ18 وأوائل الـ19، مع حملة نابليون بونابرت على مصر، التي كانت في تلك الفترة تعيش في غيبوبة عصر المماليك، ما أحدث حالة من الصدام الحضاري بين مصر المماليك والثورة الفرنسية، وما كانت تشهده فرنسا من تطور في مختلف المجالات».