قصة العلاقة القوية بين الإنسان و«جدّ الكلب»
كيف أصبح الكلب كلباً
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.1301993.1623324882!/image/image.jpg)
أرشيفية
لا يمكن تجاهل العلاقة الحميمة بين الإنسان والكلب في الحياة اليومية، وهناك مثلاً 12 مليون كلب تعيش بالمنازل في ألمانيا وحدها.
كان الجد الأول للكلب (الذئب) يتنافس في غابر الزمان مع الإنسان على الغذاء والمكان الذي يعيشان فيه، لكن نجح الإنسان في كسب الذئب حليفاً وترويضه.
وهذا ما يتحدث عنه بريان سايكيس، في كتابه «كلب داروين».
يبدأ سايكيس كتابه بفرضية تقول: قبل عشرات الآلاف من السنين صادف الذئب إنساناً، وكان ذلك في مكان ما بجبال كارابات، في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث كانا يتنافسان على الصيد نفسه.
وحيث إن الإنسان العاقل كان أذكى من إنسان نيادرتال، أو الإنسان البدائي، حسب الذين يعتقدون في نظرية النشوء والارتقاء، فإنه نجح في استخدام الذئاب لتساعده في صيده، حيث كان دور قطيع الذئاب يتمثل في الاستمرار في ملاحقة الفريسة إلى أن تخور قواها، ثم يأتي دور الصياد الذي يوجّه حربته للحيوان ويقتله، ثم يتم تقاسم الفريسة بين الإنسان والذئب، وهو ما يمكن أن يعتبر من وجهة نظر اليوم صفقة رابحة للطرفين.
وهناك فرضية أخرى يعتقد أصحابها أن الإنسان كان يلقي للذئب ببقايا الصيد.
ولكن سايكس لا يعتبر فقط أن هذه الفرضية «ضعيفة للغاية»، بل يرى أنها أصبحت متهالكة أيضاً، لأسباب متعددة.
وفقاً لهذه النظرية فإن الذئاب كانت تتغذى على نفايات الإنسان، وكانت تقترب منه بهذا الشكل ببطء.
ولأن الذئاب والعائلات البشرية الكبيرة متشابهة، حيث إن هناك تدرجاً واضحاً في المراتب داخل العائلة البشرية، وكذلك داخل قطعان الذئاب، وهناك توزيع للمهام والمسؤوليات. وكان ذلك سبباً آخر جعل الإنسان يختار الذئب رفيقاً.
كان تشارلز داروين لايزال يعتقد في زمانه أن الإنسان ربما لا يستطيع العثور أبداً على الجد الأول للكلب، وكان ابن آوى وذئب البراري حيوانين مرشحين لفترة طويلة ليكونا الجد الأول للكلب.
لكن بفضل علم الوراثة الحديث قدم العلماء المتخصصون الدليل على أن جميع الكلاب، بلا استثناء، تنحدر من الذئاب، مهما اختلف شكل الكلاب ومهما بدت بعيدة الشبه بجدها الأول الذئب.
وبينما أصبحت علاقة الإنسان بالكلب أكثر حميمية مع مرور الوقت، أصبح الجد الأول للكلب رمزاً للشر.
حدد سايكس هذا التطور ببدء استقرار الإنسان، حيث أصبح لدى الإنسان المربي للماشية الآن، مصالح أخرى غير اهتمامات الإنسان الصياد، ولم يعد الذئب الذي يختطف الحيوانات رفيقاً له بل عدواً. إنه صراع يتأجج بين الفينة والأخرى بين الإنسان والذئب، كما نجده حالياً في ألمانيا، على سبيل المثال.
- قبل عشرات الآلاف من السنين، صادف الذئب إنساناً في جبال كارابات، حين كانا يتنافسان على الصيد نفسه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news