عشاق الموسيقى يحتفلون بمرور 250 عاماً على ميلاد بيتهوفن

تنتشر صور الموسيقار الألماني الشهير بيتهوفن، بوجهه ذي الملامح الصارمة، وخصلات شعره الرمادية الداكنة، على الكتب وأغطية الأقراص المدمجة (سي دي)، وأكياس التسوق والقمصان، خصوصاً هذا العام في ألمانيا والنمسا، حيث تجرى الاحتفالات بمناسبة مرور 250 عاماً على ميلاده.

وتتضمن حملة «BTHVN»، ومقرها بون، غرب ألمانيا، والتي شهدت ميلاد الملحن الراحل عام 1770، والذي توفي في عام 1827، مئات الحفلات الموسيقية والفعاليات المدرجة على موقعها الإلكتروني كجزء من الاحتفالات.

وقد ركزت أجيال من خبراء الموسيقى على أعمال الملحن الذي توفي في فيينا عن عمر ناهز 56 عاماً فقط.

وكانت حياة الملحن الاسطوري، التي قضاها في بون وفيينا في ظل الثورة الفرنسية، وفي مواجهة غزو جيوش نابليون، بعيدة كل البعد عن البطولة.

وقد عانى بالفعل، لاسيما عندما بدأ يفقد سمعه في سن الـ27. وكان بيتهوفن عند وفاته قد فقد سمعه تماماً. ووصل الأمر به إلى أنه فكر في الانتحار بسبب فقدانه حاسة السمع، في رسالة كتبها إلى إخوته في عام 1802. ولم يسمع بيتهوفن الكثير من أعماله الأكثر أهمية. ولم تتحمل روحه الحرة غير المبالية بالعادات والتقاليد أي حل وسط. وقد كتب إلى واحد من رعاته، وهو الكونت موريتز ليشنوفسكي: «أنا أحتقر الكذب. لا تزورني مرة أخرى».

ويكمن جوهر إرث بيتهوفن، إلى حد ما، في تأليفه 32 سوناتا للبيانو، وفي الرباعيات الوترية، وفي أوبرا «فيديليو» - وهي الأوبرا الوحيدة - وفي مؤلفات السوناتا الخاصة بالكمان والتشيلو. وقد كانت هذه الأعمال هي التي تحدت أعراف الزمن، من أجل تقديم أرضية موسيقية جديدة.

وتشير السيمفونية الأولى والثانية إلى خرق الاعراف التقليدية، بينما سعى من خلال السيمفونية الثالثة، وهي «إرويكا»، إلى الوصول للسوق الفرنسية، حيث أهداها إلى نابليون.ولكن اعجابه لم يدم طويلا، حيث غضب من قرار نابليون بإعلان نفسه إمبراطورا في عام 1804، ويقال إن بيتهوفن قام بمسح الاهداء الذي كتبه لبونابرت.

وعند وفاته في عام 1827، سار ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وراء نعشه لتشييع جثمانه إلى مثواه الاخير، في فيينا.

تويتر