مشوار فني مرصّع بأفلام خالدة
نادية لطفي.. وداعاً الجميلة صاحبة المواقف
بعد مشوار حياة سينمائي طويل مرصّع بأكثر من 80 فيلماً، من بينها باقة من أبرز الأعمال في تاريخ السينما المصرية، غيّب الموت، أمس، الممثلة نادية لطفي عن عمر ناهز 83 عاماً.
وكانت صحة النجمة التي اشتهرت بأنها «جميلة السينما المصرية» قد تدهورت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورقدت بالعناية الفائقة في أحد مستشفيات القاهرة، كما خضعت للعديد من الجراحات أخيراً.
ونعت نقابة المهن التمثيلية ومؤسسات وهيئات فنية عدة الفنانة الراحلة، كما تواترت على صفحات التواصل الاجتماعي عبارات العزاء والمواساة من نجوم وصنّاع السينما في مصر وخارجها.
وقال نقيب الممثلين، الدكتور أشرف زكي، إن «الفنانة الكبيرة تعرّضت لوعكة صحية قبل أسبوعين، تمثلت في إصابتها بنزلة شعبية حادة بشكل مفاجئ، نقلت على أثرها إلى مستشفى المعادي حيث وافتها المنية».
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة، إيناس عبدالدايم، إن نادية لطفي «تربعت على عرش السينما العربية، باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءاً من تاريخ الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة».
اشتهرت الراحلة بأنها كانت صاحبة مواقف، وليست مجرد فنانة تتمتع بالجمال والموهبة، إذ انضمت إلى مستشفى القصر العيني، خلال حرب أكتوبر 1973، لتساعد في مداواة الجنود الجرحى، ونقلت ما حدث في صبرا وشاتيلا بكاميرتها الخاصة، وزارت الرئيس الراحل ياسر عرفات أثناء الحصار الذي فرض عليه في نهاية حياة أبوعمار من قبل الاحتلال.
ولدت الفنانة الراحلة عام 1937 باسم بولا محمد شفيق، وظهرت للمرة الأولى في السينما عام 1958 في فيلم «سلطان» بطولة فريد شوقي وإخراج نيازي مصطفى.
اختارت اسم «نادية لطفي» اقتباساً من رواية «لا أنام»، للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس، التي تحولت إلى فيلم سينمائي بطولة فاتن حمامة عام 1957.
تألقت في عقد الستينات من القرن الماضي، وقدمت عدداً من الأفلام التي صنفها النقاد ضمن علامات السينما المصرية، مثل: «الخطايا» في 1962 أمام عبدالحليم حافظ، و«النظارة السوداء» في 1963 أمام أحمد مظهر، و«السمان والخريف» في 1967 أمام محمود مرسي.
منحتها المشاركة في أفلام لكبار المخرجين أمثال يوسف شاهين في «الناصر صلاح الدين»، وشادي عبدالسلام في «المومياء» ثقلاً فنياً، كما حقق لها فيلم «أبي فوق الشجرة» جماهيرية كبيرة، بعد أن ظل يعرض بدور السينما لنحو العامين.
قدمت بعد ذلك العديد من الأفلام كان آخرها «الأب الشرعي» في 1988 أمام محمود ياسين وإخراج ناجي أنجلو.
تركيزها على السينما جاء على حساب رصيدها في المجالات الأخرى فقدمت للمسرح عرض «بمبة كشر»، وفي الدراما التلفزيونية مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993.
حصلت نادية لطفي على عشرات الجوائز خلال مشوارها، وكرّمتها مهرجانات مصرية وعربية، منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط، ومهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.
ويشيع جثمان الفنانة الراحلة بعد ظهر اليوم، فيما يقام العزاء يوم الخميس بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة.
رثاء بقلوب مكسورة
وصف الفنان نبيل الحلفاوي، الفنانة نادية لطفي بأنها «تاريخ متفرّد فنياً ووطنياً وإنسانياً. فنانة حقيقية ذات جمال متميز وحضور خاص.. شكلت علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية». وأضاف على حسابه على «تويتر»: «رحمك الله بقدر عطائك الإنساني وبقدر ما كنت تتمتعين به من صدق ووضوح وصفاء نفس وطيبة قلب».
وقالت المطربة أنغام: «البقاء لله في الفنانة القديرة والجميلة #نادية_لطفي».
وبـ«قلب مكسور» وكلمات حزينة غرّدت الفنانة منة شلبي على حسابها بـ«تويتر»: «الوداع نادية لطفي الحلوة الجميلة العظيمة الرقيقة الشجاعة صاحبة المبادئ والتاريخ».
ولم تقتصر كلمات الرثاء على الفنانين المصريين، إذ قالت النجمة نانسي عجرم: «خسرنا اليوم جميلة الشاشة المصرية والعربية». وبلهجتها اللبنانية كتب الفنانة إليسا: «شو حزين رحيلك يا نجمة النجمات. نادية لطفي آخر العمالقة».
أما النجمة التونسية هند صبري، فكتبت عن الراحلة: «نجمة من نجوم الفن العربي والمصري وواحدة من الأساطير».
1937
العام الذي ولدت فيه نادية لطفي صاحبة التاريخ الفني الحافل التي رحلت أمس.
حصلت الراحلة على عشرات الجوائز، وكرّمتها مهرجانات مصرية وعربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news