بالفيديو.. «مملكة السيلفي».. مساحة للصور الذاتية والفرح في دبي

في عصر ينجذب الجميع إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي، ويتشاركون من خلالها لحظاتهم وصورهم، باتت صورة «السيلفي» من أكثر اللقطات المحببة لدى كثيرين، إذ يبحث حاملو الهواتف المحمولة في الأماكن العامة، وفي السفر، والاجتماعات العائلية، عن الإضاءة المناسبة، والخلفية المميزة لالتقاط هذه الصور الذاتية.

هذا الارتباط بين الناس، وتلك اللقطات بشكل خاص، دفعا رانيا نفاع إلى تأسيس متحف خاص يحمل عنوان: «مملكة السيلفي»، يتكون من 15 غرفة، لتتيح للجمهور عيش تجربة مميزة مع الخلفيات المتنوعة، بين المرحة والأنثوية أو حتى الطفولية، التي تدخل الفرح على صاحب التجربة.

رانيا نفاع اصطحبت «الإمارات اليوم» في جولة بمتحفها، وكذلك في بدايات تبلور الفكرة حتى صارت متحفاً على أرض الواقع في دبي. وقالت: «كل شخص يحب الصورة الذاتية واستخدامها على منصات التواصل الاجتماعي، وأنا شخصياً أحب التقاط صور السيلفي والتواصل مع الآخرين، ولذا رغبت في تقديم فكرة منطلقة من شغفي، الذي يشاركني فيه كثيرون، فالمشروع وليد مزيج من حبي للتصوير والفن والرسم، لأنني أرسم قليلاً».

وعن اختلاف المكان عن الاستوديو التقليدي الخاص بالتصوير، أضافت رانيا أن الاستوديو غالباً ما يكون محدود الخلفيات، ويطلب من الشخص التحرك بطريقة معينة، فلا يعطيه المصور الحرية كيف ما يريد، بينما في هذه الغرف لا توجد فيها أي قواعد أو قيود، إذ يتمتع الناس بكامل حريتهم في التصوير وسط الخلفيات الموضوعة والإضاءات المثبتة.

تنوع

عملت رانيا نفاع ما يقارب ثمانية أشهر على تصميم المتحف وإطلاقه، معتمدة على التنوع في الغرف الموجودة، فبعضها يتميز بالأنوثة من خلال الورود والألوان الزهرية، وأخرى تميل إلى الطفولة، وهذا الاختلاف يشجع الزوار على التقاط الصور في كل مكان «فالزوار يمكنهم قضاء ساعة داخل المملكة، ويمكن أن يتجولوا خلال هذه الساعة بين الغرف، مبتكرين لقطات وصوراً متنوعة لا تعد ولا تحصى» على حد تعبير صاحبة المكان.

وتابعت رانيا: «البداية تكون مع غرفة المملكة التي تبرز كأن المرء ينتمي إلى عائلة ملكية، وهناك غرفة أخرى حافلة بالألوان، بالإضافة إلى ثالثة تحمل ديكورات مختلفة يمكن المرح بداخلها، ومنها غرفة الأموال التي يرغب فيها الزوار كثيراً، إلى جانب غرفة الغيوم، وأخرى يمكن أن يقف فيها المرء ويبتكر من خلالها لقطات متنوعة، خصوصاً أن الغرف مجهزة بأدوات لتثبيت الهواتف، وإضاءة، بالإضافة إلى غرفة لتبديل الملابس، ما يتيح تغيير الإطلالات في الصور».

وحول تفاعل الزوار مع المتحف الذي يوثق الذكريات، أكدت رانيا أن «كثيرين من مختلف الجنسيات والأعمار، يتفاعلون إيجابياً مع السيلفي، ويستمتعون به كثيراً»، لافتة إلى أن هناك غرفاً تكون أنثوية، وأخرى ترضي الرجال على نحو أكبر، ومنهم منذ دخولهم يبدو عليهم التردد في البداية، لكن مع أجواء الغرف يلتقطون الكثير من الصور.

بين النساء والرجال

اعترفت رانيا بأنها كانت تتوقع أن يجذب المتحف النساء أكثر من الرجال، لكنها فوجئت بإقبال الشباب على نحو كبير، موضحة أن المتحف مساحة للفرح، والناس لديهم ما يكفي من المشكلات اليومية والهموم والضغوط، وبالتالي فهذه المساحة تتيح لهم تغيير الأجواء التي يعيشونها.

وتتعمد رانيا نفاع تغيير الديكور والثيمات الخاصة بالغرف، كما تبتكر ما يواكب الأحداث السنوية، فمع اقتراب يوم الحب، ستكون هناك غرفة خاصة، كما سيتم تخصيص غيرها لمناسبات أخرى كيوم الأم، أو اليوم العالمي لسرطان الثدي، وغيرهما من الأحداث، مشيرة إلى أنها ستطور الجلسات للعرسان إن أرادوا استخدام المكان، كما ستقدم إمكانية تنظيم الحفلات والمناسبات الخاصة. وتحرص رانيا على منح المتحف لمسة فنية، إذ تعرض لوحات لفنانين وتنوّع في الأسماء والأعمال.

تاريخ

تعرف لقطة «السيلفي» بكونها الصورة الذاتية التي يلتقطها المرء لنفسه من خلال الكاميرا الأمامية من الهاتف المتحرك، أو حتى من خلال الوقوف أمام المرآة. وعلى الرغم من إسهام وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها، إلا أنها تاريخياً تعود إلى بداية القرن الـ19، بفضل كاميرات براوني، إذ كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بالمرايا لالتقاطها. أما تسمية الصورة هذه الصورة بـ«سيلفي» فتعود إلى عام 2002، إذ أطلقت التسمية على المنتدى الأسترالي «آي بي سي أونلاين»، قبل أن تُعتمد على نطاق أوسع سنة 2012. وعرف هذا المصطلح انتشاراً عالمياً بعد صورة السيلفي لألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ86 مع أشهر نجوم هوليوود. وتم التوصل إلى تاريخ تقريبي لأقدم «سيلفي» عبر التاريخ، ويعتقد أنها تعود لعام 1926، إذ وجدت في ألبوم عائلة بريطانية، والتقطت باستخدام العصا.

رانيا نفاع:

«الفكرة تنطلق من شغفي الذي يشاركني فيه كثيرون».

«المشروع وليد مزيج من حبي للتصوير والفن والرسم».

الأكثر مشاركة