أخصائيون أجمعوا على أهمية التشريعات في دعم مسيرة المرأة
تمكين المرأة.. التعليم ومخالفة «النمطية» ضرورة لضمان «قوة التأثير»
أجمع مسؤولون وأخصائيون قدموا جلسات خاصة في «منتدى المرأة العالمي دبي 2020»، الذي اختتم أخيراً، وأقيم تحت شعار «قوة التأثر»، على ضرورة تمكين المرأة علمياً واجتماعياً لتكريس دورها في المجتمع، ودعمها لتترك أثرها وبصمتها مع التمييز بين قوة التأثير والقيادة، والفصل بين الاثنين.
وأشاروا إلى أن عوامل كثيرة تمنح المرأة قوة التأثير في المجتمع، تبدأ من تكوينها صورة غير نمطية ومختلفة، وتلقيها كل ما تحتاج اليه لتقود مسيرة خاصة محفوفة بالنجاح، وتصل الى الأنظمة والقوانين التي تدعمها لتتمكن من الوصول الى مراكز القوة والتأثير في المجتمع.
صاحبة تأثير
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة الأمين العام لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، شمسة صالح، لـ«الإمارات اليوم»: «المرأة باتت ناضجة في مجال التمكين، ونحن نتحدث عن المشاركة، فدور المرأة اليوم يكمن في استغلال ما وصلت اليه من التمكين والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، ولذلك فإن المشاركة التي ليس لها أي تأثير ليس منها أي فائدة». ولفتت الى أن المرأة باتت صاحبة تأثير قوي في مختلف المجالات وفي مجالس الإدارة، وهذا بدوره يرفع من إنتاجية المجالس ومن فاعليتها. وحول القيادة والتأثير، اعتبرت ان المرأة الإماراتية اليوم باتت في مراكز صنع القرار ووضع التشريعات، ومهم جداً أن تكون المرأة صاحبة رأي في تقديم أي تشريع جديد، فالمرأة نصف المجتمع، ولابد ان تعرف ما يؤمّن لها سهولة القيام بدورها. ونوهت صالح بأنه منذ عام 2015 عمل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين على تنقيح التشريعات في الإمارات بما يصب في دعم المرأة في جميع المجالات، ومنها تعديل إجازة الوضع لمدة ثلاثة أشهر للمرأة العاملة، كما تم اصدار قانون خاص بتساوي الأجور، وقانون عدم التمييز والكراهية ضد المرأة، واقتراح تشريع تمثيل المرأة في البرلمان بنسبة 50%، الى جانب حزمة من التشريعات في الأحوال الشخصية والمجالات الأخرى.
مهارات النساء
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان جمعة بلهول، لـ«الإمارات اليوم»: «الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على سرعة تطور التكنولوجيا وعلى ريادة الأعمال، وهناك الكثير من الإحصاءات التي تشير الى أن 70% من الخريجين من النساء، و51% منهم من قسم الهندسة والحساب، ما يعني أن البيئة الابتكارية ستكون بحاجة لجهود النساء لتكريس ابتكاراتهن على أرض الواقع، فالبيئة الابتكارية ووجود الذكاء الاصطناعي والروبوتات كلها ستؤثر بشكل إيجابي في جذب مهارات النساء، ولابد من الاستفادة منهن ومن مهاراتهن». ولفت الى وجود بيئة محفزة تدعم الاختبار، مشيراً الى دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمبدأ الاختبار، فكلمة مختبر تحصد الدعم اللامحدود منه. وحول تمكين المرأة في مؤسسة دبي للمستقبل، أشار الى أن المرأة تحظى بالدعم من خلال القطاع الحكومي أو القيادات أو القطاع الخاص، فالأرقام تتحدث عن نفسها، ولكن إشراك جميع الجهات في أي بيئة ابتكارية تصب في مصلحة دور المرأة، وقد لمسنا دخول النساء في مسرعات دبي للمستقبل، ووجود مليون مبرمج عربي، متأملاً زيادة الأرقام.
القيادة والتأثير
واختصرت الأخصائية في السلوك والعلاج الإيحائي، بسمة آل سعيد، مفاهيم الاختلاف وقوة التأثير، وقالت لـ«الإمارات اليوم»: «لطالما تمتعت المرأة بقوة التأثير، وبالعودة الى العصور القديمة، المرأة هي التي كانت تؤثر في الرجل كي يدخل في الحروب أم لا، وكذلك كانت صاحبة التأثير الأقوى في جعله مسالماً، ولكننا في الواقع ننسى قوتنا كنساء». وحول ما إذا كانت القيادة مرادفة للتأثير، لفتت الى ان القيادة تختلف عن التأثير، فبالنظر الى القادة لابد من رؤية مدى تأثيرهم في المجتمع، وبالطبع أن يكون المرء مؤثراً أقوى من أن يكون في مكان القيادة، مشيرة الى ان صناعة التأثير تكون من البيئة الأولى للطفل والأسرة، فالأخيرة هي التي تبني المرء أو على العكس من ذلك تهدمه، فهي أول مدرسة لأي طفل. ونوهت بأن الناس تقع أسيرة فكرة عدم تقبل المجتمع للأفكار المختلفة، ولكن في الواقع التجربة أثبتت ان تقديم ما هو جديد قد قوبل بالتقبل من قبل الكثير من الناس، مشيرة الى أنه في كثير من الأحيان يتم دمج بعض الأفكار الغربية مع ما هو شرقي وتكون مناسبة لثقافتنا في الحياة. أما في ما يتعلق بالتعامل مع النقد عند تقديم ما هو مختلف، فنوهت بأن التعامل مع النقد يجب أن يكون من خلال استخدام المرء له بطريقة تجعله يصب في صالحه، فطريقة طرح النقد مهمة جداً، إذ لا يجب أن يكون لاذعاً، في حين رأت ان تقديم الاختلاف يتطلب الجرأة وليس التمرد، لأن هناك حالات من التمرد تكون دون هدف.
ربح للأمة
ترى مؤسسة مدونة «عندما تفوز النساء»، رنا نواس، أن تمكين المرأة يعني تمكين عائلة كاملة ووطن، مشيرة الى ان هذا الكلام لا يندرج تحت إطار الكلام الشعري، بل هو واقع علمي مثبت، ولهذا فإن أكبر ربح للأمة يكون من خلال تعليم المرأة، ومن بعدها توظيفها، فقوة التأثير تكون في كل مجال وبكل الطرق. أما عن كيفية تطور المرأة، فلفتت نواس الى وجوب حدوث العديد من الأمور في طليعتها البيئة التشريعية، لأن هناك حاجة للقوانين التي تحمي المرأة، ففي المنطقة هناك بعض الدول التي لا تحمل القوانين الداعمة، كما اننا بحاجة الى أماكن يمكن للمرأة الحصول فيها على الأمن النفسي، فالمرأة تحتاج أحياناً للعمل من المنزل أو العمل الجزئي، بالإضافة الى وجود بعض الظروف الجسدية التي يجب مراعاتها، ولكن هذا لا يقلل من الطموح لدى السيدات، فهن طموحات جداً. وتابعت: «النساء بحاجة الى الثقافة التي تدعم تطور المرأة، وهذا ما يتطلب التغيير الكبير، لأنه لابد من ايمان المرأة بأنه يحق لها العمل، وان يقتنع الرجل بأنه من الضروري المساعدة في المنزل». وحول المشكلات في العالم العربي، لفتت نواس الى أنه فقط خُمس النساء المتعلمات يعملن، فالغالبية يتعلمن ولا يعملن.
• %70 من الخريجين من النساء، 51% منهم من قسم الهندسة والحساب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news