الحيوانات تُقتل أحياناً من أجل «طبق حساء»

كان أول من أمس يوماً مميزاً بالنسبة لنوعين يواجهان خطر الانقراض، وهما الأفيال الآسيوية، وأسماك قرش الطرف الأبيض في المحيطات.

حيث تناقصت أعداد الأفيال الآسيوية لعشرات السنين، بسبب صيد البشر لها، حيث تساق إلى الذبح من أجل الحصول على العاج المتمثل في أنيابها. وتقول منظمة «أوشن كير» إنه يتم قتل أسماك القرش من أجل زعانفها، التي يتم استخدامها كأحد مكونات طبق حساء محبب في أجزاء من قارة آسيا. وقد يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من هذه الزعانف إلى 80 يورو (87 دولاراً).

المؤتمر الـ13، الذي أقيم بمدينة جاندهيناجار الهندية، أعطى للأطراف الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة للمحافظة على الأنواع المهاجرة، أعلى مستوى من الحماية لهذين النوعين.

وعلى الدول الموقعة على المعاهدة، البالغ عددها 130، إصدار حظر الآن على قتل هذين النوعين، وغيرها من الحيوانات في قائمة الأنواع المعرضة لخطر الانقراض.

وأعرب رالف زونتاج، من الصندوق الدولي لرعاية الحيوان، عن سعادته بالقرار، لكنه حذر من أنه حتى في ظل هذا الوضع من الحماية، فإن نجاة هذه الأفيال وأسماك القرش، لاتزال غير مضمونة.

يشار إلى أن الحيوانات والنباتات صارت تواجه الانقراض بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وذكر تقرير للأمم المتحدة في عام 2019، أن هناك مليون نوع مهددة بالانقراض، وأن البشر يتحملون مسؤولية ذلك إلى حد كبير.

وأظهر تحليل جديد للأطراف الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة أن 73% من أنواع الحيوانات التي يتم منحها أعلى مستوى من الحماية، مازالت تواجه تناقصا مستمراً في أعدادها.

والطيور وأسماك القرش مهددة بصورة خاصة، وهناك نوع واحد في قائمة «الأطراف الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة للمحافظة على الأنواع المهاجرة»، وهو «سمك أبوسيف الصيني»، الذي يشبه أسماك القرش، يعدّ حالياً من الأنواع المنقرضة.

وبالنسبة لمعظم أسماك القرش المحمية، فإن أقل من ثلث الدول الموقعة على المعاهدة، فقط، تطبق آليات الحماية بصورة تامة، وذلك بحسب ما ذكره الصندوق الدولي لرعاية الحيوان.

من ناحية أخرى، يقول الخبير في «الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة»، أرنولف كونكه: «إن المصالح الاقتصادية عادة ما تكون لها الأولوية في الدولة الكبيرة التي تقوم بالصيد».

ولا يشارك عدد من الدول في مثل هذه الاتفاقات. وتضم الدول الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة، جميع دول أوروبا وأميركا الجنوبية تقريباً، ومعظم دول إفريقيا، لكنها تخلو من الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان.

وفي بعض الأحيان يتم إدراج الحيوانات في القائمة في وقت متأخر جداً، أي عندما تكون أعدادها قد تناقصت بالفعل، وتراجعت موائلها، بسبب المقاومة السياسية.

وينطبق ذلك بشكل خاص على اتفاقية التجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض، التي تحظر التجارة الدولية في أنواع بعينها، بحسب ما قاله زونتاج.

ويعتبر فقدان الموائل التهديد الرئيس بالنسبة لمعظم أنواع الحيوانات والنباتات، بحسب «الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة»، ويليه التغير المناخي والتجارة غير المشروعة.

ويوضح زونتاج أنه بالنسبة لمعظم الأنواع المهددة، ليس هناك إجراءات وقائية على الإطلاق من جانب «الدول الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة للمحافظة على الأنواع المهاجرة»، أو «اتفاقية التجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض». كما أنه من الممكن أن تختفي أنواع كثيرة في الغابات الإستوائية المطيرة، أو في أعماق البحار، على سبيل المثال، قبل أن يعرفها البشر.

وسيكون لزيادة وتيرة تراجع الأنواع آثارها في البشر، على المدى البعيد. فإذا قل عدد الحشرات التي تقوم بتلقيح النباتات، ستتراجع محاصيل الفاكهة. كما سيؤثر التلوث المستمر للمحيطات في سبل عيش الصيادين.

كما ناقش ممثلون في المؤتمر بالهند اتخاذ إجراءات للحد من تأثير الأنشطة البشرية في الحيوانات المهاجرة.

ومن الممكن تسهيل عبور الحيوانات عبر الطرق البرية، من خلال إقامة الأسوار بطريقة تمكنهم من التسلل من خلالها، أو بناء جسور واسعة تساعد الحيوانات على العبور فوق الطرق وخطوط السكك الحديدية.

- حساء زعانف أسماك القرش طبق محبب في أجزاء من آسيا.

- الفيلة الآسيوية تساق إلى الذبح للحصول على العاج من أنيابها.

الأكثر مشاركة