علي سنجل: وسائل التواصل تضج بمعلومات طبية مغلوطة
«يظل هدفنا الدائم الارتقاء بمفهوم جودة الحياة الإنسانية في دولة الإمارات، وتعزيز صحة أفراد المجتمع من خلال تقديم النصائح والمعلومات الصحية والطبية اللازمة بطريقة علمية مبسطة».. بهذه العبارات استهل الدكتور علي سنجل حواره مع «الإمارات اليوم»، الذي يتزامن مع تجربة تقديمه للبرنامج التوعوي الجديد «صحتكم أمانة»، الذي يبث يومياً على شاشات تلفزيون دبي.
وأكد الطبيب الإماراتي أن البرنامج الجديد يتوجّه إلى كل أفراد المجتمع بلغة بسيطة قادرة على إيصال المعلومة إلى شرائح واسعة من الجمهور، وبدقة تنأى عن المعلومات المغلوطة والشائعات التي تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي اليوم. وقال إن «من أكثر المشكلات التي يمكن أن تقع بها البرامج العلمية، معضلة المصطلحات المتخصصة للأطباء. في المقابل، يبحث المشاهد دوماً عن أجوبة شافية بلغة قريبة إلى إدراكه، وبأسلوب مبسط، يعتمد مبدأ الطمأنة، بعيداً عن لغة التخويف والتهويل».
وأضاف: «لو تحدثنا عن الدول المتقدمة التي يمتلك فيها الأفراد وعياً صحياً عالي المستوى، فإننا لا نجد أن مسألة تقديم المعلومات الجديدة قد تتسبب في أي هلع أو خوف غير مبررين، كالذي يحدث في المجتمعات التي لم تمر بتجربة الوقاية من الأوبئة مثلاً، وتفتقر إلى مسألة الوعي الصحي في هذا الإطار، وهذا ما نجده متجسداً بشكل واضح أيضاً في طريقة التعامل مع وسائل التواصل اليوم، إذ يتم إرسال وتبادل المعلومات بداعي الخوف وقلة الاطلاع، دون التأكد من صدقيتها العلمية أو الصحية».
وتابع الدكتور سنجل: «لنعترف أولاً بأن العالم العربي متأخر في مسألة التركيز على جودة الحياة، وبما أن الدول المتقدمة تعتمد مصطلح (الكهولة النشطة)، فلابد أن نتحدث عن حالة (النمو النشط) لأفراد المجتمع المرتبط برفع مستوى الوعي والممارسة الصحيحة لمجموعة الأنشطة الجسدية والنفسية، إلى جانب تعزيز دور الأسرة والمجتمع في الإمارات، لتكون مثالاً يحتذى في إطار الجهود التي تبذلها مختلف الجهات الحكومية على المستوى الصحي، للوصول إلى مجتمع نشط ومعافى وخال من الأمراض».
منصة موثوقة
أشار الطبيب الإماراتي إلى أن هدف «صحتكم أمانة» الأساسي هو الإسهام في تعزيز صحة الأفراد، وتصحيح العديد من المفاهيم الصحية الخاطئة، والتصدي للشائعات، في سبيل الحفاظ على الأمن الصحي للمجتمع «ونحن نعيش في عصر الإعلام المفتوح، لابد لنا في تلفزيون دبي، ونحن منصة إعلامية موثوقة، أن نقدم النصائح والمعلومات الصحية من منطلق أمانتنا الإعلامية والمهنية، وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة الإمارات وجميع دول العالم في إطار وقاية المجتمع من الأوبئة والأمراض».
وحول خطوات إعداد البرنامج اليومي، توقف الدكتور علي سنجل عند فريق عمل مركز الأخبار، الذي يعمد إلى التواصل المباشر مع المختصين والمعنيين بحلقات «صحتكم أمانة»، وفق معايير مهنية مضبوطة، يتم الاستناد إليها واعتمادها على مدار الأسبوع «إذ قدمت في الحلقات الأولى من البرنامج متابعة يومية لفيروس كورونا المستجد حول العالم، وآخر المعلومات الطبية الصحيحة، وطرق الوقاية من العدوى والتعامل مع الحالات المصابة، ليتم في الحلقات التالية التطرق إلى موضوعات صحية جانبية تخص الموضوع، لكن بطريقة غير مباشرة، مثل موضوع الرشح والزكام، واتباع الإرشادات الخاصة للتغلب على هذه الحالات، ومن ثم حلقة خاصة عن السبل الكفيلة بتقوية جهاز المناعة لدينا».
إرث
أكد الدكتور علي سنجل «يظل هدفنا الأساسي طمأنة المجتمع، ولا شك أن الفريق الطبي الضيف المشارك في الحلقات، جزء أساسي من نجاح البرنامج ومتابعته من قبل شرائح واسعة من الجمهور، وهذا ما لمسناه بشكل واضح من خلال التفاعل العام، والأثر الإيجابي للبرنامج، والمكالمات التي وصلتنا إلى الآن».
وتستند قدرة الطبيب الإماراتي على إدارة الحوار في برنامج توعوي يومي، على خبرته السابقة في تقديم هذه النوعية من البرامج، التي مازال الجمهور يستذكرها في إطلالته الأسبوعية السابقة في برنامج «فيتامين» على شاشة تلفزيون دبي أيضاً، وهو ما اعتبره سنجل إيجابياً ومسهماً في صقل تجربته التلفزيونية اليوم، مضيفاً أن «الإنسان بطبعه يتعلم ويرتقي، ولا شك أن برنامج (فيتامين) قد أسهم بشكل كبير في تثبيت وإنجاح تجربتي في هذا المجال، بعد أكثر من 300 حلقة متواصلة كانت بمثابة الإرث الإعلامي الذي أعتز به».
دعوة إلى التريث
وجّه الدكتور علي سنجل رسالة إلى الجمهور في هذا الظرف الخاص، معتبراً أن الوطن مسؤولية الجميع، وأن توخي الدقة في المعلومات، والاعتماد على المصادر الموثوقة، ضرورة ملزمة للجميع، لافتاً إلى أن برنامج «صحتكم أمانة» يعتمد على بث المعلومة الطبية الشافية والارتقاء بالمعرفة للجميع، والدعوة إلى اتباع جميع الإجراءات الاحترازية التي توصي بها الجهات الموثوقة في الدولة. وأضاف «أدعو الجميع إلى التريث، واتباع التعليمات التي تأتينا من حكومتنا، والالتزام بالتعليمات والإرشادات الموجودة، خصوصاً في ظل توافر وسائل وطرق تواصل رقمية، وفرتها الإمارات لمصلحة المجتمع أولاً وأخيراً».
نسعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للشائعات في سبيل الحفاظ على الأمن الصحي للمجتمع.
المشاهد يبحث دوماً عن أجوبة شافية بلغة قريبة إلى إدراكه وبأسلوب مبسط.
«(فيتامين) أسهم بشكل كبير في تثبيت وإنجاح تجربتي، إذ كان بمثابة الإرث الإعلامي الذي أعتز به».