إغلاق المدن وإجراءات الحجر الصحي حدّت من التلوّث بنسب كبيرة

وباء «كورونا» ينقذ آلاف الأرواح حول العالم

بعد تفشي مرض «كوفيد-19»، وتزايد عمليات إغلاق المدن على نطاق عالمي، وإجراءات الحجر الصحي وحظر التجول، والتزام الناس بمنازلهم وتقليل حركتهم، أدت إلى تقليل تلوّث الهواء، بحسب مرصد المستقبل التابع لمؤسسة دبي للمستقبل.

وأجرى الخبير الاقتصادي للموارد البيئية في جامعة ستانفورد الأميركية، مارشال بورك، حسابات سريعة عن الانخفاض الأخير لتلوّث الهواء فوق أجزاء من الصين، وتأثير ذلك في إنقاذ أرواح البشر، ونشر حساباته في مدونة ديناميكيات الاقتصاد والبيئة والغذاء العالمية.

ومع أن هذه الأرقام لن تبقى ثابتة لفترة طويلة، نتيجة لتحسن الوضع مع مرور الوقت، إلا أن حسابات بورك - وعلى أقل التقديرات - ترجح أن تتجاوز الأرواح المُنقذة محلياً نتيجة الحدّ من التلوث الوفيات الناجمة عن «كوفيد-19» في الصين.

ونقل موقع «ساينس أليرت» عن بورك: «إن تنفس الهواء الملوّث يسهم كثيراً في الوفيات المبكرة، وفقاً لكمّ هائل من الأدلة، والسؤال الطبيعي - حتى إن كان غريباً- هل أنقذ الانخفاض في التلوّث الناجم عن الاضطراب الاقتصادي بسبب (كوفيد-19) أرواحاً أكثر من عدد وفيات الفيروس؟ أعتقد أن الإجابة واضحة، وهي نعم، حتى في ظل أكثر الافتراضات تحفظاً».

وتوضح حسابات بورك أن الحدّ من التلوّث لمدة شهرين أنقذ أرواح نحو 4000 طفل دون سن الخامسة و73 ألف بالغ فوق سن 70 عاماً في الصين. وهذا الرقم أكبر بكثير من عدد الوفيات العالمي الحالي من الفيروس.

اعتمد تحليل بورك على بيانات من الصين فقط، قبل أن تتزايد المعلومات عن كيفية تأثير «كوفيد-19» على بقية العالم. ومع تركز ثاني أكبر عدد لانتشار الفيروس في إيطاليا، أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية عن شمال إيطاليا، بعد تدابير الحجر الصحي الصارمة، انخفاضاً كبيراً في تلوّث الهواء، إذ انخفض ثاني أكسيد النيتروجين تحديداً، وهو غاز ينبعث بشكل أساسي من السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة وبعض المنشآت الصناعية.

وقال مدير مهمة «كوبرنيكوس سنتينل 5-بي»، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، كلاوس زينر: «إن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا واضح، وعلى الرغم من احتمال وجود اختلافات طفيفة في البيانات بسبب غطاء السحب وتغيرات الطقس، فإننا واثقون جداً من تزامن انخفاض الانبعاثات الواضح مع الحجر الصحي المتسبب بخفض حركة المرور والأنشطة الصناعية».

وتظهر هذه الأرقام الأولية أن هذه الكارثة الصحية العالمية، قد تشكل فرصة لتقيم الضروريات في جوانب الحياة الحديثة، ومعرفة التغييرات الإيجابية الممكنة، إن غيرنا من عاداتنا على نطاق عالمي.


- 4000 طفل و73 ألف بالغ تم إنقاذهم من نتائج التلوّث.

- أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية انخفاضاً كبيراً في تلوّث الهواء.

تويتر