رحلات افتراضية للتلاميذ في ظل أزمة «كورونا»
هونغ كونغ.. تعليم وترفيه افتراضي عبر الإنترنت
إنها عطلة نهاية الأسبوع، وها هي معلمة في هونغ كونغ، أمضت الأسبوع في عقد دروس افتراضية عبر الإنترنت لتلاميذها الذين يبلغون من العمر 11 عاماً، تستعد لأخذ التلاميذ الذين يعيشون في شقق ضيقة في أنحاء المدينة، في مغامرة افتراضية.
وباستخدام «Google Hangout Meets»، وهو تطبيق لعقد مؤتمرات الفيديو التي تتيح للأشخاص التفاعل عبر الإنترنت، تستقبل المعلمة دانييل ميلر، وهي في الأصل من مدينة فيرجينيا بيتش الساحلية الأميركية، مجموعة من الوجوه المبتسمة أثناء ظهورهم واحداً تلو الآخر مع بدء المراسلة الفورية مع بعضهم بعضاً.
واتخذت حكومة هونغ كونغ إجراء إغلاق رياض الأطفال والمدارس الثانوية والابتدائية، وبينها بالطبع المدرسة التي تعمل بها ميلر (41 عاماً)، في نهاية شهر يناير الماضي، مع انتهاء احتفالات العام الصيني الجديد وانتشار فيروس كورونا المستجد الذي صار جائحة عالمية بعدما كان ظهر أولاً في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية. ومن بين التلاميذ الذين انضموا إلى رحلة ميلر الافتراضية طفل لم يخرج من شقته ولو لمرة واحدة منذ 24 يناير.
وفي إطار الرحلة، ينطلق الأطفال بداية أمام ميناء صاخب حيث يمكنهم مشاهدة تلاطم الأمواج، ثم يصعدون التلال، إلى مسارات غابات متعرجة، حيث تقول ميلر إنه «يمكنهم سماع الطيور وهي تغني».
وقالت المعلمة: «معنويات التلاميذ منخفضة فعلاً، ومهمتي التأكد من أن عقولهم على ما يرام». وأضافت ميلر: «في البداية، كانت ثورة الاحتجاجات، ثم جرى إغلاق المدارس، وهم يريدون فقط الذهاب إلى المدرسة. تم إلغاء تخرجهم، وتم إلغاء رحلتهم إلى الخارج، ولذلك أحاول أن أجعل الأمور طبيعية قدر الإمكان. أريد فقط أن أجعلهم يشعرون بالسعادة مجدداً».
وتحدثت ميلر بفخر عن اضطرار المعلمين إلى تكييف أساليب عملهم، وقالت إن المعلمين أمثالها يمكنهم تكييف عملهم لأنهم محترفون ويتمتعون بالثقة. ورغم ذلك، فقد شعرت في بعض الأحيان بضغوط تحمُّل هذا العمل الشاق.
ويمكن أن يؤدي هذا الإجهاد إلى ما عانته المعلمة الأسبوع الماضي، عندما وجدت نفسها تتصل بسيارة إسعاف، وهي غير قادرة على التنفس، أثناء رحلتها العادية عائدة إلى المنزل من مكان العمل، والتي تتردد عليه أسبوعياً لإعداد مصادر دروسها عبر الإنترنت.
وقالت: «كنت أتنفس بصعوبة بالغة.. شعرت بالارتباك، وكنت أتعرق وشعرت وكأن رأسي على وشك الانفجار». وبعد ركوب سيارة إسعاف ونقلها إلى المستشفى، أخبرها الطبيب أنها تعرضت لنوبة هلع، رغم أنها لم تدرك أنها تعاني الإجهاد. وقالت ميلر: «أشعر بالقلق على عائلتي. وهذا يكمن في عقلي الباطن».
وأضافت: «لأني أعلم أنني لا أستطيع أن أغادر هونغ كونغ، فأنا أشعر بالقيود. ماذا لو حدث شيء ما في المنزل. جدتي تخضع لجلسات علاج كيميائي. إنه أمر مؤلم، أريد أن أكون معها». وتشير ميلر إلى أنها قلقة بشأن أُسر تلاميذها أيضاً، أما صحتها فهي في ذيل قائمة اهتماماتها.
وقالت: «أشعر بالقلق بشأن الأمور التي لا أستطيع أن أسيطر عليها، ولا يمكنني التحكم في هذه الأشياء، وهي تتزايد بشكل كبير للغاية».
ورغم أنها ليست على يقين دوماً من أن تلاميذها يراجعون الدروس، أو أنهم يؤدون كل العمل، تتظاهر ميلر بالرضا والسعادة.
وقالت المعلمة: «يتعين عليّ التأكد من أنهم حين يرونني لا يوجد أي ضغط، لأن ذلك قد يجعلهم يشعرون بالذعر.. مهما كانت المشكلات التي لديك، لا يمكنك إظهارها. إنهم لا يستطيعون أن يروا ذلك».
وقد يستمر المعلمون مثل ميلر في الشعور بالضغط بسبب تفشي وباء كورونا، حيث إن المدارس في هونغ كونغ ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر، في الوقت الذي تتصدى فيه حكومة الجزيرة لارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس الوافد إليها، ما يتطلب إجراءات جديدة أكثر صرامة وتشدداً.
- «Google Hangout Meets» تطبيق صمم أساساً لعقد مؤتمرات الفيديو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news