مستقبلات إنزيم «إيه سي إي 2» تنظم الاستجابة المناعية القوية
حداثة مناعة الأطفال تقيهم نتائج كورونا الخطيرة
نشرت مجلة «ذا ساينتيست» العلمية بعض النظريات الافتراضية لمجموعة من العلماء المتخصصين في دراسة الفيروسات التاجية، تُبين فيها الأسباب المحتملة لعدم إصابة الأطفال بالأعراض الخطيرة المصاحبة لمرض «كوفيد-19».
وأرجع العلماء الأسباب الرئيسة إلى: حداثة أجهزة الأطفال المناعية، والنسبة العالية لمستقبلات إنزيم «إيه سي إي2» على الخلايا، وهي المستقبلات التي يستخدمها الفيروس للارتباط بخلايا الرئة لخلع غلافه البروتيني وحقن حمضه النووي داخلها، والتي تنظم في الوقت ذاته الاستجابة المناعية القوية، إضافة إلى تعرض الأطفال لإصابات سابقة من فيروسات تاجية أخرى.
وذكر الموقع أنه لم يثبُت وجود أي إصابات بين الأطفال في مدينة ووهان الصينية في الفترة ما بين نوفمبر 2019 إلى الأسبوع الثاني من يناير 2020. وفي دراسة أخرى أجريت على 1099مريضاً في الصين، كان 0.9% فقط من الحالات المؤكدة دون سن التاسعة، وراوحت أعمار 1.2% من المصابين بين 10 و19 عاماً.
وأشار ستانلي بيرلمان اختصاصي المناعة في جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأميركية: «تدعم البيانات المأخوذة عن التجارب الحيوانية فكرة أن الأطفال يصابون بالعدوى، لكن المرض لا يتطور لديهم، وذلك لتساوي معدلات الفيروس في كل من الفئران ذات الأعمار الصغيرة والكبيرة، ومع هذا فإن الصغيرة لا تمرض».
تربط إحدى التفسيرات بين خطورة أعراض مرض كوفيد-19 وعمر الجهاز المناعي، حيث أن «تقدم عم الإنسان يصاحبه شيخوخة جهازه المناعي».
ويشير بعض العلماء إلى الدور المهم الذي تلعبه الخلايا التائية في التغلب على العدوى، إذ بينت نتائج التجارب التي نشرها بيرلمان وزملاؤه عام 2010 دور الخلايا التائية في القضاء على فيروس سارس، ويقول «نحتاج إلى أجسام مضادة واستجابة من الخلايا التائية للقضاء على عدوى كوفيد-19، وهذا ما يؤديه الجهاز المناعي لدى الأطفال وتقوم به خلاياهم التائية عالية الكفاءة».
ويقول كينجستون ميلز اختصاصي المناعة في كلية ترينيتي بجامعة دبلن في أيرلندا «ربما تكون الخلايا التائية المتكونة في مراحل العمر الأولى لديها قدرة أعلى في التصدي لمرض كوفيد-19، واقترح أن الإنتاج الزائد للخلايا التائية المساعدة من النوع الثاني في الأطفال ربما يكون المسؤول عن حمايتهم من الاستجابات الالتهابية ورد الفعل المناعي العنيف تجاه مرض كوفيد-19».
ويستخدم كل من فيروس سارس كوف-1 المسبب لمرض سارس، وفيروس سارس كوف-2 المسبب لمرض كوفيد-19 مستقبلات إيه سي إي2، إذ ترتبط الأشواك البروتينية للفيروس بهذا المستقبل الموجود على خلايا العائل لتتمكن من خلع غلافها البروتيني وحقن مادتها الوراثية، وتشيع هذه المستقبلات في الجزء السفلي من الرئة، ما يفسر الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية لدى مرضى كوفيد-19، وأظهرت دراسة حديثة وجود تلك المستقبلات بشكل كبير في الفم واللسان، ما يسهل دخول الفيروس إلى العائل، وعلى الرغم من انخفاض مستويات تلك المستقبلات لدى كبار السن، فإن ذلك لا يقيهم العدوى، بل ربما يعرضهم لخطر أكبر، وفقاً لافتراضات باريك وهونجبنج جيا من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز.
تربط تفسيرات بين خطورة كورونا وعمر الجهاز المناعي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news