مشاهير يواجهون «كورونا» بأكثر من وجه للخير
مبادرات ودعوات موسّعة حول العالم، انطلقت - ومازالت - خلال هذه الفترة الحرجة، لدعم المتأثرين بتداعيات فيروس «كورونا» المستجد، الذي يجتاح العالم، مخلفاً وراءه الكثير من الخسارات على صعد عدة.
وبالموازاة مع جهود الحكومات والدول للحدّ من انتشار الفيروس وآثاره، عبر اعتماد مختلف ضروب العزل والحجر الصحي وحظر التجوال، ينشط مشاهير ونجوم الوسط الفني والاجتماعي في العديد من الدول العربية وحول العالم لمعاضدة الجهود الرسمية في مكافحة هذه الجائحة، وذلك، بعد أن تعالت منذ الأيام الأولى لبداية الأزمة، دعوات لدعم الفئات المحتاجة في المجتمعات وتقديم كل أشكال الدعم المالي والمعنوي لها في مواجهة تداعيات «كورونا» المستجد، الذي بدأ يلقي بظلاله الثقيلة على الشارع بطريقة لم يعدّ بالإمكان تجاهلها أو التغاضي عن آثارها.
«تحدي الخير»
البداية من مصر و«تحدي الخير»، الذي أطلقه لاعب النادي الأهلي المصري، سعد سمير، بالتعاون مع جمعية رسالة للأعمال الخيرية، وسرعان ما وجدت المبادرة أصداءً إيجابية وتفاعلاً غير مسبوق، وذلك مع إعلان اللاعب المصري عن تكفله بتلبية احتياجات 20 أسرة مصرية، لتتدحرج كرة «الخير» هذه المرة وتنهال من بعدها عطاءات نجوم الفن والإعلام والصحافة والرياضة والمجتمع.
وفيما أعلن الفنان محمد رمضان عن تبرعه بمليوني جنيه لوزارة الصحة في بلده، تبرّعت النجمة ياسمين صبري بمليون جنيه. وفيما تكفل المطرب تامر حسني بإعالة 400 أسرة مصرية، أعلن كل من: أصالة وغادة عبدالرازق وهند صبري ودينا الشربيني وأمير كرارة وعمرو يوسف تكفل كل واحد منهم بـ100 أسرة محتاجة.
كذلك الأمر بالنسبة إلى منى زكي، التي أعلنت عن تكفلها بـ80 أسرة، وتبعها كل من أنغام وأحمد السقا.
وبأكثر من وجه للخير، كشفت الممثلة التونسية هند صبري، عن تكفلها باحتياجات 100 أسرة مصرية، وبادرت كذلك إلى معاضدة بلدها ووزارة الصحة التونسية في حملتها لمقاومة للوباء العالمي بـ50 ألف دينار. كما أعلنت النجمة درة من جانبها، عن تكفلها بمصاريف 30 أسرة مصرية، وتبرّعها بـ50 ألف دينار أخرى لتونس.
إلى جانب عشرات النجوم الذين أعلنوا عن أرقام متفاوتة القيمة لدعم الأسر المصرية المتضررة من الوباء، ليصل المشاركون في «تحدي الخير» إلى أعداد كبيرة من فنانين وإعلاميين ورجال أعمال، في ظل توقعات بتوسيع نطاق المشاركة لتشمل أطيافاً اجتماعية أخرى قادرة على العطاء، وتفعيل دورها في معاضدة الحكومات على تجاوز هذا الظرف.
صندوق إنقاذ وطني
في تونس، أعلن عن إنشاء صندوق بـ700 مليون دينار، بهدف الإسهام في هيكلة المؤسسات المتضررة جرّاء فيروس «كورونا» المستجد، ضمن خطة مساعدات حكومية مكتملة، في الوقت الذي تمكنت حملة التبرعات الوطنية، التي استحدثت على هامش الأزمة من جمع مبالغ كبيرة ستقدم لقطاع الصحة في تونس. بالتوازي مع ذلك، أعلن مغني الراب كريم الغربي، المعروف عالمياً بـ«k2rhym» (كادوريم)، نيته وضع ثروته كاملة تحت أمر بلده تونس في حربها على فيروس «كورونا» المستجد على أراضيها.
وأعلنت الفنانة لطيفة التونسية عن تبرّعها بـ100 ألف دينار لمصلحة صندوق مكافحة الفيروس، تبعها في هذه الخطوة، لاعبون بالمنتخب التونسي لكرة القدم، وجهود عدد من نجوم الفن في تونس، أبرزهم الفنانة منال عمارة، التي دعت زملاءها في الوسط إلى التبرع من أجل مساعدة الدولة على مجابهة فيروس «كورونا».
حملة عامة
أما في لبنان، فتحوّل برنامج تلفزيوني على إحدى المحطات اللبنانية الخاصة إلى حملة تبرّعات عامة على الهواء مباشرة، بعد أن تلقى مارسيل غانم، مقدم البرنامج، عشرات الاتصالات التي تعلن تبرع أصحابها لمصلحة الصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات الحكومية في لبنان لمواجهة الفيروس، ليتجاوز مجموع التبرّعات قبل نهاية الحلقة أكثر من مليون دولار.
من جهة أخرى، أطلقت قناة «إم تي في» اللبنانية حملة (#صحتك_بالدني) لجمع التبرّعات ومساعدة المؤسسات والجمعيات والمستشفيات في محاربة انتشار فيروس «كورونا» في لبنان، وشارك فيها إلى جانب الأطفال، العديد من نجوم الفن في لبنان أمثال: وائل كفوري، وعاصي الحلاني، وجيسيكا عازار، وهيفاء وهبي، التي أعلنت عن تبرّعها بمبلغ 20 مليون ليرة لبنانية (13 ألف دولار) لمصلحة مستشفى رفيق الحريري والصليب الأحمر اللبناني. وتبرعت المطربة إليسا بمبلغ رفضت الكشف عنه، مشيرة إلى استعدادها تقديم حصص غذائية لعدد من العائلات المتضررة في هذه الفترة. فيما أعلنت نائبة في مجلس النواب اللبناني عن وضع كامل مخصصاتها النيابية الشهرية تحت تصرف مستشفى طرابلس الحكومي لمواجهة فيروس «كورونا»، والتبرع بمبلغ مليوني ليرة لبنانية للصليب الأحمر اللبناني.
«ليلة واحدة» للنجوم على «يوتيوب»
عاد البرنامج الحواري الشهير: «روزي أودونيل شو»، الذي قدمته وأنتجته الممثلة والفكاهية روزي أودونيل، لستة مواسم من 1996 إلى 2002 ليلة واحدة فقط (في 22 الجاري) على البث الرقمي الحي على «يوتيوب»، ليكون بمثابة منصّة لجمع التبرعات لصندوق الممثلين، وهي منظمة تقدم العديد من الخدمات للمحتاجين في مجال الفنون المسرحية والترفيهية، وخصصت التبرعاتها لمساعدة المتضررين من «كورونا». وجمعت الممثلة والفكاهية مع باقة من أبرز نجوم التمثيل والغناء، أمثال مورغان فريمان، وماثيو برودريك، ودارين كريس، وسارا جيسيكا باركر، وغوردن سباركس، وغلوريا استيفان وغيرهم، أكثر من 500 ألف دولار، شملت 100 ألف دولار من روزي أودونيل نفسها.
ريهانا في المقدمة
تصدّرت نجمة «البوب» ريهانا قائمة النجوم العالميين في مجال التبرّعات لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، بعد أن أعلنت عن تقديمها مبلغ خمسة ملايين دولار لإغاثة الأسر المتضررة من الحجر المنزلي المفروض في الولايات المتحدة.
وتبرع الثنائي رايان رينولدز وبليك ليفلي، بمبلغ مليون دولار، لبنوك الطعام في الولايات المتحدة وكندا. وانسحب الأمر على النجمة ليدي غاغا، التي تبرعت بـ20% من أرباحها خلال أسبوع لبنوك الطعام في الولايات المتحدة.
فيما لم يتأخر العديد من نجوم هوليود عن توجيه رسائل خاصة للجمهور بضرورة البقاء في المنزل، واتخاذ كل إجراءات الوقاية والسلامة.