بعد تنفيذها أكبر حملات المسح في العالم
قريباً.. مصر أول دولة في العالم خالية من «التهاب الكبد الفيروسي»
نشر ويليام إيه. هاسيلتين، عالم الأحياء الأميركي، مقالاً مطوّلاً في دورية نيو إنجلاند جورنال أوف مدسين هذا الشهر، أشاد فيه بنجاح البرنامج القومي المصري للكشف عن الالتهاب الكبدي الفيروسي سي والأمراض غير السارية، الذي بدأ في شهر أكتوبر 2018، ويعد أكبر حملات المسح في العالم، وشمل أكثر من 68 مليون شخص، وساعد في الكشف عن المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي، وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، وعلاجهم، وسمي البرنامج «100 مليون صحة».
وتعاني مصر من أحد أعلى معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي في العالم، وقدر معدل الإصابات فيها خلال عام 2010 بنحو 15% من السكان، لكنها قد تكون قريباً أول دولة في العالم خالية من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي.
وحمل عام 2013 مزيداً من الأخبار الإيجابية، إذ أعلنت شركة جلياد ساينسيز الأميركية في ديسمبر 2013 عن تطوير لقاح جديد لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سي يسمى سوفوسبوفير «سوفالدي»، ويمتد العلاج لمدة 12 أسبوعاً، لكن كلفته تبلغ 84 ألف دولار للمريض الواحد.
وما إن أعلنت الشركة عن علاجها الجديد، حتى بدأت الحكومة المصرية في التفاوض معها لشراء كميات كبيرة منه بسعر منخفض، ودعمت الحكومة موقفها في المفاوضات من خلال تقديم وعود إلى الشركة بفرض قيود صارمة على طريقة تداول العلاج ومنحه للمرضى وتسجيل بياناتهم على قاعدة بيانات، حتى لا يتسرب إلى السوق السوداء.
ونجحت الحكومة المصرية بعد مفاوضات مضنية مع الشركة في تخفيض سعر برنامج العلاج للمريض الواحد إلى 900 دولار فحسب، وبعد الحصول على العلاج قدمته إلى المرضى مجاناً، إذ دشنت موقعاً على الإنترنت في سبتمبر 2014، وطلبت من المواطنين المصريين تسجيل أسمائهم وبياناتهم عليه، لتوجيههم إلى مراكز صحية مخصصة لإجراء التحاليل المخبرية وتلقي العلاج مجاناً، وبدأ التسجيل يوم 14 سبتمبر 2014، وسجل أكثر من 100 ألف شخص بياناتهم في الدقيقة الأولى بعد فتح الموقع. ونجحت الخطة في علاج أكثر من 1.6 مليون مريض مصري بحلول عام 2017، وتراوح معدل الشفاء من 96% إلى 98%.
وفي وقت لاحق تمكنت الحكومة المصرية من عقد اتفاقية مع منظمة التجارة العالمية تعفيها من التقيد بحقوق الملكية الفكرية لهذه العقاقير، ما منح 20 شركةً مصرية الحق في إنتاج سبعة عقاقير من المضادات الفيروسية السابقة، وخفض ذلك تكلفة العلاج التي تتحملها الحكومة المصرية إلى 45 دولارا للمريض الواحد.
وفي العام 2018 عرض البنك الدولي على مصر قرضًا بقيمة 530 مليون دولار، يستخدم نصفه لتعزيز عمليات برامج الكشف عن المصابين بالاتهاب الكبدي الفيروسي سي علاجهم، ويوجه النصف الآخر إلى دعم النظام الصحي. وشجع ذلك الحكومة المصرية على زيادة برامج المسح كي تشمل الأمراض المزمنة الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. وبهذا تمكنت الحكومة المصرية في الأول من أكتوبر من إطلاق برنامج قومي للكشف عن الالتهاب الكبدي الفيروسي سي والأمراض غير السارية، وهي ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، وسمي البرنامج «100 مليون صحة».
«100 مليون صحة»
استمر برنامج «100 مليون صحة» على مدار سبعة أشهر، وقسم المحافظات المصرية إلى ثلاث مراحل، ونجح في فحص نحو 68 مليون مصري. وقررت الحكومة بعد نجاح البرنامج جعله جزءاً ثابتاً من البرنامج الصحي المصري. ووجد أن 4% من المواطنين الذين خضعوا للفحص لديهم أجسام مضادة لفيروس الالتهاب الكبدي سي، ووجد البرنامج أيضاً أن 21% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص يعانون ارتفاع ضغط الدم، و5% منهم مصابون بالسكري، و40% منهم مصابون بالسمنة.
ودعمت منظمة الصحة العالمية هذا البرنامج، إذ قدمت نحو 5000 حاسوب لوحي لجمع البيانات. وتضمن البرنامج فحص كل شخص، وقياس وزنه وطوله، ومستوى السكر في دمه وضغط دمه، وفحصاً سريعاً للأجسام المضادة للالتهاب الكبدي الفيروسي سي.
21% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص يعانون ارتفاع ضغط الدم و5% منهم مصابون بالسكري و40% منهم مصابون بالسمنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news