فيروسات كورونا.. اكتُشفت في الستينات وتصيب الحيوانات والبشر
ينصبّ تركيز العالَم حاليّاً على فيروس سارس كوف 2 الذي أودى بحياة عشرات الآلاف؛ وهذا الفيروس واحد من مجموعة فيروسات أكبر، تُدعى فيروسات كورونا (الفيروسات التاجية)، وتصيب البشر منذ عقود «بأمراض عديدة، معظمها في الجهاز التنفسي العلوي»، على حد كلام جاكلين فِرناريلي، مديرة قسم التعليم البحثي بجامعة سيكريد هارت.
واكتُشفت تلك الفيروسات في ستينات القرن العشرين، وعُلم أنها حيوانية المنشأ، فتصيب الحيوانات والبشر معاً؛ وفي حالة كوفيد-19 شاعت فرضية لم تَثبت بعد أنه نشأ في الخفافيش، ثم تحور وصار بوسعه إصابة البشر.
وقالت صوفيا بندلي، الأستاذة المساعِدة في «سيكريد هارت»: «طالما كانت الخفافيش مصدر فيروسات خطرة»، منها سارس وميرس وإيبولا؛ لكنها نوهت بأن «سارس كوف 2» ربما نشأ في حيوان آخر، فالباحثون اكتشفوا فيروساً شبيهاً في حيوانات أم قرفة، فلا شيء مؤكد بعد.
وحسب «مرصد المستقبل» التابع لـ«مؤسسة دبي للمستقبل» فإن فيروس كورونا هذا أحد فيروسات عديدة حيوانية المنشأ، أي تتحور منتقلة من الحيوانات إلى البشر، في ظاهرة تُدعى «عدوى فيضانية»؛ وهذه الفيروسات شائعة جدّاً، فيُقدَّر أن الحيوانات منشأ ستة من كل عشرة أمراض معدية معروفة، ومنشأ ثلاثة من كل أربعة أمراض معدية جديدة.
لكن لا ينبغي القلق من كثرة تلك الفيروسات؛ صحيح أن كوفيد 19 شديد العدوى خطر الأعراض، لكنه مختلف عن أغلب مجموعته؛ وعن هذا قالت جاكلين: «فيروسات كورونا شائعة، والأرجح أن كل واحد فينا تعرّض لبعضها من دون أن يمرض أو يعاني أعراضاً حادة؛ ودونك نزلات البرد، فهذه سببها الفيروسات».
وحتى كوفيد 19 تراوح أعراضه بين الخفيف والحاد من مصاب إلى آخر: فبعضهم لا يَظهر عليه شيء يُذكر، وبعضهم يعاني أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، وبعضهم يحتاج إلى جهاز تنفس اصطناعي.
لكنه مع هذا خطر على البشرية، إلى حد أن المرء يتطلع إلى القضاء على مجموعته كلها تماماً؛ لكن صوفيا تستبعد هذا، وقالت: «هو ممكن، لكن بعيد؛ الفيروس الوحيد الذي قضينا عليه كان الجدري، واستغرق هذا دهراً، واستلزم جهداً عالميّاً وحملة تلقيح شاملة».