«صندوق التحطيم» يصل إلى البيت.. بمطارق معقمة
نتيجة الأجواء التي تبعث على القلق والتوتر عند البعض، جراء العزل المنزلي وغياب النشاطات الحياتية اليومية، قرر مؤسس مشروع «غرفة التحطيم» في دبي، إبراهيم أبودياك، نقل تجربة التحطيم الترفيهية (التي كانت تتيح للناس تحطيم الأجهزة والزجاج في غرف مغلقة) إلى المنازل، وذلك عبر صندوق بأدوات معقمة، يتم توصيله ويقدم للأشخاص تجربة مصغرة عن غرفة التحطيم، ويمكّنهم من تفريغ الغضب والتخلص من شحنات التوتر التي قد تصاحب الروتين اليومي في العزل بالبيوت.
أبودياك قال لـ«الإمارات اليوم»: «أطلقت مشروع غرفة التحطيم منذ ما يقارب عامين، وهو عبارة عن مكان يذهب إليه الناس لتفريغ سلبية الحياة وشحنات والتوتر والغضب أو للاستمتاع بتجربة التحطيم، والآن نقلنا هذه الفكرة بهدف تقديم التجربة للناس في منازلهم»، ونوه أبودياك بأن السلامة النفسية والعقلية للمنعزلين في المنازل مهمة جداً وباتت حديث الساعة، ولهذا تم التخطيط لكيفية نقل التجربة للمنازل، سواء للذين يعيشون بمفردهم أو الأزواج والعائلات، من خلال صندوق صغير يضم في محتوياته ما هو آمن لعيش التجربة.
وأكد أبودياك أن الصندوق يحتوي على جهاز إلكتروني واحد للتحطيم، وغالباً ما يتم اختيار «جهاز ريسيفر» أو «دي في دي»، كما توضع في الصندوق مطرقة صغيرة من المطاط وليست حادة، بل تستخدم بشكل آمن في المنزل، وهي متاحة في «غرفة التحطيم» للأطفال للذين يزيد عمرهم على خمس سنوات، فهي تتميز بكونها خفيفة وغير مؤذية، إضافة إلى ذلك يحتوي الصندوق على قفازات ومفرش خاص للأرض، كي لا تتناثر القطع المكسورة خارج نطاق المفرش، كما أن تكسيرها لا يؤدي إلى تطاير القطع، وهي لا تحتوي على الزجاج، ولهذا ليس هناك من حاجة إلى وضع القناع.
ويرى أبودياك أن التجربة تبعث في النفس بعض الشحنات الإيجابية، كما أنها ترفع من هرمونات السعادة، وتزيد من النشاط البدني، لأن الحركة القوية لمدة 10 دقائق تعد نشاطاً جيداً، مؤكداً أنه ينصح الناس وهم يقومون بعملية التكسير بالصراخ، والتعبير عن كل ما يقلقهم لتفريغ كل الغضب والمشاعر السلبية.
وعن تصميم الصندوق، لفت أبودياك إلى أنه صُمم على نحو بسيط، وقد تم وضع جهاز إلكتروني واحد بداخله، لاختبار ردة فعل الناس في الوقت الراهن، ووزنه يقارب 2.5 كيلوغرام، وسعره مقبول للجميع، وتم تعقيم كل مكونات الصندوق، كما أن التوصيل يخضع لعملية التعقيم وبمواصفات عالية، مشيراً إلى أنه من خلال هذه الفكرة بات يمكن الوصول لكل الإمارات، فرغم أن غرفة التحطيم كانت موجودة في دبي فقط، لكن التوصيل الآن متاح لكل إمارات الدولة، ما يعني التحول في مفهوم الترفيه، الذي بات يُقدم في المنزل.
ولفت أبودياك إلى أن الصندوق تم إطلاقه منذ أيام، ولاحظ أن الإقبال كان من العائلات على نحو كبير، كما أن البعض عمد إلى شراء أكثر من صندوق، لتقديمه كهدية للأصدقاء لتخفيف التوتر، فبات الصندوق يمثل هدية في الفترة المحفوفة بالقلق.
وعن كيفية التحطيم في المنزل، أكد أبودياك أنه تم وضع الإرشادات الخاصة بالتحطيم الآمن في المنزل في ورقة كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أنه على الناس الالتزام بهذه الإرشادات، ومنها ترك مساحة ومسافة بعيدة عن الأشخاص أو الحيوانات أو أغراض المنزل، بالإضافة إلى طبيعة الأرضية التي يمكن القيام بالتحطيم عليها، ومنها أرض المنزل أو الرخام الصلب، مشيراً إلى أنهم يحرصون على تقديم نصائح حول إعادة تدوير القطع المكسورة من الأجهزة، ووضعها في الأماكن الخاصة بإعادة التدوير، وأكد أنه في المنزل ليست هناك حاجة لارتداء الخوذة أو الأحذية الخاصة التي كانت تستخدم في غرفة التحطيم، وذلك بسبب اختيارنا الآن لأجهزة لا تتناثر خلال التحطيم، ولا تسبب أي نوع من الأذى وتعد آمنة.
أغراض محددة
أكد مؤسس مشروع غرفة التحطيم، إبراهيم أبودياك، أن الأغراض التي تم اختيارها للتوصيل إلى المنازل تختلف تماماً عن الأجهزة والأغراض المتاحة في غرفة التحطيم، فقد تم انتقاء أجهزة صغيرة جداً، بخلاف ما هو متاح في الغرفة من أجهزة ضخمة، تتنوع بين شاشات التلفزيون والغسالات، وأخيراً أضيفت لها أنواع من الغيتار، مشيراً إلى أن الهدف أن يعيش الناس التجربة على نحو مصغر ليتخلصوا من التوتر.
أبودياك: «السلامة النفسية والعقلية للمنعزلين في المنازل مهمة جداً، وباتت حديث الساعة».