عن الصينيين و«حبهم المميت» لأكل الحيوانات البرية
ترجع جذور حب الحيوانات البرية في الصين للقرن الثالث قبل الميلاد! لكن كيف تغلل في الثقافة الصينية أكل لحوم هذه الحيوانات، ولماذا حبهم المميت لأكل هذه الحيوانات رغم خطورتها على الصحة؟
تتناول دراسة - نشرتها صحيفة «بيلد»، ونقلها موقع «دوتشي فيلا» - دعابة رائجة في ألمانيا أن سائحاً صينياً عاد من رحلته لألمانيا سعيداً لأنه وجد أنواعاً كثيرة من علب لحوم وأكياس كبيرة عليها صور قطط وكلاب في المتاجر الغذائية، لكن يتبين فيما بعد أنه كان في قسم غذاء الحيوانات المنزلية.
لحوم الكلاب مثلاً ليست على مائدة كل أسرة أو على لائحة طعام كل مطعم في الصين، هي طبق إقليمي بالأساس وليس عادة صينية، ومع ازدياد شعبية القطط والكلاب كحيوانات منزلية في الصين، تصاعدت حدة الانتقادات الداخلية ضد أكل «صديق الإنسان».
أكل لحوم الحيونات البرية جزء من المطبخ الصيني منذ القرن الثالث قبل الميلاد. كان الفيلسوف الصيني الشهير «مينسيوس»، يتحدث في كتاباته في ذلك الوقت عن صعوبة اختيار أكلته المفضلة فيقول: «أنا أحب أكل السمك، وأحب أكل أخفاف الدببة. إذا لم أستطع الحصول على الإثنين، سأختار أخفاف الدببة».
تعتبر أخفاف الدببة من الأكلات المعتبرة في التقاليد الصينية، وهي واحدة من ثماني أكلات صينية يتم استخدامها أيضاً في الطب الصيني التقليدي منذ آلاف السنين.معظم نتائج العلاج بهذه الحيوانات، لم يثبت أثر معظمها في الطب البشري الحديث.
وكان ممارسو الطب الصيني التقليدي يعطون هذا النوع من العلاج أسماء جذابة ومبشرة لتشجيع استعمالها، فمثلاً إفرازات الخفافيش تُسمى «يه مينغ شا» أو «كنز الرمال الذي يضيء في الليل»، لكن لم يكن من أسموه بذلك يعلمون مثلاً أنه ينقل الفيروسات إلى الإنسان. والقاعدة العامة لتلك المواد المستعملة في الطب التقليدي هي: كلما كانت نادرة، زادت شعبيتها، وهو الأمر الذي تظهره التجارة غير المشروعة لقرون الخرتيت.
رواج لحوم الحيوانات البرية يرجع بحسب دراسات إلى الفترة الإمبراطورية تشينغ، كانت شعوب «جورشن» التي سكنت منطقة منشوريا في ذلك الوقت هي من أدخلت لحوم الحيوانات البرية للمطبخ الصيني.
بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في 1949 شهدت البلاد فترة مجاعة استمرت لثلاث سنوات، في هذا الوقت الصعب كان الناس يأكلون أي شيء يجدونه. لكن بعد انتهاء سنوات الفقر، و النمو الاقتصادي زاد الإقبال على أكل الحيوانات البرية لأن الأمر أصبح رمزاً على الوضع الاجتماعي المرموق. ويبقى الأمل الوحيد هو تطبيق القوانين بحزم من جانب السلطات لمنع المزيد من الجوائح في المستقبل.
وتطالب إليزابيث ماروما مريما، وهي الأمينة التنفيذية للأمم المتحدة لأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي، بأن يكون الاهتمام المشترك للبشرية هو إغلاق جميع أسواق بيع الحيوانات البرية من أجل «منع المزيد من الجوائح في المستقبل»، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية. ولا تُعد الصين الدولة الوحيدة التي يوجد فيها هذا الخطر، فمرض إيبولا في إفريقيا و فيروس "نيباه" في ماليزيا انتقلا أيضاً من الحيوانات البرية للبشر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news