قصص مرعبة من الاكوادور.. يستلمون موتى لايعرفونهم بأكياس بلاستيكية
أضاع داروين كاستيو جثة والده في خضم فوضى وباء "كوفيد-19" في غواياكيل، المدينة الأكثر تضرراً من المرض في أميركا اللاتينية. فلدى توجهه إلى مشرحة مكتظة لاستلامها، أعطي كيسا بلاستيكيا يحوي جثة شخص آخر.
ومرّ أكثر من أسبوعين، ولم يعثر العامل البالغ من العمر 31 عاماً على جثة والده التي فقدت في هذه المدينة المطلة على المحيط الهادئ وتعد بؤرة الوباء في الإكوادور. وانتهى به الأمر إلى إرجاء موعد الدفن.
وقال كاستيو لفرانس برس "لا ألوم المشرحة أو المستشفى. كان الناس يموتون عند مدخله. أريد فقط أن أعثر على (جثة) والدي وأن أوفر له مدفناً، أن أقدّم له باقة وردٍ".
يقر داريون كاستيو بأنه رشى أحد الموظفين في المشرحة بمبلغ 150 دولاراً ليستعيد جثة والده من بين 170 جثةَ أخرى تكدست هناك، دون احتساب 50 أخرى مخزنة في حاوية مثلجة. وحين تسلّم كيس الجثة، فتحه للتأكد من أن والده هو من بداخله، ليفاجأ بأاحتوائه جثة شخص آخر هو "رجل ذو شاربين بثياب مختلفة". وقرر كاستيو بعد ذلك البحث بنفسه عن جثة والده، وسط موتى توفي بعضهم "بكوفيد-19"، لكنه تخلى عن الفكرة خشية انتقال عدوى كورونا .
وفي المستشفيات ودور الجنازات، تضاعفت الفوضى التي تسبب بها الوباء لتترك مئات الجثث في المستشفيات والبيوت وحتى الشوارع لأيام بانتظار دفنها. و تجد عائلات أخرى نفسها في الوضع عينه.وبدأت بعضها تنظم نفسها لرفع شكوى ضد الدولة.
وأعلن محامي العائلات هكتور فانيغاس لفرانس برس الذي يشغل أيضاً منصب عضو بلدية في غواياكيل "لا نفهم كيف لم تتمكن الخدمات الجنائزية من تسليم الجثة، أو أن تكون قد فقدتها أو أخطأت بها".
وأضاف "يقول الأقرباء إن موتاهم يصلون باكياس بلاستيكية بهوية أخرى، أو يتلقون جثة رجل بدل جثة امرأة"، مشيراً إلى أن "للعائلات الحق في معرفة مصير أفرادها المتوفين". ويقوم فانيغاس بإعداد لائحة بأسماء الأشخاص المعنيين وتلقى حتى الآن 190 اتصالاً بعضها غير موثوق.
وفقد موزيس فاليه البالغ 37 عاماً جثة والده أيضاً الذي توفي نتيجة نوبة قلبية في مستشفى تيودورو مالدونادو كاربو. وبينما كان هذا الموظف في صيدلية بصدد تسلّم الجثة، أبلغ أنه تم وضعها في حاوية منشأة أخرى.
وتعمل ديانا التي لم تفصح عن اسمها الحقيقي خشية تبعات ذلك في دار جنازات. وعاشت لحظات مرهقة ومفجعة في الأيام الأخيرة من مارس الماضي. وروت "كنت أعود إلى بيتي متعبة جداً، وباكية جراء كل ما رأيته... جثث فاسدة مليئة بالدود". ورغم توجهها إلى المستشفى مع أربعة توابيت في وقت واحد، لم يكن هذا العدد كافياً. ولا زالت صرخات طلب المساعدة من العائلات تصدح في رأسها.
وأضافت المرأة البالغة من العمر 29 عاماً "أنا بحاجة إلى طبيب نفسي، وبسرعة، بعدما رأيت كل هذا الرعب"، مشيرةً أيضاً إلى أن "العديد من الجثث كانت مجهولة الهوية" وأخرى سلمت دون توقيع أية وثيقة. وسط كل هذا، تبقى العائلات المفجوعة في حيرة وفراغ لجهلها مصير موتاها.