فيروس «كورونا» تسبب في مشكلات عدة للعاملين بالحقل الصحي في مصر. أرشيفية

عاملو قطاع الصحة في مصر: المجتمع لا يرحب بنا

دخل الطبيب المصري، أحمد نجم، في عزل ذاتي ببيته، بعدما ظهرت عليه أعراض مشابهة لجائحة «كوفيد-19»، إلا أنه فوجئ بمطالبات عدة من جيرانه بالرحيل خشية أن ينشر بينهم الفيروس المستجد.

وبينما يتلقى العاملون في قطاع الصحة الإشادة والترحاب في دول العالم، خصوصاً أن حياتهم أصبحت على المحك في معركتهم ضد «كورونا المستجد»، يشهد منهم في دول أخرى بعضاً من العدائية والشكوك، ولسان حالهم يقول المجتمع لا يرحب بنا رغم كل التضحيات التي نقدمها.

وعلى الرغم من أن حكومة البلد العربي الأكثر سكاناً حرصت على مدح العاملين في مجال الصحة وتشجيعهم، لايزال الكثيرون منهم يواجهون سوء المعاملة من قبل البعض في المجتمع، إضافة إلى ممارسات كثيرة لا تخلو من التنمر والتشكيك في أنهم مصدراً لنقل عدوى المرض.

كان نجم قد أجرى على نفسه اختبار كشف «كورونا المستجد»، وكانت النتيجة سلبية.

وعلى الرغم من محاولات الطبيب البائسة لتوضيح أمره إلى العامة، لم تتوقف مضايقات السكان ومطالبتهم له بالرحيل، «لأن هناك العديد من الأطفال وكبار السن»، على حد قوله لوكالة «فرانس برس».

ووصلت المضايقات إلى تقديم تقرير إلى الشرطة ضد نجم، الذي اضطر تدريجياً إلى الرحيل والبحث عن مكان آخر. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمثل العاملون في مجال الصحة نحو 13% من إجمالي حالات الإصابة بالوباء المؤكدة في مصر، التي تجاوزت 3000 حالة، بينهم 250 حالة وفاة. وتقول ممرضة مصابة بـ«كورونا المستجد» من المحافظة نفسها، إنه كان يتم الاتصال بها وآخرين من زملائها المصابين من قبل غرباء، بعدما وجدوا أسماءهم منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت دينا عبدالسلام، وهي طبيبة من الإسماعيلية، إنها بعد انتقالها إلى سكن جديد لتكون بعيدة عن عائلتها كإجراء وقائي، فوجئت بجيرانها يصرخون في الشارع ويتهمونها بـ«جلب المرض» إلى المنطقة.

وأضافت «حرام عليكم ما تفعلونه بنا، يكفي ما نعانيه».

رفض اجتماعي

يشكو أطباء من القاهرة والإسكندرية وأماكن أخرى على «فيس بوك»، رفضاً اجتماعياً، حيث إن بعض سيارات الأجرة ترفض نقلهم، ويرفض عمال توصيل الطعام للمنازل تنفيذ طلباتهم بسبب مخاوف العدوى.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، جون جبور، إن مثل هذه المعاملة للعاملين في الرعاية الصحية «يمكن أن تجعل الوضع الصعب بالفعل»، وعلّق: «إن استهداف مقدمي الخدمات الأساسية، سيضعف معركتنا ضد (كوفيد-19) ويمكن أن يضرّ الأمة بأكملها بشدة».

الأكثر مشاركة