التصوير المبكر أنقذ الإنتاج الإماراتي من تداعيات «كورونا»

40 ساعة درامية يومياً على الفضائيات العربية في رمضان

صورة

ما يقارب 40 ساعة يومياً، هو إجمالي الساعات الدرامية التي تقدمها المحطات التلفزيونية العربية، خلال شهر رمضان 2020، حيث يصل عدد المسلسلات المدرجة على قائمة العرض، حتى الآن، 61 عملاً تقريباً، بمتوسط 40 دقيقة للحلقة الواحدة، من بينها 25 مسلسلاً مصرياً، و20 خليجياً، و10 أعمال سورية، إضافة إلى ستة أعمال إماراتية. ويظل هذا الرقم عرضه للزيادة أو للنقصان بنسبة محدودة، حيث مازالت الخريطة الرمضانية تشهد تغييرات على غير السائد في المواسم السابقة.

وتقارب هذه الأرقام بشكل كبير السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى أن الإنتاج الدرامي العربي هذا العام استطاع أن ينجو، على عكس كثير من التوقعات، من تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، وما صاحبه من إجراءات احترازية في مختلف دول العالم للوقاية من الفيروس، سواء بسبب الانتهاء من تصوير بعض الأعمال قبل تداعيات «كورونا»، أو بالاتجاه سريعاً للعودة إلى الاستديوهات بعد فترة توقف قصيرة، وتكثيف العمل للحاق بالموسم، وذلك ستواصل تصوير عدد غير قليل من المسلسلات خلال شهر رمضان. وبمقارنة مع الأعوام السابقة، نجد أن عدد الأعمال المصرية التي عرضت في 2019 كانت 25 مسلسلاً تقريباً وهو المعروض نفسه هذا العام، وفي 2016 بلغ عدد الساعات الدرامية المعروضة على الشاشات العربية 54 ساعة يومياً، بمجموع أعمال يصل إلى 80 مسلسلاً، بينما شهد رمضان 2015 ارتفاعا ملحوظا حيث بلغت الساعات الدرامية ما يقرب من 74 ساعة يومياً، موزعة على 110 أعمال، منها 40 عملاً مصرياً، و35 خليجياً.

حضور إماراتي متميز

على المستوى المحلي، يشهد الإنتاج الدرامي حضوراً متميزاً من خلال ستة أعمال، معظمها نجت من تداعيات «كورونا» بسبب التصوير المبكر، وتضم أربعة مسلسلات تتنوّع بين الاجتماعي والتراثي ويغلب عليها الطابع الكوميدي، إلى جانب عملين رسوم متحركة هما: «خوصة بوصة» و«شعبية الكرتون»، يعرضان على قناة «سما دبي»، إلى جانب المسلسل التراثي «بنت صوغان»، وهو إنتاج حصري لقطاع الإذاعة والتلفزيون، مؤسسة دبي للإعلام 2020، سيناريو وحوار جمال سالم، وإخراج عارف الطويل، وبطولة: أحمد الجسمي، علي التميمي، سعيد سالم، رزيقة طارش، أمل محمد، وجمعة علي.

في حين تعرض شبكة قنوات «أبوظبي للإعلام» مسلسلات «خاشع ناشع» بطولة عبدالله زيد وجمعة علي، و«الشهد المر» من بطولة حبيب غلوم وزهرة عرفات وهيفاء حسين، و«مفتاح القفل» من بطولة الفنان جابر نغموش.

وبشكل عام يتسم الموسم الدرامي لرمضان هذا العام بحضور ملموس للأعمال ذات الطابع الكوميدي والاجتماعي، وتراجع الأعمال التاريخية. كذلك يشهد هذا الموسم، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، مشاركة مسلسلات تتضمن حلقات أقل من 30 حلقة، بعد أن لجأ صنّاع هذه الأعمال إلى اختصارها لتلحق بالعرض بدلاً من الخروج من المنافسة، بينما فضل البعض الآخر استكمال التصوير من دون حذف، مع فرض إجراءات احترازية مشددة في مواقع التصوير منعاً لانتشار العدوى بالفيروس، مع إلغاء كل المشاهد الخارجية التي كانت ستصور في دول متعددة. وتعدّ الدراما ذات الإنتاج المشترك، التي تجمع بين فنانين من دول مختلفة، من أبرز ضحايا «كورونا»، فلم يكن أمام صنّاعها سوى التوقف بسبب صعوبة تجمع الفنانين المشاركين فيها بسبب توقف حركة الطيران.

عودة الكبار

بالنسبة للدراما المصرية، ربما يمكن القول إن الموسم الحالي هو «موسم عودة الكبار»، في ظل مشاركة النجوم الكبار، مثل: عادل إمام ونبيلة عبيد ونادية الجندي وسميحة أيوب ومحمود حميدة ويسرا ويوسف الشريف وغيرهم، ويبدو أن الجدل حول استمرار تصوير الأعمال الفنية أو توقفها مراعاة للإجراءات الوقائية لمواجهة «كورونا»، طغى على الجدل السنوي حول أجور النجوم عن دراما رمضان مثل كل عام. ويعدّ مسلسل «فالنتينو» أول عمل يحجز مكانة على قائمة العرض، نظراً لأنه مؤجل من العام الماضي. بينما خلق مسلسل «سكر زيادة» حالة من الفضول لدى المشاهدين، باعتباره أول عمل يجمع بين نادية الجندي ونبيلة عبيد، بمشاركة سميحة أيوب وهالة فاخر، كما تشهد الحلقات ظهور العديد من النجوم كضيوف شرف. في حين استطاع الفنان يوسف الشريف أن يتصدر «الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي فور عرض الفيديو الدعائي لمسلسله «النهاية»، الذي اعتبر أول عمل مصري يندرج ضمن فئة الخيال العلمي، وتدور أحداثه في عام 2120، ليرسم صورة افتراضية للصراعات في المستقبل ودور التكنولوجيا الحديثة في حياة الإنسان.

في المقابل، اختار الفنان ياسر جلال أن يعود في مسلسل «الفتوة» إلى الماضي وتحديداً زمن الفتوات داخل حي الجمالية الشعبي، الذي كان مسرحاً لأحداث عدد من روايات الكاتب المصري الحائز جائزة نوبل في الآداب، نجيب محفوظ. بينما تظهر الفنانة نيللي كريم والفنان آسر ياسين في مسلسل «بـ100 وش» بشكل مختلف تماماً عن أعمالهما السابقة، حيث يغلب على العمل الطابع الكوميدي. كذلك خرج الفنان أمير كرارة من سلسلة «كلبش» هذا العام، لكنه لم يبتعد كثيراً عن شخصية الضابط، حيث يقدم في مسلسل «الاختيار» سيرة حياة الشهيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي قتل في كمين مربع (البرث) بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدي لهجوم إرهابي بسيناء، عن نص للكاتب باهر دويدار، من إخراج بيتر ميمي.


على عكس التوقعات استطاعت الدراما النجاة من تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

25 مسلسلاً مصرياً، و20 خليجياً، و10 أعمال سورية، وستة أعمال إماراتية.

 

تويتر