أسر إماراتية: «رمضان» مختلف هذا العام .. لكننا نتكيّف
لرمضان الكريم أجواؤه الخاصة، وللأسرة الإماراتية في رمضان، عاداتها الخاصة أيضاً، والتي تعطي لهذا الشهر بهجته ومذاقه الذي لا يتكرّر سوى في هذا الوقت من العام، إلا أن الأمر سيكون مختلفاً هذه المرة، وسيبدو هذا الوقت الخاص جداً ذا مشهد مختلف تماماً لم يعتده الإماراتيون.
قد تكون المرونة والقدرة العالية على التكيف، هي واحدة من أهم ما يميز البشر، وعلى الرغم من أن شهر رمضان سيكون ذا شكل غير المعتاد، إلا أن هناك الكثير من التغييرات التي بدأت الأسر الإماراتية بالحديث عن تقبلها، والترحيب بتجربتها كبدائل مؤقتة، سواء عبر تقليص أعداد التجمعات، أو التواصل عبر وسائل الاتصال المرئي، وغيرها الكثير.
جدول إفطار
قرّرت «أم عمر»، وهي جدة ووالدة لخمسة أبناء من دبي، جدولة تجمعات رمضان في منزلها، كي تكون لأسرة واحدة من أبنائها في كل مرة، في محاولة منها للتقليص من عدد الزوّار في التجمع الواحد، قائلة «جميع أبنائي وبناتي وأنا نعيش في منطقة واحدة، الأمر الذي سيسهل التنقل عليهم من منزلهم إلى منزلي، كما أنني أعيش وحيدة في منزلي، واعتدت وجودهم حولي»، موضحة أن لشهر رمضان «طعمه الخاص مع الأبناء، وأنا حريصة على أن نكون معاً ضمن حيز التباعد الجسدي، ومع تفادي عادات السلام والتقارب، وأن أرى جميع أبنائي، ولكن بشكل متفرق، وذلك اتباعاً للتعليمات».
تطوّع رمضاني
يقول محمد الشامسي، وهو موظف من دبي، بأن هناك العديد من العادات المرتبطة بالشهر الكريم، «والتي اعتدت أن أقوم بها، حيث كنا أنا وأصدقائي نتطوّع في توزيع وجبات الإفطار، سواء في الخيام الرمضانية، أو عبر مجالس الأسرة»، مشيراً إلى أن فكرة التطوع قائمة في كل الأحوال «فمجهود التطوع الآن سيكون بالتعاون مع الجهات واللجان المسؤولة عن الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فلا يهم أين تتطوع، بل المهم أن تخدم مجتمعك بما هو يحتاج إليه». لاتزال أم هادف، ربة منزل من دبي، على أمل أن تنحسر ما أسمته بـ «أزمة كورونا»، قبل انتهاء الشهر الفضيل، «وأن أتمكن من القيام بتجمعات وعزائم رمضان المعتادة أو ما يسمونه إخواننا الكويتيون (غبقة)، فهي واحدة من أكثر العادات التي أنتظرها بفارغ الصبر، كونها تحمل طابعاً وأجواءً مميزة دائمة ومبهجة»، واعترفت بأنها قامت فعلاً بدعوة مجموعة من صديقاتها بشكل مسبق «وذلك على أمل أن تكون الأوضاع أفضل في الأسابيع المقبلة».
انتقال مؤقت
أم ظاعن، ربة منزل وأم لأربعة أبناء، قرّرت أن تقوم بتغيير مقر إقامتها طوال شهر رمضان من دبي إلى منزل والديها في الشارقة، «فأنا وزوجي وأبنائي معتادون على تناول الإفطار بشكل شبه يومي هناك، ولن يكون الانتقال اليومي من دبي إلى الشارقة عملياً خلال هذه الفترة، ما جعلني أقرر الإقامة أنا وأسرتي وبشكل مؤقت خلال هذه الفترة في منزل والدي، والاستمتاع بالأجواء الرمضانية الأسرية الجميلة، واستكمال فترة العزلة المنزلية معهم».
عضوة جديدة
شيخة أحمد، ربة منزل من دبي وجدّة جديدة، أعربت عن سعادتها بوجود حفيدتها الأولى في المنزل معها إلى جانب ابنتها «ما سيضيف بهجة مختلفة هذا العام، فأنا سعيدة بأن ابنتي وحفيدتي تقيمان معي هذه الفترة، وبأن هذا يتصادف مع دخول الشهر الفضيل، أنا محظوظة بأن عائلتي اكتملت وبترتيب لم يكن في الحسبان، أنا محظوظة»، مشيرة إلى أن الشيء الوحيد الذي ستفتقده، هو زيارة والدتها على الإفطار في كل يوم جمعة في رمضان.
سهرات الخيام
اعتاد محمد راشد، موظف في دبي، أن يجتمع مع أصدقائه المقربين في كل ليلة، في إحدى الخيام الرمضانية الكبيرة، ويقول «على الرغم من أن البعض يرى بأن هذه المجالس قد تكون مضيعة للوقت، إلا أنها تتمتع فعلاً بأجواء جميلة ومفرحة، سأفتقد الجلسات الممتعة وزحام الزوّار، ومشاهدة البرامج مع أصدقائي ودوران أكواب المشروبات الرمضانية والحلويات بين مرتادي الخيمة».
أطباق رمضانية
فاطمة أحمد، موظفة من الشارقة وأم لثلاثة أبناء، كانت تجد متعة في ابتكار أطباق يومية مختلفة، لتتبادلها وجاراتها التي تربطها بهن علاقة جميلة ونادرة، موضحة أن الترابط «لم يقتصر على الأطباق الرمضانية، بل أيضاً الذهاب يومياً لأداء صلاة التراويح، وهي مجموعة من العادات التي كنا نحب القيام بها معاً».
على أمل
وضحة المرزوقي، ربة منزل من دبي، تقول بأن أكثر ما تشتاق إليه حتى الآن هو زيارة والدتها «فنحن ملتزمون تماماً بتطبيق العزل المنزلي، كل مع أسرته الصغيرة»، وأضافت أن أكثر ما يثير حزن والدتها، إلى جانب اشتياقها لنا «هو عدم تمكنها من الذهاب لأداء صلاة التراويح في المسجد، فهي من أكثر العبادات التي تنتظرها بفارغ الصبر، ولاتزال على أمل أن تنحسر أزمة الفيروس، ويتم الإعلان عن افتتاح المساجد للتراويح».
كثير من التغييرات بدأت الأسر الإماراتية بالحديث عن تقبلها، والترحيب بتجربتها، كتقليص أعداد التجمعات، أو التواصل عبر وسائل الاتصال المرئي.