«سكر زيادة» صراع ناعم وكوميديا طريفة
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط على تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وعلى رهانات الاختلاف والتنوّع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
بين عصمت زكي وكريمة سيد العربي، تتوالى أحداث المسلسل الكوميدي الجديد «سكر زيادة»، المقتبس من النسخة العالمية من مسلسل (The Golden Girls)، والذي يحتفي بنسخته العربية باللقاء التلفزيوني الاستثنائي الذي يجمع على شاشة رمضان ولأول مرة على الإطلاق «نجمة الجماهير» نادية الجندي و«نجمة مصر الأولى» نبيلة عبيد، بحسب «تتر» المسلسل الجديد، الذي بدا التركيز والمراهنة فيه جلياً ومدروساً على التاريخ الفني الحافل للنجمتين القديرتين، اللتين قدمتا حزمة من الأدوار المهمة والمتنوّعة للجمهور المصري والعربي، سواء في السينما أو في التلفزيون، وتمكنتا أن تحصدا ببراعة وحذاقة كبيرة جماهيرية خاصة جداً مقارنة ببقية ممثلات حقبة السبيعنات والثمانينات من القرن الماضي، في الوقت الذي يشهد المسلسل الكوميدي الجديد، عودة نبيلة عبيد إلى شاشة التلفزيون بعد مشاركة أخيرة في مسلسل «كيد النسا 2» في عام 2012، الذي أرفقته النجمة في وقت لاحق بحلولها ضيفة شرف في مسلسل «لهفة» في رمضان 2015. في المقابل، تعود نظيرتها نادية الجندي الغائبة منذ وقت طويل إلى الشاشة الفضية، بعد مشاركة أخيرة في عام 2015، في مسلسل «أسرار».
اللقاء الأول
من الوهلة الأولى، بدت إطلالة نادية الجندي ونبيلة عبيد، على نسق واحد من الإتقان والموازنة المدروسة لجرعات الكوميديا المتصاعدة في العمل. من السهل ملاحظة ذلك منذ اللحظات الأولى لاجتماعهما وانطلاق المشاحنات والخلافات التي ستتصاعد في الحلقات المقبلة لتتحول حسب قصة العمل إلى نوع من الألفة والصداقة والتناغم الإنساني الذي سيدفعهما للعيش المشترك مع قاطنة الفيلا الثالثة، كما هو متوقع في النسخة العربية للعمل الجديد، التي قام بكتابتها كل من الكتاب: أمين جمال، أحمد أبوزيد توفيق، إبراهيم محسن، ومحمد فتحي عبدالمقصود.
أما شخصية «عصمت» القوية التي تقدمها نادية الجندي، فتتعرض لانكسارات نفسية متتالية، تبدأها بطلاقها المفاجئ من زوجها، الذي يضطرها إلى مغادرة المنزل والتفكير في بعض الاستقلالية عبر اقتناء منزل جديد، وذلك، بعد أن قررت وصديقتها «جميلة» التي تؤدي شخصيتها هالة فاخر، أن تشتري «فيلا صغيرة» على حد تعبيرها، تكون ملاذها في الظرف الجديد الذي واجهها. كما هي فرصة لتكون إلى جانب صديقتها التي ما زالت تعاني غياب زوجها بعد وفاته منذ أكثر من 10 سنوات.
أما «كريمة»، فعلى الرغم من اختلاف بعض تفاصيل حكايتها، فتبدو متشابهة في الانكسارات مع نظيرتها عصمت، في ظل خلافها مع ابنها الوحيد الراغب في امتلاك ناصية العمل في الشركة التي تديرها هي بجدارة المرأة الحديدية بعد وفاة زوجها، الأمر الذي يدفعها في النهاية إلى التخلي عن هذه الشركة والانسحاب من الحياة المهنية والاجتماعية بحثاً عن مكان مريح تجد في رحابه الطمأنينة.
سياق متصاعد
على صعيد البنية الكوميدية، لاتزال الحلقات الأولى منشغلة بعرض شخصيات العمل ومفاجآت لقاءاتها الأولى والصراعات المتفجرة بالتالي بينها، إذ لم تخلُ المشاهد الأولى التي جمعت بين الجندي وعبيد من بعض التوتر والشجارات الناعمة التي أحدثتها مباشرة صدمة لقائهما الأول في «الفيلا» المشتركة، التي تعرضت كل منهما في عملية اقتنائها إلى عملية نصب لم تخلُ مصادفاتها الزمانية والمكانية من نفس كوميدي واضح بدأ يتشكل في العمل وفي طريقة بناء الأحداث وتسلسلها.
أما مشاركة هالة فاخر إلى جانب النجمتين، فستلحقها في الحلقات القادمة مشاركة أخرى وظهور غير مسبوق لسميحة أيوب، وذلك بالتزامن مع إطلالة النجم أحمد السقا ضيف شرف وطرف ثالث في «صفقة الخداع» الكبرى، التي ستستمر أحداثها الطريفة التي تم تصويرها بين القاهرة وبيروت ودبي على امتداد حلقات العمل.
في المقابل، تعطلت عملية تصوير المشاهد في لبنان أخيراً بسبب العزل الصحي وإجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد، ولم يتمكن الفريق من استكمال المشاهد المتبقية إلا أخيراً على أن تستمر عمليات التصوير حتى بداية الأسبوع الثاني من شهر رمضان، في ظل أخبار متداولة عن مشاركة محتملة لكوكبة من نجوم الكوميديا العربية ضيوف شرف في الحلقات الجديدة، وأبرزهم عادل إمام ونانسي عجرم مما يتوقع أن يرفع نسب المشاهدة والاهتمام الجماهيري بحكايات المسلسل الطريفة ومراهناته على إطلالات أهم نجوم الدراما والسينما في مصر.