أحمد الجسمي.. عرّاب الدراما التراثية المحلية والخليجية
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، والتي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
هذا العام، لا يبدو الفنان الإماراتي أحمد الجسمي راغباً في النأي عن نهج الأعمال الإماراتية التراثية، التي طالما راهن فيها على إطلالاته اللامعة، مواكباً النجاحات اللافتة نفسها، التي حققتها له هذه الأعمال على مدى السنوات الماضية، ومقدماً هذه المرة شخصية تراثية كوميدية طافحة بالطرافة، والتي زادها حرصه الذي بلغ حدود البخل فرادة، خصوصاً حينما يوقعه رفقة ابنتيه «شما» و«غزيل» في فخ أكثر المواقف الكوميدية غرابة، ليكشف عن قدرة الجسمي على تلوين أدائه وإطلالاته على الشاشة، عبر حزمة من الشخصيات والأدوار المتنوعة، التي تواصل التحرك في سياق درامي تراثي موحد، كان آخره شخصية «الطواش» في رمضان الماضي، فعلى الرغم من بساطة الفترة الزمنية والأجواء المتقاربة لكلا العملين، فقد نجح الجسمي في تقديم شخصية «صوغان» بإيقاع مختلف وسمات متباينة بشكل واضح مع شخصية «الطواش»، التي لفتت إليها الأنظار وإقبال عشاق الدراما التراثية، ما يدعو اليوم إلى التفاؤل بإمكانية نجاحه في تجسيد دور كوميدي جديد، ينضاف إلى رصيد أدواره الكوميدية السابقة.
وعلى الرغم من أن بطولة الأحداث تذهب في مسلسل «بنت صوغان» إلى مجموعة من النجوم الشباب، اللصوص الظرفاء، أبطال الحكاية الكوميدية، وهم: منصور الفيلي وبلال عبدالله وجمعة علي، فإن حضور الجسمي إلى جانب نخبة من نجوم الكوميديا في الإمارات يحسب للعمل الجديد الذي صاغ حلقاته الكاتب الإماراتي جمال سالم، صاحب الأعمال التراثية البارزة التي لطالما كان الجسمي جزءا من معظم نجاحاتها على الصعيد المحلي في السنوات الأخيرة.
أسرار ومفاجآت
من جانب آخر، لا تتوقف إطلالة الجسمي الرمضانية هذا الموسم على المشاركة في كوميديا تراثية ذات صبغة محلية، بل تتوسع نحو المشاركة في بطولة مسلسل خليجي جديد «أم هارون»، إلى جانب سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد، والذي يقدم من خلاله شخصية «بوسعيد»، الحافلة بالمفاجآت والأسرار المستورة، التي بدأت تتكشف خيوطها مع كل حلقة جديدة من العمل، في ظل إجباره «أم هارون» على الإشراف على ولادة زوجته الثانية، التي أخفى خبر ارتباطه بها عن الجميع، ومن ثم إرغامها على ضم مولودته من الزيجة الثانية إلى حضن زوجته الأولى، حيث شاءت الأقدار أن تلد في توقيت الزوجة الثانية نفسه.
وفي الوقت، الذي تشي فيه الحلقات المقبلة من المسلسل الجديد بسلسلة من الأحداث المتلاحقة، التي سيكون الجسمي جزءاً من نسيجها المتشابك والمشوق، عبر شخصية «رب الأسرة» الاعتيادي، المتشارك مع أهالي الفريج الأفراح والأتراح، والمتحصن بثوب المثالية، فيما تضج دواخله بالقصص والأسرار.
سجل حافل
يحمل الجسمي سجلاً حافلاً بالنجاحات الفنية والتكريمات والاحتفاءات، سواء في المسرح أو التلفزيون. ومن أبرز الجوائز المسرحية - التي نالها عبر مسيرته الفنية، ومنذ انطلاقته عام 1975 - جائزة مهرجان الخليج المسرحي، وجائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج المسرحية سنة 1989، وجائزة أيام الشارقة المسرحية، وغيرها من الجوائز والمشاركات الفعالة في لجان التحكيم المسرحية. وفي الوقت الذي يحفل فيه السجل الفني للإماراتي أحمد الجسمي، على صعيد المشاركات التلفزيونية، بعشرات الأدوار والشخصيات الناجحة التي قدمها كممثل، أو شارك في إنتاجها وتقديمها للجمهور من خلال رؤيته كمنتج وشريك فاعل في تقديم العديد من الأعمال الإماراتية والخليجية للشاشة الفضية، سواء داخل أو خارج الموسم الرمضاني، من خلال «جرناس» شركة الإنتاج التي أسهم من خلالها الفنان في تقديم العشرات من الوجوه الفنية الإماراتية الشابة، في الوقت الذي يتشارك فيه الجسمي رمضان هذا العام في إنتاج المسلسل الجديد «أم هارون» مع سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد.
سجل حافل بالنجاحات الفنية والتكريمات والاحتفاءات في المسرح والتلفزيون.