رجال يسلمون «رؤوسهم» للزوجات خلال فترة العزل.. ويندمون

على الرغم من خفض ساعات برنامج التعقيم الوطني، لتنحصر بين الساعة العاشرة مساءً والسادسة صباحاً، تبقى روح المسؤولية لدى الأفراد وتفادي الخروج لشيء غير ضروري أمراً مستمراً لدى كثيرين، إذ يظل الشعور بأهمية الحفاظ على التباعد الجسدي والعزل المنزلي قائماً، لتبقى الصالونات ومحال الحلاقة واحدة من الخيارات التي تتفاوت ضرورتها ما بين فرد وآخر.

وخلال فترة العزل، التي استمرت لأكثر من شهر، عانت نساء من اضطرارهن إلى مواجهة الجذور البيضاء وجهاً لوجه، والأظافر التي تحتاج إلى جلسات تقليم طارئة، لتصبح عمليات العناية بالشعر والأظافر في المقابل، واحدة من أكثر التجارب المنزلية فشلاً، كما اتهمت سيدات تحوّلن إلى خبيرات حلاقة، وبعد حوادث الرقع التي شوهت رؤوس أزواجهن وأبنائهن، إلى متهمات بالتشويه المتعمد، بينما واجه رجال ردود أفعال صادمة بعد محاولات فاشلة لصبغ اللحية.

تقليد

حاولت نوف سالم، ربة منزل من دبي وزوجة جديدة، تقليد فيديوهات حلق الشعر الرجالية المنتشرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي بدت لها سهلة جداً وغير معقدة. وقالت: «بعد محاولات متكررة لإقناع زوجي في أن أحاول تشذيب شعره قليلاً، استسلم للأمر وسلم لها رأسه، وكانت الصدمة من ضربة الماكينة الأولى التي أتبعتها بشهقة قوية فزّ على إثرها زوجي من مكانه».

وأضافت أنها «لم تعرف نعمة اللبس الوطني وتحديداً الغترة أو (الشماغ)، إلا بعد هذا الموقف السيئ».

قصة شعر

تعتبر (أم فيصل)، ربة منزل من دبي، نفسها خبيرة بما يكفي للعناية بجمالها، مضيفة: «لطالما اهتممت بصبغ شعري بشكل جيد جداً، كما أنني جيدة نوعاً ما في تقليم أظافري، واعتقدت خاطئة بأن العناية الرجالية لن تكون أمراً صعباً مقارنة بتلك النسائية».

وهو الأمر الذي جعلها تقرر قص شعر ابنها ذي الخمسة أعوام، إلا أنها فوجئت بصعوبة الأمر: «لقد اكتشفت أن الشعر القصير أصعب بكثير من نظيره الطويل، وفي دقائق بسيطة، حولت رأس ابني إلى شكل مضحك».

دون تصوير

أما (أم أحمد)، وهي ربة منزل من دبي، فقالت إن «زوجها اضطر - على مدى ثلاثة أيام - إلى حضور اجتماعات العمل عن بُعد دون تشغيل الكاميرا وإظهار صورته أمام زملائه، بعد أن قام بمحاولة فاشلة جداً في صبغ شعر لحيته، إذ تحول وجهه إلى لطخات وبقع كبيرة من اللون الأسود الفاحم».

وأوضحت أن «ابنتهما الصغرى رفضت الاقتراب من والدها إلا بعد أن خفت البقع».

يأس

لم يجد سيف محمد، رجل أعمال من دبي، حلاً أمامه سوى حلق شعره ولحيته وشنبه بالكامل، وذلك بعد جلسة فاشلة من محاولة «تحديد اللحية والشنب، ثم تحولت المهمة إلى عمل ما يعرف

بـ(القفل أو السكسوكة)، بعد أن فشلت المهمة الأولى، إلا أن ذلك أيضاً باء بالفشل الذريع».

وقرر سيف بعد أن أصابه اليأس بحلق كل شيء تماماً، معلقاً بطرافة: «دخلت حجرتي رجلاً، وخرجت منه وأنا أبدو كطالب في العاشرة من عمري بعد أن حلقت كل شيء».

وأضاف: «لن أنسى صدمة زوجتي التي حاولت فاشلة كتم ضحكتها بعد المفاجأة، التي قالت لي تبدو الآن أنت وابنك توأماً متطابقاً».

تصالح ذاتي

من ناحيتها، ذكرت (أم مروان)، ربة منزل من الشارقة، أنها فضلت أن تعيش في تصالح مع ذاتها، وأن تتقبل شكلها دون مراكز تجميل «وأعتقد أن الأمر ليس بهذا السوء، فأين هي المشكلة بالشعر الأبيض؟ وليس سراً أن كل امرأة في سني تعيش مع الشعر الأبيض، فأنا لن أخفي يوماً عمري، وأرى أن الشيب جزء مني، خصوصاً أنني اعتدت وجوده منذ طفولتي».

وأوضحت أنها «ومجموعة كبيرة من صديقاتها، فضلن الانتظار حتى فترة العيد للعناية بالشعر والأظافر».

مستشارة افتراضية

حولت سناريا، وهي خبيرة تصفيف شعر في دبي، مهاراتها في العناية وتصفيف الشعر، إلى استشارات فردية لعميلاتها اللاتي لم يتوقفن عن سؤالها عما يجب عليهن فعله في المنزل كحل بديل، مبينة أنها تحاول قدر الإمكان أن تنصحهن بأخذ هذه الفترة كفرصة للعناية بالشعر، والاهتمام به بعيداً عن المواد الكيميائية، والصبغات، والتركيز بشكل أكبر على أقنعة الترطيب والتكثيف.

وأضافت: «نظراً إلى كوني أعرف تماماً طبيعة شعر كل عميلاتي الوفيات والدائمات التردد إلى مركز التجميل، فلدي قدرة على نصحهن باختيار صبغات الشعر وخلطاته المناسبة، كل بحسب طبيعة ولون شعرها، وتحولت بشكل تدريجي، ودون تخطيط مسبق إلى مستشارة افتراضية لعميلاتي».

نوف سالم:

«بعد محاولات لإقناع زوجي لتشذيب شعره قليلاً، استسلم، وكانت الصدمة من ضربة الماكينة الأولى».

أم فيصل:

«في دقائق حولت رأس ابني إلى شكل مضحك، يتخذ صوراً غريبة، خصوصاً بعد أن يصحو من النوم».

أم مراون:

«أفضل الانتظار حتى العيد للعناية بالشعر والأظافر، وأعتقد أن البقاء بالمنزل لايزال أمراً ضرورياً».

الأكثر مشاركة