إطلالات.. ياسمين عبدالعزيز.. «ونحب تاني ليه» نجاح خارج الكوميديا
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.
مرة أخرى، وللسنة الثانية على التوالي، تنجح النجمة المصرية ياسمين عبدالعزيز في الخروج من عباءة الأدوار الكوميدية، التي طبعت بها إلى اليوم، مسيرتها الفنية الطويلة، سواء في السينما أو المسرح أو الأعمال الإذاعية، وصولاً إلى الدراما والتلفزيون، حيث تقدم هذا العام شخصية مختلفة المعالم في الدراما الاجتماعية الجديدة «ونحب تاني ليه» للمخرج مصطفى فكري، والكاتب عمرو محمود ياسين، التي تتربع فيها كعادتها مع كوكبة من النجوم، أمثال كريم فهمي وسوسن بدر وليلى عزالعرب، على عرش البطولة المطلقة، عبر شخصية مهندسة الديكور الناجحة «غالية»، التي تخفق في امتحان الحب والوفاء والعلاقة الزوجية مع قرينها الفنان شريف منير، المخرج الذي أصابته نجاحاته المتكررة وشهرته اللامحدودة في ميدان الإعلانات بالغرور والاستهتار.
مفارقات
من الوهلة الأولى، تبدو إطلالة ياسمين عبدالعزيز موسومة بالتجديد، مقارنة بإطلالتها الرمضانية السابقة في مسلسل «لآخر نفس»، إذ تحمل الشخصية على عاتقها أطروحة العمل برمته، عبر معالجة قضية اجتماعية من صميم الواقع، وهي قضية الطلاق وحيثيات اندماج المرأة مجدداً في المجتمعات العربية، التي تستلزم معالجة درامية «معاصرة ومنفتحة» يتكفل بها العمل، من خلال شخصية عبدالعزيز، بنوع من الجرأة والشفافية، في تناول قضية الحب بعد المرة الأولى.
في المقابل، يعكس العمل منذ الحلقة الأولى صراع البطلة النفسي ودفاعها المستميت في سبيل الحفاظ على كيانها الأسري، والاستمرار في علاقة تنبئ كل المؤشرات بفشلها المؤكد، فيما تتطور الأحداث منذ بداية حلقات المسلسل، لتصل إلى الانفصال بعد مشادة بين البطلة وزوجها، تعود بعدها إلى العيش مع ابنتها في منزل والديها إلى جانب الأم والجدة، في محاولة عسيرة لتجاوز أزمات الحياة وعثراتها المتكررة، ومتابعة مشوارها المهني، الذي يضعها هذه المرة على طريق رجل الأعمال الشاب مراد السويفي، الذي يؤدي شخصيته في المسلسل الفنان كريم فهمي.
كوميديا بين السطور
في إطار التغيّرات نفسها التي شهدتها توجهات جملة من نجوم الدراما الرمضانية هذا العام، نلاحظ أن أداء ياسمين عبدالعزيز ثابت على مرتكزاته القوية نفسها، قادر على لعبة التنقل بين مختلف المشاعر المتناقضة ومراهنات العمق الدرامي للشخصية، الذي تكرسه النجمة في مختلف مشاهدها حتى الأكثر بساطة، مازجة إطلالاتها المتنوعة وتنقلها الدائم بين مختلف المشاعر المتناقضة في صراعاتها العاطفية الجديدة في العمل، بمسحة كوميديا جميلة، قريبة إلى قلب المشاهد تجسد معظمها في علاقتها بوالدتها وجدتها المصابة بالزهايمر، وحتى مدبرة المنزل العانس إيمان السيد المشاكسة.
في الوقت الذي ترافقت مشاهد العمل برؤية إخراجية مجددة مثلت جماليات الصورة، أبرز أعمدتها، بعد أن نجح صنّاع العمل في فن «تشكيل المكان»، عبر «سينوغرافيا» شبه «احتفالية» راهنوا فيها على الألوان المشرقة وتنسيقات الديكور العصرية الناجحة في عملية «تأثيث» المشاهد.
إسقاطات الواقع
في إطار آخر، ورداً على ما تردد في الأوساط الجماهيرية والفنية المصرية، حول تشابه تجربة النجمة ياسمين عبدالعزيز المريرة في المسلسل، بتجربة انفصالها الحقيقي عن زوجها، سعت النجمة إلى نفي ما تردد عن أن المسلسل الجديد، لا يعدو أن يكون إسقاطاً لتجربة انفصالها عن زوجها المنتج محمد حلاوة بعد 17 عاماً من الزواج. في الوقت الذي أكد كاتب العمل أن قصة المسلسل والمعالجة الدرامية تم كتابتها منذ عامين، وحملت آنذاك عنوان «الست آيات»، دون الحديث عن أبطال العمل الذين كانوا مرشحين لخوض تجربته على الشاشة. إلا أن المتتبع لسيرورة الأحداث يلاحظ التشابه الكبير بين قصة المسلسل وتجربة انفصال ياسمين عبدالعزيز، وما كشفته عن علاقتها الجديدة بالممثل أحمد العوضي، التي أتت بعد خبر زواج طليقها من الممثلة ريهام حجاج. وتعدّ النجمة ياسمين عبدالعزيز بعض أهم الشخصيات الفنية التي جذبت ليس فقط أنظار الجمهور، بل أنظار واهتمام النقاد في مصر، الذين تابعوا مسيرتها المتأنية والرصينة، سواء في الأعمال السينمائية التي تجاوزت اليوم 20 فيلماً سينمائياً، وعمليين مسرحيين كوميديين، وخمسة أعمال إذاعية. فيما استطاعت عبدالعزيز من جانب آخر، تقديم أدوار وشخصيات متعددة على شاشة التلفزيون، آخرها مسلسل «لآخر نفس» رمضان 2019، الذي لفتت به مجدداً أنظار النقاد الفنيين وجمهورها في الوطن العربي.
تبدو إطلالة ياسمين عبدالعزيز موسومة بالتجديد، مقارنة بإطلالتها الرمضانية السابقة.